روابط الجذب الامامية المباشرة وغير المباشرة لقطاع الصناعة التحويلية 1
المؤلف:
أ. د. علي مجيد الحمادي
المصدر:
التشابك الاقتصادي بين النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة:
ص396 - 405
2025-11-07
28
3-9: روابط الجذب الامامية المباشرة وغير المباشرة لقطاع الصناعة التحويلية
ان هذه الفقرة تشتمل على عملية تطبيق لما جاء في الجانب النظري المتعلق بكيفية احتساب روابط الجذب الامامي المباشر (Ai) وغير المباشرة (zi) على واقع الصناعة التحويلية المؤلف من تسعة وعشرين فرعاً صناعيا خلال السنوات 1979، 1982، 1983، 1986، والربط بين نتائج هذه الاعوام من خلال استخراج معدلات النمو المركب بالطريقة اللوغاريتمية، بغية الحصول على نتائج اقل تحيزاً واكثر موضوعية ومحاولة تفسير هذه النتائج وتحليلها بطريقة علمية وواقعية قدر المستطاع كما يلي:-
1-3-9 روابط الجذب الامامية المباشرة:
يتلخص مفهوم الصلات الامامية المباشرة في انها تمثل نسبة مبيعات فرع معين من منتجاته الى جميع الفروع الصناعية الاخرى التي تستخدم هذه المنتجات كمدخلات وسيطة، الى اجمالي منتجات هذا الفرع.
وعند النظر الى الجدول (1-9) يتبين لنا ان فرع الصناعات المعدنية الاساسية يحتل المرتبة الاولى بين هذه الفروع. حيث بلغت قيمة "Ai" فيه نحو (8.88) دينار عــام 1979، اذ ان بنية الصناعة عندما تطورت بدأت تستوعب منتجات هذه الصناعة بشكل اكبر لكونها من الصناعات الانتاجية التي تسهم بفاعلية في مجمل الانشطة الانتاجية في القطاع الصناعي. ويدل هذا المقدار على حجم الآثار الاولية لهذه الصناعة لمواجهة زيادة مقدارها وحدة واحدة في الطلب النهائي على منتجاتها. غير ان هذه القيمـة قـد ارتفعت في عام 1982، فبلغت 8.98 دينار، محتلة بذلك المرتبة الاولى ايضاً. اي انها نمت بمعدل نمو مرکب قدره (0.37%) للعامين المذكورين.
ويأتي فرع الكيماويات الصناعية في المرتبة الثانية، فقد بلغ مقدار رابطته الامامية المباشرة "Ai" نحو (2.6161) دينار عام 1979، وارتفعت الى (3.7258) دينار عــام 1982، اي انها تطورت بمعدل نمو مركب قدره (12.509%) للعامين المذكورين (1). أي أنها تطورت بمعدل نمو مرکب قدره 12.509% للعامين المذكورين وهذا ما يفسر الاهمية المعطاة لمثل هذه الصناعة لما لها من قدرة على بناء قاعدة صناعية في البلاد.
اما صناعة وسائط النقل الاخرى واصلاحها، فقد جاءت بالمرتبة الثالثة، اذ بلغت قيمة "Ai" فيها نحو (1.9467) دينارا عام ،1979 لكنها مالت الى الانخفاض بشكل حاد عام 1982 فبلغت 0.0338 من الدينار ولهذا فقد سجلت معدلاً سالباً للنمو قدره (%74.105) للعامين المذكورين، وهذا ناجم عن ظروف الحرب وما سببته من اختناقات في الحصول على المواد الاولية فضلا عن انخفاض مجمل التكوين الرأسمالي باعتبار ان مثل هذه الصناعة ذات كثافة رأسمالية. وقد جاءت رابطة الجذب الامامية المباشرة لصناعة عجينة الورق والورق والكارتون بالمرتبة الرابعة وبقيمة قدرها (1.488 دينارا عام 1979، لكنها ارتفعت الى (3.5419) دينارا عام 1982، اي انها ارتفعت بمعدل نمو قدره (19.52%) انظر جدول 2-9 وهذا ما جعلها في المرتبة الثالثة لعام 1982.
اما فرع صناعة الزجاج والمنتجات الزجاجية وصناعة الغزل والنسيج وتجهيز المنتجات وصناعة واصلاح المكائن والمعدات الاخرى (عدا الكهربائية). فقد حققت "Ai" أعلى من الواحد الصحيح بين الفروع الصناعية الأخرى (2). ومن الجدير بالذكر ان صناعة المكائن والمعدات الاخرى واصلاحها ( عدا الكهربائية) قد اتسمت برابطة جذب امامية مباشرة مرتفعة عام 1979 ، اذ بلغت الواحد الصحيح، لكنها مالت الى الانخفاض عام 1982 فأصبحت (8110.) اي انها انخفضت بمعدل نمو مرکب سالب قدره (-%6.87) للعامين المذكورين. ومن ناحية اخرى نلاحظ ان بعض الفروع الصناعية قد سجلت فيها منخفضة لروابط الجذب الامامية المباشرة في عام 1982 قياساً بعام 1979 ومنها صناعة منتجات طحن الغلال والبسكويت اذ بلغت قيمة الروابط الامامية المباشرة لعام 1979 نحو (1.180) دينار وانخفضت الى (0.110) دينار عام 1982، اي انها انخفضت بمعدل نمو مرکب سالب قدره (15.18-%) للعامين المذكورين، ويؤكد هذا ان مجموع الطلب الوسيط لهذه الصناعات عام 1979، كان يمثل (28320) دينار في حين اصبحت تمثل (1997) دينارا عام 1982. وينسحب الامر على صناعة المنتجات المعدنية المصنفة عدا المكائن والمعدات وصناعة المنتجات الورقية والطباعة والنشر وصناعة تصفية النفط، وصناعة المنتجات المتنوعة من النفط والفحم الحجري.
ومما تجدر الاشارة اليه ان بعض فروع الصناعة التحويلية قد حافظت على قوة روابطها الامامية المباشرة للعامين (1979 و1982) ومن بين هذه الفروع: صناعة المنتجات الكيماوية الاخرى، وصناعة المشروبات والتبغ والسكاير، وصناعة الجلود والمنتجات الجلدية والاحذية اذ بلغت قيمة هذه الروابط نحو (0.18 و0.01و 0.26) دينار على التوالي.
ونلاحظ من ناحية اخرى ان بعض الفروع الأخرى قد سجلت تطوراً في قوة روابطها الأمامية لعام 1982 قياساً بعام 1979م، ومن تلك الفروع صناعة الاسمنت فقد كانت قيمة "Ai " نحو (0.2228) عام 1979 وارتفعت الى (0.3309) دينار عــام 1982(3). اي انها نمت بمعدل نمو مركب قدره (14.09%) للعامين المذكورين، انظر جدول 9-2. بيد انه بلغ مجموع الطلب الوسيط لهذه الصناعة نحو 22867 دينارا عام 1982. بعد ان كان (99532) دينارا عام 1979(4). وهذا ما يؤكد ازدياد الطاقات الانتاجية لهذه الصناعة بسبب التوسع في مشاريع التنمية المقبلة والحركة العمرانية (5).
شكل رقم 9-1: روابط الجذب الامامية المباشرة لفروع الصناعة التحويلية لعام 1979
وهكذا بالنسبة لصناعة السيارات وإصلاحها وصناعة الخشب ومنتجاته وصناعة منتجات الالبان، وصناعة الاسمنت وصناعة منتجات المطاط والبلاستيك، ويمكن ان نرسم شكلاً بيانياً يوضح روابط الجذب الامامية المباشرة لعام 1979 وسينطبق عليه التحليل السابق نفسه (6).
أما قيم روابط الجذب الامامية المباشرة لعام 1983 فقد تفاوتت في الفروع الصناعية وهذا ما يتضح لنا من الشكل البياني رقم 9-2. اذ نلاحظ ان مجموعة من الفروع قد حققت تطوراً ملموساً في قيم هذه الروابط مقارنة بالعام 1982. ومن بينها صناعة وسائط النقل الأخرى واصلاحها، فقد كانت قيمة رابطة الجذب الامامية المباشرة لهذه الصناعة نحو 0.0338 دينار عام 1982 في حين ارتفعت الى 3.156 دينار عام 1983، اي ان هذه الصناعة نمت بشكل كبير جداً، اذ ان ما تقدمه هذه الصناعة الى بقية فروع الصناعة يشكل نحو (24965) ديناراً، ونسبة ما تستخدمه هذه الصناعة نفسها نحو (3.27) عام 1983. في حين بلغت قيمة الانتاج لهذه الصناعة نحو (79.09) ، وهذا يعني ان مجموع ما يقدمه هذا النوع من مستلزمات يفوق انتاجه، مما يدل على ان هذا الفرع يستخدم مستلزمات انتاج غالبا ما تكون مستوردة، اذ بلغت نسبة ما يستورده من مستلزمات انتاج نحو (76%) (7) من اجمالي المدخلات الوسيطة.
