التحليل الاقتصادي لافكار الفيزيوقراط   

يعد المفكر فرانسو كيناي من اهم رواد المدرسة الطبيعية والاساس الذي انبثقت منه الدراسات الحديثة كالحرية الاقتصادية وهذه الافكار جاءت من الاعتراض على سياسة كولبيرت (السياسة الصناعية) التي طبقها في فرنسا واولى الاهتمام للقطاع الصناعي بشكل كبير واهمل القطاع الزراعي واستورد الحبوب بينما اعتمد الفيزيوقراط على القوانين الطبيعية⁽¹⁾ ، وللفيزيوقراط اي الطبيعيون قدم السبق في وضع الكثير من المفاهيم والنظريات الاقتصادية ويعود الفضل لفرانسوا  كيناي  في وضع القوانين الاقتصادية والتي بين فيها ان المجتمعات تتطور تطور متوازي او تسير وفق خط اصيل عام هو النظام الطبيعي وينبثق منه مفهوم الحياة الطبيعية لدى روسو ، حيث انهم يؤمنون بأن نظاماً طبيعياً وضعه الله لسعادة البشر لا يقبل الخطأ ولكن عليهم ان يدرسوه ويتفهموه ويتطابقوا معه ، كما نادوا بالحرية الاقتصادية وكانت اركان المدرسة الطبيعية هي المنفعة الشخصية وفقاً لمبدأ الحرية ومبدأ المنافسة اي التنافس مع بقية الافراد لتحقيق منفعة ⁽²⁾و لكل مواطن طريقته في كسب العيش ولكن الانسان في سعيه لشأنه الخاص يتطابق مع الاهتمام العام وهذا يعني ان مصلحة الفرد تنصب في مصلحة المجتمع ، ويكفي ان يترك الناس احراراً ليسعى جميع البشر تلقائياً نحو هذا النظام التناسقي نظام العناية الربانية ، حيث ان النظام الطبيعي وضمن تعليماته او افكاره تعطي الحرية الفردية في التصرف دون تدخل الدولة (كما حصل من المعاناة من سيطرة الدولة في الفترة المركنتالية في المرحلة الاخيرة من المركنتالية وطالبوا بالحرية الاقتصادية) في اتخاذ النشاط الاقتصادي المطلوب وضمن قوى الطبيعة وحرية التملك حول المنتجين الزراعيين الى صناعيين بالاكراه مما سبب ردود فعل في المجتمع الفرنسي ظهر على هيئة مذهب جديد بنظرية جديدة تسمى الجدول الاقتصادي .

مدرسة القانون الطبيعي  

بنيت هذه المدرسة على الاعتماد على القوانين الطبيعية الموضوعة اساساً وفق نواميس الكون والتي لا دخل للانسان فيها ولقد اشار لهذه الافكار وبشكل بسيط كل من شيسرون احد مفكري الرومان وتطرق لها توما الاكويني وكانت افكار بسيطة تأخذ جانب الدين ، وقد اختص بها فرانسوا كيناي واقتصرت الافكار الطبيعية على البلد الفرنسي دون غيرها من البلدان الاخرى وقد كان المفكر جرسيوس وهو اول من نادى بالفكر الطبيعي وقد تأثر فرانسوا كيناي⁽³⁾ بافكاره الذي يرى ان القانون مجموعة آراء مستمدة من طبيعة الانسان ^(*) عن طريق الاستنباط العقلي⁽⁴⁾ .

ومن هنا نرى الفيزيوقراط عززوا شعار دعه يعمل دعه يمر الذي وضعه المفكر الانكليزي توماس هوبز 1588-1679م في فترة الرأسمالية الصناعية (الفترة الاخيرة للمركنتاليين) ويرون ان العمل الزراعي المستمد من الطبيعة هو النشاط الوحيد المنتج كونها تولد الناتج الصافي⁽⁵⁾ او الفائض في الانتاج والحرف الاخرى كالتجارة والصناعة لا تلد ناتجاً صافياً او فائضاً عن التكاليف التي انفقت فهي حرف عقيمة او غير منتجة لانها لا تحاكي الطبيعة ، ويرون ان الاجور المعطاة الى العامل تتحدد بكمية البضائع والمواد الغذائية التي تكفي لعيش العامل وبقاءه على قيد الحياة (حد الكفاف) .

ومن هنا يتوضح من رأي الطبيعيين بان العاملين في الارض والممارسين الاعمال الاستخراجية هم وحدهم الطبقة المنتجة والتي تعطي انتاج والطبقات الاخرى هم طبقات عقيمة وغير منتجة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ عدنان عباس علي ، تاريخ الفكر الاقتصادي ، مصدر سابق ، ص127 . 

2ـ لبيب شقير ، تاريخ الفكر الاقتصادي ، مصدر سابق ، 1986 ، ص141 .

3ـ جورج سول ، تطور الفكر الاقتصادي ، مصدر سابق ذكره ، ص61 . 

* ـ الفيلسوف الهندي جروسيوس1583-1645م وهو اول من دعى الى مذهب القانون الطبيعي الذي يعبر عنه بالقاعدة التي يوصي بها العقل القويم . 

4ـ حميد حنون خالد ، الاسهام الفكري في تطور فكرة حقوق الانسان ، جامعة بغداد . 

5ـ جون كينث جالبيرت ، تاريخ الفكر الاقتصادي ، ترجمة احمد فؤاد بليغ ، سلسلة عالم المعرفة ، الكويت ، ص67 .