أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-2-2017
2934
التاريخ: 7-2-2017
2218
التاريخ: 17-6-2021
3280
التاريخ: 6-2-2017
2601
|
الفتنة والغدر
حذر الرسول (صلى الله عليه وآله) من الفتنة وخطرها وأنذر الناس بذلك. وقد أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بارتداد المسلمين قائلا: لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتموه! قالوا: فاليهود والنصارى يا رسول الله؟ قال: فمن إذن؟! (1) وحذر الرسول (صلى الله عليه وآله) الناس بهذه الآية: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 25] (2). وقد ذكرت فاطمة (عليها السلام) هذه الآية الكريمة أمام الناس بعد سلب أبي بكر لفدك إذ قالت: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] (3). وقالت: إيها بني قيلة أأهضم تراث أبي وأنتم بمرأى مني ومسمع ومنتدى ومجمع (4). وقرأ الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) آية: { أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } ثم قال عن نفسه وخاصته من المؤمنين والمؤمنات والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله، والله لئن مات، أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت، والله إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارثه، فمن أحق به مني (5). وجاء في حوار بين حذيفة وعمر قال حذيفة: أنا سمعته (صلى الله عليه وآله) يقول: فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة. قال (عمر): ليس أسأل عن هذه إنما أسأل عن التي تموج كما يموج البحر؟ قال حذيفة: وإن دون ذلك بابا مغلقا. قال (عمر): فيفتح أو يكسر؟ قال (حذيفة): يكسر. قال (عمر): ذلك أجدر أن لا يغلق إلى يوم القيامة (6). وكانت عمليات الغدر في التاريخ كثيرة ومثيرة ولم يكتشف البشر من عمليات الغدر والقتل إلا القليل، إذ حاول القتلة الستر عليها وإخفاءها. وقد وقف الله تعالى موقفا معارضا من الغدر، وقد ذكر رسوله (صلى الله عليه وآله) ذلك. والغدر جزء من الفتنة وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم (7). وقال الرسول (صلى الله عليه وآله): من أمن رجلا على نفسه فقتله أعطي لواء غدر يوم القيامة، وقال (صلى الله عليه وآله): من إئتمنه رجل على دم فقتله، فأنا منه برئ، وإن كان المقتول كافرا (8). وأوصى النبي (صلى الله عليه وآله) جنوده في الحروب: لا تغلوا ولا تغدروا (9). وقال علي (عليه السلام): كل غادر فاجر وكل فاجر كافر (10).
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): كل غدرة فجرة وكل فجرة كفرة (11). وقال علي (عليه السلام): لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة (12). والغدر ارتداد عن الدين وانقلاب عن الحق إذ قال رجل من اليهود لعلي (عليه السلام): ما أتى عليكم بعد نبيكم إلا نيف وعشرون سنة حتى ضرب بعضكم بعضا بالسيف (أي غدرا وظلما). فقال (عليه السلام): فأنتم ما جفت أقدامكم من البحر حتى قلتم: { يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة } (13). وقال علي (عليه السلام) للأشتر: إياك والدماء وسفكها بغير حلها فإنه ليس شيء أدعى لنقمة ولا أعظم تبعة ولا أحرى بزوال نعمة وانقطاع مدة من سفك الدماء بغير حقها، فلا تقوين سلطانك بسفك دم حرام، فإن ذلك مما يضعفه ويوهنه، بل يزيله وينقله (14).
