روابط الجذب الخلفية المباشرة فـي الاقتـصاد العراقـي
المؤلف:
أ. د. علي مجيد الحمادي
المصدر:
التشابك الاقتصادي بين النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة:
ص368 - 372
2025-11-06
14
4-8 روابط الجذب الخلفية المباشرة وغير المباشرة
سيتم في هذه الفقرة تحليل كافة التغيرات المتتالية المباشرة وغير المباشرة في نشاطات القطاعات الاقتصادية المختلفة التي تزود مخرجاتها احد قطاعات او فروع الاقتصاد الوطني، نتيجة للتغير الحاصل في الطلب النهائي الواقع عليه. وستجري دراسة هذه الروابط كما يلي:
1-4-8: روابط الجذب الخلفية المباشرة:
عندما تسلط الضوء على روابط الجذب الخلفية المباشرة Aj للفروع الاقتصادية المختلفة يتضح بأن عددا من الفروع الاقتصادية قد احتلت موقعاً متقدماً في مجال روابط الجذب الخلفية المباشرة Aj وفي مقدمتها الصناعات المعدنية الاساسية التي بلغت قيمة Aj فيها نحو 0.99092 عام 1976 وانخفض الى 0.66386 دينار عام 1982، اي انها انخفضت بمعدل نمو مركب قدره 6.4580% . وعليه فقد اصبحت بالمرتبة التاسعة بين الفروع الاقتصادية عام 1982. ويأتي فرع مصانع ومصافي السكر في المرتبة الثانية اذ بلغت 0.87084 عام 1976 ولكنها انخفضت الى 0.74296 عام 1982. وبذلك فهي تراجعت بمعدل نمو مركب سالب قدره 2.612- بين العامين المذكورين واصبحت بالموقع الرابع في عام 1982. وقد جاءت صناعة منتجات طحن الغلال والبسكويت والحلويات في المرتبة الثالثة فقد بلغت Aj فيها نحو 0.82257 عام 1976 وانخفضت الى 0.74296 عام 1982 أي انها انخفضت بمعدل نمو مرکب سالب قدره -%1.6825 وكانت في المرتبة الخامسة عام 1982. ويأتي فرع الانواع الاخرى من التعدين في المرتبة الرابعة والتي اصبحت بالمرتبة الأولى في عام 1982. وتليها في ذلك الصناعات التحويلية الاخرى ثم صناعة الزجاج وصناعة المنتجات المتنوعة من النفط والفحم الحجري وصناعة الدهون والزيوت الحيوانية والنباتية والتي حققت جميعا معدلات نمو مركبة سالبة تراوحت بين 10.3316- % و- 0.6407% خلال الفترة 76 و 1982. فالفروع التي كانت مواقعها في الامام (في مجال روابطها الخلفية المباشرة) عام 1976 تراجعت الى الوراء في عام 1982. كما تمت ملاحظة بعض الفروع التي كانت تتسم بروابط جذب خلفية مباشرة "Aj " ضعيفة وازدادت ضعفا بعد ذلك وفي مقدمتها قطاع خدمات التمويل والتامين الذي بلغت قيمة "Aj" فيه نحو 0.18076 عام 1976 لكنها انخفضت الى 0.13845 دينار عام 1982 أي انها انخفضت بمعدل نمو مرکب سالب قدره 4.34260- % بين العامين المذكورين. وكذلك الحال بالنسبة لقطاع الخدمات الشخصية وقطاع تجارة الجملة والمفرد وقطاع التشييد والبناء وقطاع الزراعة.



وفي الجانب الآخر فقد حققت بعض الفروع الاقتصادية التي اتسمت بضعف روابطها الخلفية المباشرة "Aj " عام 1976. تقدما ملحوظا في عام 1982 ومنها صناعة واصلاح السيارات التي بلغت "Aj " فيها نحو 0.30045 عام 1976. لكنها ارتفعت الى 0.62316 دينار عام 1982. وذلك يمثل تطوراً بمعدل نمو مرکب قدره 12.928% وكذلك الحال بالنسبة لقطاع الكهرباء والماء وصناعة استخراج النفط الخام.
وبعد عرض اتجاهات روابط الجذب الخلفية المباشرة وبيان مستوياتها المختلفة يتوجب رصد وتحليل بعض الحالات المهمة في هذا المجال. وبصفة عامة يتبين ان قيم هذه الروابط قد تراجعت في غالبية الفروع الاقتصادية في عام 1982 قياسا بعام 1976. وذلك يعني انخفاض نسبة اجمالي المدخلات الوسيطة الى اجمالي الانتاج في كل فرع من الفروع المعنية. وهذه دلالة على ضعف التشابك القطاعي الخلفي المباشر في الاقتصاد الوطني. وقد شمل هذا التراجع فروعا اقتصادية اساسية في خلق الترابطات القطاعية الخلفية المباشرة مثل: الصناعات المعدنية الاساسية وقطاع التشييد والبناء، وصناعة تصفية النفط... الخ. وذلك لتأثر مصادر هذه الصناعات بظروف الحرب التي شهدتها البلاد في مطلع الثمانينات وبالتالي انحسار نشاطاتها وانخفاض كمية احتياجاتها ومستلزماتها. فيما لاحظنا ان بعض الفروع الاقتصادية قد حققت تطوراً ملموساً في روابطها الخلفية المباشرة مثل صناعة الاسمنت، وصناعة الكيمياويات الصناعية وصناعة السيارات وقطاع الكهرباء والماء، وذلك لاتساع نشاط مثل هذه الصناعات بسبب الاستفادة منها في الصناعات السوقية، وتغطية متطلبات المجهود الحربي، فضلاً عن كون ان هذه الصناعات ذات كثافة رأسمالية عالية الى حد ما، لم تتضرر كما حصل لبعض الفروع الاقتصادية الاخرى بمسألة حصول النقص في الايدي العاملة لالتحاقهم في الخدمة العسكرية والمهمات الوطنية الاخرى.
الاكثر قراءة في التحليل الأقتصادي و النظريات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة