أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-9-2020
1978
التاريخ: 15-10-2019
2669
التاريخ: 28-11-2018
10799
التاريخ: 17-9-2020
1548
|
آراء آدم سميــث
ــ آراء آدم سميث الاقتصاديـة
ان تراكم الآراء الاقتصادية قبل مرحلة آدم سميث جعلت من المفكر آدم سميث يبحث عن سبيل للوصول الى الرفاهية في المجتمع والثروة لذلك بحث آدم سميث في الثروة والعوامل التي تزيد من ثروة الامم ، ولم يكن اول الباحثين بل هناك مفكرون سبقوه مثل وليم بتي وهذا الامر طبيعي ، ان مصدر الثروة وجده المفكرين التجاريين في التجارة الخارجية واعتبروه مصدر ثروة الامة (زيادة الرفاهية الاقتصادية لشعب لا يأتي الا على حساب الشعوب الأخرى) * كان هذا رأي التجاريين .
تطورت الافكار جراء تراكم الآراء واختلاف الرأي في التطبيق فظهر كولبيرت لينحي النشاط الزراعي ويهتم بالنشاط الصناعي واخطأ كولبيرت فكان رد الفعل في فرنسا هو ظهور المذهب الطبيعي (الفيزيوقراط) بقوة وبآراء اكمل وانضج وقد جاء المفكر فرانسوا كيناي مؤسس الطبيعيين بأول نظرية وهي النظرية المتمثلة بالجدول الاقتصادي والذي يقول فيها ان الثروة تنشأ من الانتاج وكانت خطوة متقدمة ولكنهم اخطئوا في القول ان الثروة من الانتاج الزراعي والنشاط الاقتصادي الصناعي عقيم وبذلك يكون اعتقاد الطبيعيين بأن الزراعة هي القطاع الوحيد المنتج .
جاء سميث بنظرية جديدة ومتطورة أصبحت بموجبها الأفكار التي سبقته قديمة ولا تصلح للتطبيق ، لذلك رفض آراء التجاريين والطبيعيين في كتابه بحث في الطبيعة واسباب ثروة الامم ويقول ان عمل المجتمع هو الرصيد الوحيد الذي يزود كل الشعب بكل ما يحتاج من وسائل العيش الضرورية والكمالية .
لقد كان مفهوم سميث للثروة ومصدرها يُعد تقدماً كبيراً وطفرة نوعية بالمقارنة مع آراء من سبقوه ، حيث كان مفهوم سميث للثروة يأتي من خلال العمل على تنمية وزيادة السلع والخدمات التي يستهلكها كل فرد في المجتمع وهي الهدف والغاية النهائية للنشاط الاقتصادي ، حيث ان هذا المفهوم لم يكن قائم في زمن التجاريين لغرض اشباع الحاجة المحلية وجعل اصل الثروة العمل وهذا قاد الى مصدر الثروة ومظهرها الاجتماعي وليس الفني ، اهتم آدم سميث بالنمو الاقتصادي وظاهرة تراكم رأس المال ، ويرى ان رأس المال يمكن ان يتراكم بدون ادخار وهو ضروري لزيادة رأس المال وما يترتب عليها من زيادة حجم الدخول الفردية (1) حيث ان البحث في طبيعة الثروة ومصدرها ادى ان يكون لعنصر العمل المكانة الاولى في التحليل الكلاسيكي بشكل خاص والتحليل الاقتصادي بشكل عام ، وبعد ان وضح سميث مصدر الثروة يسأل كيف يستطيع الافراد الحصول على مستوى معاشي اعلى من السابق على الرغم من ان نوعية الارض والمناخ بقيا بصورة عامة على ما كانا عليه سابقاً ولم يتغير شيء بصورة ملحوظة وقد حدد السبب في أمرين هما :
• الأول ان كمية العمل التي تمتلكها الأمة او بالاحرى الى نسبة الافراد الذين يقومون بالعمل النافع اي عمل منتج الى عدد السكان الذين يستهلكون ما ينتجه العمل النافع فكلما كانت كمية العمل المنتج بالنسبة الى المستهلكين اكبر كلما كانت الدولة أكثر غنى وافرادها اكثر رفاه .