السم
السم: هو كل مادة إذا دخلت إلى الجسم الحيواني بمقادير قليلة قلبت نظامه أو أبطلت وظائفه الحيوية، ويعم هذا الاسم عددا عظيما من المعادن والنباتات والحيوانات، بعضها جامد والبعض الآخر منها سائل أو غازي. وسم الحيات يؤثر في المجموع العصبي فيجمد الدم. ويختلف تأثير السموم بحسب أحوال كثيرة فيزداد بارتفاع درجة الحرارة وقوة الحيوان المسمم. ويتسمم الجسم بالرصاص والزئبق والزرنيخ والأفيون (ومعتادو الأفيون يبتلعون منه جرعات كبيرة لو ابتلعها غير متعود عليه قتلته) والكبريت وسلفات النحاس، والزنجار (15). وإليك أنواع من السم ذكرها العلماء والمختصون في كتبهم وبعض أسماء من السم: سم ناقع: أي قاتل، والنقع موضع قرب مكة في جنبات الطائف (16). وقال الجاحظ: لو عمل بعض السم في العصب، وبعض في
الدم، وبعضه فيهما جميعا، ولو كان بعضه سم نجاز وبعضه سم جهاز (17). السلع: نبات، يقال: هو سم، قال العجاج: فظل يسقيها السمام إلا سلعا. أي السم الأشد (18). والعنقز: السم الذعاف الذي لا يناظر أي يقتل في ساعته (19). الضبح والضباح: لغة نبات من السم في الفارسي سعن (20). الهلهل: السم القاتل والهلال: الحية الذكر (21). وكأنه مأخوذ من الحية الذكر. الذيفان: السم القاتل (22).
الذعاف بالضم: السم ومنه طعام مذعوف (23). الضريع: نبت يقال له الشبرق تسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس هو سم (24). سم الذراريح: كما جاء في لسان العرب مادة ذرح. الذرحة: واحدة من الذراريح. ويقال ذريحة الواحدة، ويقال: طعام مذروح، وهو شيء أعظم من الذباب قليلا مجزع مبرقش بحمرة وسواد. لها جناحان تطير بهما، وسمها قاتل (25). ولم يسلم البشر قديما ولا حديثا من الموت بالسم ولم يسلم الأطباء ولا الزعماء منه فقد مات جالينوس الحكيم بالسم (26). تذريب السيف: أي ينقع في السم فإذا أنعم سقيه أخرج فشحذ (27).
كتب السموم
وكتبوا في السموم كتبا كثيرة منها: منقذ المسموم، للحكيم جالينوس من الكتب الخطية في مكتبة السيد الگلبايگاني في مدينة قم (28). وكتاب السموم لجابر بن حيان، موجود في الخزانة التيمورية بالقاهرة كما في معجم البلدان 1513 سموئيل جانسون. وكتاب معرفة السموم لأبي علي سينا. وكتب محمد بن زكريا الرازي المتوفى سنة 311 هجرية في السموم. ووفق ما قرأنا نجد بأن الكثير من الحكماء والعلماء قد كتبوا عن السموم، ولم يكن ذلك إلا لمواجهة حالة القتل بالسم التي قادتها الحكومات السالفة للقضاء على معارضيها. وكيف لا يكتبون في هذا الموضوع وقد هزت تلك الموجة المجتمعات المختلفة وفي أزمان متعاقبة، وقد شجع الملوك العلماء على الكتابة في هذا الموضوع لأنهم أنفسهم أصبحوا ضحية للاغتيال بالسم. وكيف لا يهتم الملوك والعلماء والحكماء بالسم وقد ذهب رسول البشرية محمد (صلى الله عليه وآله) ضحية القتل بالسم، وكذلك أبو بكر! (29)
من حوادث الغدر
كثرت حوادث الغدر في التاريخ من قبل الظالمين فتعرض الكثير من الناس لعمليات الغدر تحت ظروف شتى وفي أماكن مختلفة. وكانت بعض تلك العمليات تحت عذر وبعضها لا عذر لها ولا عنوان! وفي زمن النبي داود (صلى الله عليه وآله) استعدى رجل على رجل، فادعى عليه أنه أخذ منه بقرا فأنكر المدعى عليه، فسأل داود (عليه السلام) المدعي البينة فلم يقمها فرأى داود في منامه أن الله عز وجل يأمره أن يقتل المدعى عليه، فتثبت داود (عليه السلام)، وقال: هو المنام، فأتاه الوحي بعد ذلك أن يقتله فأحضره ثم أعلمه أن الله يأمر بقتله، فقال المدعى عليه: إن الله ما أخذني بهذا الذنب، وإني قتلت أبا هذا غيلة، فقتله داود (30). وقد سم عمرو بن جفنة ملك العرب في الشام عثمان بن جفنة وقيل ألبسه قميصا مسموما فمات (31). وفي سنة 31 هجرية قتل ملك الفرس يزدجرد بن شهريار، وكان قد فر والتجأ إلى بيت نقار رحى، فطمع النقار فيما معه، وفي ثيابه، فقتله غيلة وهو نائم (32).
