أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-03-2015
3264
التاريخ: 4-03-2015
1698
التاريخ: 4-03-2015
6743
التاريخ: 29-03-2015
2078
|
ليس من الضروري أن نبسط القول في ترجمة جمال الدين محمد بن مالك الطائي الجياني، فيكفي أن نذكر بنشأته في الأندلس. ففي جيان ولد في مستهل القرن السابع، ثم غادرها بعد ما ناهز الثلاثين من عمره، فولى و جهته المشرق، و تردد بين مصر و دمشق التي طاب له المقام فيها إلى أن توفي سنة اثنتين و سبعين و ستمائة. ملأ ابن مالك قرنه علما و شهرة. فكان المنته في علوم اللغة و رواية الاشعار، عارفا بمدونات أئمة النحو، إماما في القراءات، ملمّا إلماما كبيرا بالحديث. قضى حياته أجمعها في التدريس، و التأليف، و في التعلم، لم ينقطع عنه، حتى يوم وفاته.
و كانت ينابيع ثقافته تتمثل في استيعاب أمهات كتب النحو القديمة، مثل كتاب سيبويه و شروحه، و مسائل الأخفش، و مؤلفات المبرد، و أصول ابن السراج، و جمل الزجاجي، و نتائج الفكر للسهيلي، و مقدمة الجزولي التي شرحها، و ألفية ابن معطي التي عارضها، هذا على سبيل المثال لا الحصر. و لم تكن ثروته العلمية الهائلة حصيلة دراسته في الكتب فحسب، بل إنه سمع من كبار الشيوخ، و سمع منه نبهاء الطلبة. ففي الأندلس، درس على ثابت بن خيار الكلاعي(1)، و تتفق المصادر أن ثابتا هذا أخذ القراآت على أبي العباس أحمد بن نوار(2) و قرأ كتاب سيبويه على أبي عبد اللّه بن مالك الميرتلي، كما أن ابن مالك جلس فترة قصيرة في حلقة الشلوبين، و في الشام سمع
ص313
من أبي صادق بن صباح(3)، و من مكرم بن محمد بن حمزة القرشي(4)، و لازم بن يعيش الحلبي(5)، مدة طويلة.
و لم تسعفنا المصادر التي اطلعنا عليها بتأريخ رحلة ابن مالك من الأندلس إلى المشرق، سوى ما ذهب إليه شوقي ضيف أنها كانت حوالي سنة 630 ه (6)، و إذا كان هو المعني بقول القفطي، في عد شراح الجزولية:
(و شرحها شاب نحوي من أهل جيان متصدر بحلب لإفادة هذا الشأن فجمع فيه بعض هؤلاء المقدم ذكرهم و أحسن في الإيجاز) (7)، فمعنى ذلك أنه قد رحل إلى المشرق في حياة القفطي.
و هكذا جمع الإمام ابن مالك بين التبحر في اللغة و النحو، و استيعاب أقوال أئمة المذاهب في المشرق و المغرب، فاستطاع ببراعته أن يجعل من هذا الجمع مزيجا متناسقا و متوازنا، و متميزا. فعرف قدره في حياته و ذاع صيته، و تقلد مناصب علمية عالية منها مشيخة المدرسة العادلية و أخذ عنه علماء عصره و درس عليه نحويون كبار، أمثال ابنه بدر الدين، و بهاء الدين ابن النحاس، و أبي بكر المزي، و أبي الثناء شهاب الدين محمود الحلبي. و ألف كتبا ملأت الدنيا و شغلت الناس إلى اليوم.
ص314
_____________________
(1) ثابت بن محمد بن خيار الكلاعي المتوفى سنة 628، ترجمته في ابن الآبار التكملة، 1 / 236.
(2) أحمد بن نوار الأنصاري ترجمته في التكملة، 1 / 87.
(3) عبد العال سالم مكرم: المدرسة النحوية في مصر و الشام، ص 154.
(4) المصدر و الصفحة نفسها.
(5) أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش الأسدي الموصل الأصلي الحلبي المولد و المنشأ (559- 634) ، من كبار أئمة العربية، و شرحه لمفصل الزمخشري من أمهات الكتب النحوية المعتمدة، ترجمته في ابن خلكان وفيات الأعيان 7 / 46. و بغية الوعاة 2 / 351.
(6) المدارس النحوية،309.
(7) إنباه الرواة، 2 / 379.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|