المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



التضمين  
  
4445   04:00 مساءاً   التاريخ: 26-03-2015
المؤلف : جلال الدين القزويني
الكتاب أو المصدر : الإيضاح في علوم البلاغة
الجزء والصفحة : ص384-385
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البديع /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-9-2020 8541
التاريخ: 25-03-2015 2012
التاريخ: 24-09-2015 2368
التاريخ: 26-03-2015 3565

وأما التضمين فهو أن يضمن الشعر شيئا من شعر الغير مع

التنبيه عليه إن لم يكن مشهورا عند البلغاء كقول بعض المتأخرين قيل هو ابن التلميذ الطبيب النصراني

 ( كانت بلهنية الشبيبة سكرة ... فصحوت واستبدلت سيرة مجمل )

 ( وقعدت أنتظر الفناء كراكب ... عرف المحل فبات دون المنزل )

 البيت الثاني لمسلم بن الوليد الأنصاري وقول عبد القاهر بن طاهر التميمي

 ( إذا ضاق صدري وخفت العدى ... تمثلت بيتا بحالي يليق )

 ( فبالله أبلغ ما أرتجي ... وبالله ادفع ما لا أطيق ) وقول ابن العميد

 ( وصاحب كنت مغبوطا بصحبته ... دهرا فغادرني فردا بلا سكن )

 ( هبت له ريح إقبال فطار بها ... نحو السرور والجاني إلى الحزن )

 ( كأنه كان مطويا على إحن ... ولم يكن في ضروب الشعر أنشدني )

 ( إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا ... من كان يألفهم في المنزل الخشن )

 ( لا تعاد الناس في أوطانهم ... قلما ترعى غريب الوطن )

 ( وإذا ما شئت عيشا بينهم ... خالق الناس بخلق حسن )

 البيت لأبي تمام وكقول الحريري

 ( على أني سأنشد عند بيعي ... أضاعوني وأي فتى أضاعوا )

 المصراع الأخير قيل هو للعرجي وقيل لأمية ابن أبي الصلت وتمام البيت

 ( ليوم كريهة وسداد ثغر ... )

ولا حاجة إلى تقديره لتمام المعنى بدونه ومثله قول الآخر

 ( قد قلت لما أطلعت وجناته ... حول الشقيق الغض روضة آس )

 ( أعذاره الساري العجول ترفقا ... ما في وقوفك ساعة من باس )

 المصراع الأخير لأبي تمام وكقول الآخر

 ( كنا معا أمس في بؤس نكابده ... والعين والقلب منا في قذى وأذى )

 ( والآن أقبلت الدنيا عليك بما ... تهوى فلا تنسني إن الكرام إذا )

 أشار إلى بيت أبي تمام ولا بد من تقدير الباقي منه لأن المعنى لا يتم بدونه وقد علم بهذا أن تضمين ما دون البيت ضربان وأحسن وجوه التضمين أن يزيد المضمن في الفرع عليه في الأصل بنكتة كالتورية والتشبيه في قول صاحب التحبير

 ( إذا الوهم أبدى لي لماها وثغرها ... تذكرت ما بين العذيب وبارق )

 ( ويذكرني من قدها ومدامعي ... مجر عوالينا ومجرى السوابق )

 المصراعان الأخيران لأبي الطيب ولا يضر التغيير اليسير ليدخل في معنى الكلام كقول بعض المتأخرين في يهودي به داء الثعلب

 ( أقول لمعشر غلطوا وغضوا ... عن الشيخ الرشيد وأنكروه )

 ( هو ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى يضع العمامة تعرفوه ) البيت لسحيم بن وثيل وأصله

 ( أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني )

 وربما سمي تضمين البيت فما زاد استعانة وتضمين المصراع فما دونه تارة إيداعا رفوا.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.