واغتيال الخوارج الإمام علي (عليه السلام) وكان النبي (صلى الله عليه وآله) قد قال له: ستغدر بك الأمة من بعدي. وقتل معاوية أصحاب الإمام علي (عليه السلام) غيلة (33). ومن حوادث الغدر اغتيال أبي بكر وعمر لسعد بن عبادة واغتيال الحزب القرشي لأبي بكر. واغتيال عمر بن الخطاب، واغتيال عثمان بن عفان لعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود وأبي ذر وأبي بن كعب والمقداد بن الأسود. وغدر زياد بن أبيه بعمير بن قيس الكندي بعد أن أعطاه أمانا (34). وقتل الحجاج في معركة دير الجماجم ضد عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث أحد عشر ألفا غدرا بعد أن خدعهم بالأمان (35). وغدر عبد الملك بعمرو بن سعيد الأشدق (36)، وغدر عمرو بن العاص بمحمد بن حذيفة سنة 36 هجرية إذ أوهمه بأن في نيته مبايعة علي واتعد معه على الاجتماع بالعريش من أرض مصر، فقدم عليه وكان عمرو قد جعل له كمينا فأخذه وثلاثين من أصحابه فقتلهم (37). ولما قتل عمرو بن العاص مع معاوية بن حديج محمد بن أبي بكر وأحرقاه بالنار وجئ برأس محمد إلى دار عثمان أعلن الأمويون في المدينة الفرح بذلك، فكان أول رأس حمل في الإسلام، وعندها أمرت أم حبيبة بنت أبي سفيان بكبش مشوي وبعثت به إلى عائشة تقول لها: هذا شوى أخيك، ولما قدم معاوية بن حديج المدينة قامت إليه نائلة (38) امرأة عثمان، وقبلت رجله وقالت له: بك أدركت ثاري من ابن الخثعمية تعني محمد بن أبي بكر (39). فقالت عائشة: قاتل الله ابنة العاهرة (40). وقد قتل معظم رجال الاغتيال إذ قتل سليمان بن عبد الملك أفراد عائلة الحجاج بعد أن عذبهم (41). واغتيل موسى بن نصير (فاتح الأندلس) سنة 97 هجرية (42).
غضب الحزب القرشي لمدح النبي (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) في الحديبية
غضبت عصبة قريش في الحديبية لقول النبي (صلى الله عليه وآله) في علي (عليه السلام): هذا أمير البررة، قاتل الفجرة منصور من نصره، مخذول من خذله (43). فعارض الحزب القرشي ذلك وحزنوا وغضبوا، فحاول عمر تحطيم معاهدة الحديبية بطلبه قتل سفير قريش سهيل بن عمرو بن عبد ود العامري. وفر عثمان من بيعة الحديبية (الرضوان) (44)، فلم يبايع النبي (صلى الله عليه وآله)، مما حدا بعبد الرحمن بن عوف إلى فضحه في أيام حكمه (45). وفي الطائف لما أطال الرسول (صلى الله عليه وآله) مناجاة علي (عليه السلام) رأى الكراهية في وجوه رجال، فقالوا: قد أطال مناجاته منذ اليوم (46). فقال (صلى الله عليه وآله): ما أنا بالذي انتجيته بل الله انتجاه.
____________________
(1) الشافي، المرتضى 3 / 132، أضواء على السنة المحمدية، محمود أبو رية ص 38.
(2) الأنفال: 25.
(3) آل عمران: 144.
