النظرة الى التحضر والمدنية عند العرب 

الحضارة كمفهوم عام يعني طبائع وعادات وتقاليد الشعوب ، وان تواجد الحضارات وتواصلها هي نتاج الاعمال التجارية او ان الاعمال التجارية هي سبيل للتواصل الحضاري ، وان تنزيل الاديان السماوية وتواجدها في الشرق لم يكن محض صدفة ، وانما بلاد الشرق هي حلقة وصل بين الحضارات القديمة في الهند والصين وامتدادها لحضارات المنطقة العربية وكان التجار اليمنيين هم الاول في العالم في مجال التجارة بين الشرق والغرب ، ان المفاهيم الشرقية تعبر عن صلة الرحم والعشيرة والشعر ومدح الكرماء في العشيرة واحترام من يأوي الضيف كل هذه الامور تأخذ بمفاهيم روحية كان يختص بها الشرق والتعاون والانسيابية الايمانية والتي يفتقد لها الغرب تماماً ، لقد كان العرب يعاملون بطون العشائر والغرباء عنهم بمفهوم واحد وهو مفهوم انسان الشرق وطبيعته ولا فرق بين انسان الغرب وانسان الشرق ، ولكن هناك خلاف في هذا الجانب لدى الغرب وهناك خلاف في العادات والتقاليد بين قوانين الشرق والغرب .

لذلك ووفق هذه المعطيات فان المجتمع الرأسمالي هو مجتمع لا يقوم على اساس المجتمعات المتحضرة (ولرب يتبادر الى الذهن كيف يكون الكلام عن العرب قبل الاسلام بهذه الصفات وقد نعتهم الاسلام بالأعراب والجهلة) ونحب اجابة من لديه اللبس ان ذلك في المجتمعات البدوية التي تشكل الجزء الكبير من مساحات البلاد العريبة اما الامور التي اشرناها فهي في المدينة مثل مكة والطائف .

من خلال ما ورد فهمنا المفهوم الشرقي والعادات والتقاليد الشرقية التي تختلف بكل شيء عن المفاهيم الغربية ومن ضمن هذه المفاهيم النظام الاقتصادي ، ان الغرب استفاد من تجارب الشرق من خلال التجارة مع الاغريق والرومان وكذلك تأثر الغرب بالشرق واخذ منه الكثير من خلال الترجمة وكان اليهود القاسم المشترك الاعظم في ذلك وللفترة التي سبقت 1258 حيث تم تدمير بغداد ونهاية الحضارة الشرقية مع مجيء هولاكو ، وقد حاول الغرب ونجح في تكييف العلوم الشرقية مع مع ما يتناسب وبيئة الغرب ، وبدأ من حينها ومن التاريخ المذكور بأن سلم الحضارة والمعرفة تهاوى منذ مجيء التتر والى يومنا هذا والآن نحن بحاجة الى تجارب شعوب اوربا للنهوض بالمعرفة التي هي اساس التحضر فضلاً عن تجارب وعادات الشعوب .