المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

تنفيـذ البرامـج التـدريبيـة
18-6-2021
التناسب القائم في كل سورة بالذات
5-11-2014
التـوازن العـام للتبـادل فـي الانـتـاج
2023-05-21
إفول الجيوبولتيكا
15-1-2022
إبطال الوصية بالأعيان لأسباب تعود إلى الأعيان الموصى بها
2023-06-19
حسن العاقبة
24-10-2019


شعراء العصر الأموي بالنظر الى قبائلهم  
  
2507   04:57 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص240-241
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاسلامي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-6-2017 6510
التاريخ: 5-6-2017 11906
التاريخ: 25-12-2015 5089
التاريخ: 3392

إذا نظرنا الى شعراء العصر الاموي من حيث قبائلهم وانسابهم، رأينا أكثر شعراء العرب من قيس، ثم قريش، فاليمن، فتميم، فربيعة، فمضر، فقضاعة. وهم يختلفون عن حال شعراء الجاهلية من هذه الناحية اختلافا كبيرا، وان اتفقوا معهم في ان الاكثرية من قيس.. فشعراء قريش كانوا في الجاهلية عشرة، فصاروا في العصر الاموي (23)، وسبب ذلك بديهي لأن القرشيين ظهروا بعد الإسلام لقيام الإسلام بهم. وبعكس ذلك شعراء ربيعة، فقد كانوا في الجاهلية (20) فصاروا في العصر الاموي (1)، والسبب طبيعي ايضا لان ربيعة كان لها الشأن الاكبر في الجاهلية اذ قامت باستقلال الحجازيين من سلطان اليمن، وكثرت حروبهم وأيامهم.

واعبر ذلك في القحطانية او شعراء اليمن، فقد كانوا في الجاهلية (22) فصاروا في العصر الأموي (16) الانتقال عز السيادة بعد الإسلام الى سواهم. واما تميم فعدد شعرائها في العصرين واحد لان حالها لم تختلف فيهما. وكذلك اليهود لم ينبغ منهم في هذا العصر الاموي شاعر وكانوا في الجاهلية؛ على ان طبقة من الشعراء كبيرة ظهرت في هذا العصر، لم يكن منها في الجاهلية الا واحد نعني الموالي او العبيد، فقد بلغ عدد الشعراء منهم (17) شاعرا. وهذا جدول في المقابلة بين شعراء الجاهلية وشعراء بني أمية من حيث أنسابهم على وجه التقريب:

اسم القبيلة       شعراؤها في الجاهلية      شعراؤها في العصر الأموي

قيس                       27                         26

ربيعة                      20                        11

تميم                        12                        13

مضر                      16                         9

قريش                      10                        23

القحطانية(اليمن)          22                        16

قضاعة                     4                         8

أياد                         2                          -

اليهود                       4                         -

الموالي                     1                         21

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.