(4) بلاغات النساء، ابن طيفور ص 12، شرح النهج، المعتزلي 16 / 212 - 213، النهاية في غريب الحديث، ابن الأثير 4 / 273، مروج الذهب، المسعودي 2 / 311، الشافي، المرتضى 4 / 69 - 72، الأمالي، المفيد 4 / 8.
(5) تفسير ابن كثير 1 / 643.
(6) صحيح البخاري 4 / 46.
(7) البدء والتاريخ 1 / 108.
(8) أنساب الأشراف 5 / 233.
(9) العقد الفريد 1 / 128.
(10) شرح نهج البلاغة 10 / 211.
(11) نهج البلاغة، الخطبة 200.
(12) نهج البلاغة، الخطبة 200.
(13) الأعراف: 138.
(14) نهاية الأرب 6 / 31.
(15) دائرة المعارف، بطرس البستاني 10 / 680.
(16) معجم البلدان 5 / 300.
(17) رسالة التربيع والتدوير، الجاحظ ص 48.
(18) كتاب العين، الفراهيدي 1 / 335.
(19) كتاب العين، الفراهيدي 3 / 293.
(20) المصدر السابق 3 / 203.
(21) كتاب العين 3 / 354.
(22) الصحاح 4 / 362.
(23) مجمع البحرين 2 / 94.
(24) سنن البخاري 6 / 83.
(25) كتاب العين، الفراهيدي 3 / 200.
(26) تاريخ اليعقوبي 1 / 119.
(27) العين 8 / 184.
(28) كتاب المسموم، جالينوس 3 / 133.
(29) راجع كتاب اغتيال الخليفة أبي بكر والسيدة عائشة، المؤلف.
(30) لسان العرب، ابن منظور 3 / 233.
(31) تاريخ ابن خلدون 3 / 327.
(32) تاريخ ابن الأثير 3 / 119 - 123.
(33) العقد الفريد 3 / 234.
(34) تاريخ الطبري 5 / 263، 264.
(35) تاريخ الطبري 6 / 322 - 359.
(36) الكامل في التاريخ 4 / 297.
(37) تاريخ ابن الأثير 3 / 267، تاريخ الطبري 4 / 546.
(38) وكان معاوية بن حديج يهوديا ونائلة نصرانية! الكامل 3 / 357.
(39) مروج الذهب 1 / 406، والولاة للكندي ص 30، 31، تاريخ ابن الأثير 3 / 357. (40) تذكرة خواص الأمة ص 144 ط. النجف، التمهيد والبيان ص 209.
(41) ابن الأثير 4 / 588، والطبري 6 / 506.
(42) تاريخ ابن الأثير 5 / 22، وكان الحجاج يطعم المسجونين في سجنه الشعير مخلوطا بالرماد، محاضرات الأدباء 3 / 195. ومن ظلم الغدرة: ودق المنصور الأوتاد في العيون، ودفن الناس وهم أحياء وسمر المعذبين في الحيطان، اليعقوبي 2 / 38. وهدم البيوت على المعارضين، الطبري 8 / 7 - 9، والعيون والحدائق 3 / 227. ونبش المتوكل القبور، مقاتل الطالبيين ص 597، تاريخ الخلفاء ص 347، الطبري 9 / 85، وفوات الوفاة 1 / 203. فقتل الناس وهلكوا في زمن العباسيين بينما ازداد عدد العباسيين ففي سنة 200 هجرية كان عدد العباسيين ثلاثة وثلاثين ألفا!، مروج الذهب 2 / 347، والعيون والحدائق 3 / 351.
(43) مختصر تاريخ دمشق، ابن عساكر 17 / 356.
(44) السيرة الحلبية 2 / 19، السيرة النبوية، دحلان المرفقة بسيرة الحلبي 2 / 165 - 183، البداية والنهاية، ابن كثير 4 / 200، تفسير ابن كثير 1 / 657.
(45) راجع المصدر السابق.
(46) مختصر تاريخ دمشق، ابن عساكر 17 / 378، 379.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|