ومن جهة اخرى فان هناك فروعاً صناعية قد حققت روابط جذب امامية مباشرة تفوق (الواحد الصحيح)، الا انها تراجعت في عام 1983، ومن هذه الفروع صناعة الغزل والنسيج وتجهيز المنسوجات، فقد كانت قيمة "Ai" لهذه الصناعة نحو (1.0916) دينار عام 1982 وانخفضت الى (0.6067) دينار عام 1983 اي انها تراجعت بمعدل نمو سنوي مركب قدره (44.42-%) وذلك بسبب انخفاض حصة الاستثمار لهذه الصناعة من 26634 دينارا عام 1982 الى 17460 دينارا عام 1983 (8). وكذلك الحال بالنسبة لصناعة الزجاج والمنتجات الزجاجية، اذ سجلت قيمة قدرها (0.4271) دينارا عام 1983 بعد ان كانت تمثل (1.1159) دينارا عام 1982، اي انها انخفضت بمعدل نمو مرکب سالب قدره (61.726%) للعامين المذكورين، وتميزت قيم روابط الجذب الامامية المباشرة لعدد من الفروع الصناعية بالاستقرار من حيث قيمتها خلال العامين 1982 و1983. ومن هذه الصناعات صناعة الخشب والاثاث وصناعة الاسمنت اذ بلغت قيمة هذه الروابط لهذه الصناعات نحو 0.37 و0.34 دينار على التوالي(9). وينسحب الحال على صناعة المشروبات والتبغ والسكاير، وصناعة المنتجات غير المعدنية الاخرى وصناعة المكائن والمعدات الزراعية واصلاحها، وصناعة المكائن والادوات والمعدات والتجهيزات الكهربائية والصناعات التحويلية الاخرى. ويعزى ذلك الى ان معظم الصناعات هذه تساهم في بناء القاعدة المادية التكتيكيـة فـضـلا عـن قدرتها في خلق التشابك الصناعي (10) . الا انه رغم الاستقرار في قيم الروابط الامامية المباشرة "Ai" فان هناك بعض الفروع قد سجلت تطوراً في قيم هذه الروابط في عام 1983 قياسا بعام 1982 ومن بين تلك الفروع صناعة السيارات واصلاحها. اذ بلـغت قيمة الروابط هذه نحو (0.5532) دينارا عام 1983، بعد ان كانت نحو (0.4539) دينارا عام 1982، أي أنها نمت بمعدل سنوي مركب قدره (%21.287) للعامين المذكورين، فيهما سجلت صناعة التعليب قيمة " Ai " قدرها (0.3931) دينار عام 1983 بعد ان كانت 0.2719 دينار عام 1982 مسجلة بذلك معدلا للنمو بلغ (8.0912%) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر جدول 9-2 .
(2) انظر: مديرية الحسابات القومية، شعبة الموازين الاقتصادية، جدول التداخل الصناعي لعامي 1979 و1982.
(3) انظر الجدولين 9-1 و9-2
(4) انظر: مديرية الحسابات القومية، شعبة الموازين الاقتصادية، جدول التداخل الصناعي لعامي 1979 و1982.
(5) د. رشاد مهدي وعبد العزيز، مصطفى التخطيط الصناعي، مصدر سابق ص 331-332.
(6) انظر الشكل 9-1.
(7) (جدول التداخل) انظر: مديرية الحسابات القومية شعبة الموازين الاقتصادية، جدول التداخل الصناعي لسنة 1985.
(8) الجهاز المركزي للإحصاء، نتائج الاحصاء الصناعي (بغداد، وزارة التخطيط، للسنوات 1979-1984).
(9) انظر جدول 9-3 و 9-5 مصدر بالاعتماد على بيانات جدول رقم 9-1.
(10) د. فوزي حسين الحديثي واخرون، بنيان القطاع الصناعي في العراق، مصدر سابق، (ص 71-72).
الاكثر قراءة في التحليل الأقتصادي و النظريات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
