أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-2-2020
8322
التاريخ: 2023-02-22
1687
التاريخ: 7-3-2020
1880
التاريخ: 4-2-2020
3437
|
والآن ، وبعد ان تم استعراض الفترات الأربع للجغرافيا الحديثة، يمكن أن ننظر إلى تاريخ الجغرافية الحديثة كلاً متكاملاً، لنتبين خطوطه الرئيسة ومنطق تطوره على النحو الآتي :
1 - تاريخ الفكر الجغرافي سلسلة من الاهتمامات المختلفة، ففي الفترتين السابقة لكلاسيكية والكلاسيكية لم يكن في الإمكان ظهور غير العموميات، أما التخصص فلم يبدأ بصورة واضحة إلا في الفترة ما بعد الكلاسيكية، وتزايد باطراد في الفترة المعاصرة. وقد بدأ بالجغرافيا الأصولية أولاً قبل الإقليمية، وبدأ بالأصوليات الطبيعية أولاً" بيشل والبشرية ثانياً" راتزل ". أما الإٌقليمية فقد جاءت متأخرة عنهما إلى الفترة المعاصرة " هتنر "، ومن الواضح إن هذا التطور كان منطقياً وطبيعياً .
2 - كان تطور الجغرافيا جدلياً ( ديالكتيا") وذلك من الناحيتين التصنيفية والسببية على السواء؛ فالمتغيرات التي مرت بها الجغرافيا الحديثة ترجع في تطورها إلى سلسلة من ردود الفعل العكسية، التي كانت تحولها من النقيض إلى النقيض .
فمن الناحية التصنيفية ، رأينا في الفترة ما بعد الكلاسيكية، أن الجغرافيا العلمية المورفولوجية "بيشل"، بدأت كرد فعل ضد تاريخية " ريتر " . ولكن المبالغة في المورفولوجيا لم تلبث أن أدت بدورها إلى رد فعل مضاد نحو الإنسان : " راتزل " . بيد أن هذا الاهتمام بالأصوليات أدى إلى رد فعل مضاد للمرة الثالثة، وذلك في الاتجاه نحو الإقليمية " مارثة ويختوفن وهتنر " .
ومن الناحية السببية، فقد رأينا أن الحتم الجغرافي " راتزل " أدى إلى رد فعل عنيف اتخذ شكل الإمكانيات " دولابلاش " . ولكن يبدو أن كل هذه الأضداد وقتية عابرة، بل إنها في الواقع متكاملة أكثر منها متعارضة؛ فقد ذكر هتنر إن الأصولية والإقليمية وجهان لشيء واحد، كما بدأ يثبت الآن أن الحتمية واللاحتمية أمور نسبية، وقد تتعاصر ؛ أي توجد مع بعضها في آن واحد .
3- تطورت الجغرافيا كتطور النهر الفيزيوغرافي، من التوسع إلى التضييق، ومن المركب إلى البسيط. فكما يبدأ النهر بعديد من الروافد والمجاري المائية، ثم يأخذ في تحديد مجرى أساسي له، فكذلك بدت الجغرافيا أحياناً كما لو أنها تدرس كل ما تحت الشمس وكل ما على الأرض! .. ولكن هذا التوسع المفرط أخذ يختزل نفسه ويتحدد ويختصر، ليقتصر على الفكرة الإقليمية ( الكورولوجية ) . وفي هذه العملية الاختزالية نبذت الجغرافيا كثيراً من العلوم ذات الصلة التقليدية بها كالفلك والجيولوجيا وعلم الأنواء وعلم الاجتماع.
4- إن تاريخ الجغرافيا كله يتلخص في كونه " عود على بدء " ، فبعد رحلة طولية شاقة في ركاب تعريفات كثيرة مطاطة مثل علم الأرض وطبيعتها (جيرلند) والذي حل محله مفهوم سطح الأرض (ويختوفن وتطور عنه مفهوم اللاندسكيب (ساور)، ويقابله الاندشافت في الألمانية. وعلم التوزيعات ( مارثه ) الذي تطورت عنه مدرسة المواقع الأمريكية. وعلم العلاقات البيئية أو الإيكولوجيا البشرية (باورز )، الذي تطورت عنه فكرة النظم الايكولوجية Eeosystems ( اكرمان وستودارت ).. وبعد صراع طويل مع العلوم الأخرى، عادت الجغرافيا المعاصرة إلى أصولها الإقليمية القديمة، والتي يرى الجغرافي الإنكليزي فيشر Fisher أن الفضل فيها " الفكرة الإقليمية" يرجع إلى العرب وحدهم. وإذا كانت بذور الإقليمية قد ظهرت عند أرسطو واسترابون، فإنها تبلورت على يد العرب، وأصبحت شائعة في التقسيم الإداري، وبلغت أوجها في المركب الهرمي الإقليمي والحضري في خطة المقدسي، الذي يمثل قمة التطور الجغرافي العربي ".
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|