• والثاني مستوى انتاجية العمل ، والمقصود بها هو كيف يمكن رفع مستوى الانتاج بنفس كمية العمل بذلك رفع مستوى الانتاجية ويكون مردود اقتصادي اعلى من السابق او كيف يمكن ان نحصل بأقل كمية من العمل على مردود اقتصادي اعلى من السابق ، ويقرر آدم سميث ان مستوى انتاجية العمل تتناسب ودرجة تقسيم العمل فكلما كانت درجة تقسيم العمل اكثر عمقاً (اي اذا كان العامل مُلم في مجال اختصاصه وهناك الكثير من البحوث والدراسات التي ترفع مستوى العامل) كلما كانت انتاجية العمل اكبر وهذا الامر ينعكس على الدولة بشكل رفاهية وثراء ، وللدلالة على ذلك يقارن سميث بين المجتمعات البدائية ومجتمعه الحاضر ويقول (ان الحياة في المجتمع البدوي بائسة ولكون تقسيم العمل معدوم وان وجد فهو اقل بكثير من المجتمعات المتحضرة حيث يضاعف تقسيم العمل بالمجتمعات المتحضرة بشكل كبير وتؤدي الى زيادة بمقدار الثروة) .
ولقد تناول آدم سميـث تقسيم العمل واختصرها بثلاث نقاط هي :
ــ ان يتخصص العامل في تلك الاعمال التي تلائم امكانياته الذاتية(2) التي اكتسبها من الولادة .
ــ التخصص في احد الاعمال يؤدي الى رفع كفاءة ومهارة العامل في ذلك المجال .
ــ لن يضيع العامل جزء من وقته في التنقل من مكان الى آخر .
وللدلالة على رأيه في أهمية تقسيم العمل للرفاهية الاقتصادية اقتبس سميث المقالة الشهيرة التي كانت مطروقة قبله وهو انتاج المسامير فلو ان عشرة عمال قد تخصصوا في احد الاعمال الضرورية في عملية صنع المسامير لكان بإمكانهم ان ينتجوا في اليوم الواحد 48000 مسمار بينما لو عمل احدهم بمفرده فإنه لا ينتج اكثر من عشرين مسمار .
ومن ضمن فلسفة سميث ونظرته ان أسباب تقسيم العمل هو ان الانسان يحب المقايضة بالفطرة والتبادل وهو احد الدوافع الرئيسية الكامنة وراء السلوك الطبيعي عند الانسان ، وما كان على المفكر سميث ان يعمم نظريته التي أنشأها على جميع العصور ، لأن هذا الامر أوقعه في خطأ وجعل من المفكر الالماني والمفكر الامريكي ينتقده بشدة ، لقد انطلق آدم سميث من التطور التاريخي واعتبره دافعاً طبيعياً في السلوك الانساني وبذا حول ميل الافراد الى التبادل في عصره الى مبدأ عام يتطابق مع كل العصور ، وكما هو معلوم ان التبادل ليس بالضرورة يأتي بسبب تقسيم العمل حيث يمكن ان يكون تنظيم اجتماعي معين يملك بعض التكنولوجيا البسيطة يستخدم تقسيم العمل وبدون التبادل اي ما يكفي للمجموعة وهذه المجموعات كانت موجودة من ازمنة قديمة وبهذا فقد أخطأ في تعميم ما موجود بعصره على كل العصور .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* هذا التفكير الذي كان يسود المرحلة التجارية وبالأخص انكلترا .
1ـ محمد جلال مراد ، البطالة والسياسة الاقتصادية ، جمعية العلوم الاقتصادية السورية ، دمشق ،2003 ، ص41 .
2ـ جوزيف لاجوجي ، المذاهب الاقتصادية ، مصدر سابق ، ص24 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|