المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

السجود واحكامه
30-9-2016
رواد فن المقال- أحمد أمين
12/12/2022
تحويل القبلة
29-3-2022
الوصايا العشرة للتخلص من العادة السرية
25-12-2020
النسخ والاختلاف
27-04-2015
بعض احوال خلافة المنصـور
4-7-2017


الشعر والخلفاء الراشدون  
  
5362   05:40 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص191-192
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاسلامي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-7-2021 8386
التاريخ: 22-03-2015 22928
التاريخ: 22-03-2015 8064
التاريخ: 22-03-2015 5247

سار الخلفاء الراشدون على خطة الرسول في تحريض الناس على حفظ القرآن.. ذكروا ان غالبا ابا الفرزدق الشاعر جاء بابنه وهو غلام الى علي بالبصرة بعد واقعة الجمل وقال له: (ان ابني هذا من شعراء مضر فاسمع له) فأجابه علي: (علمه القرآن).

وكانوا ينشطون من يعدل عن الشعر الى القرآن كما فعل عمر بن الخطاب باستنشاد الشعراء على يد المغيرة بن شعبة ففضل من عدل الى القرآن. وقد تقدم حديث ذلك في ترجمة لبيد. على انهم اقتدوا بالنبي في التمييز بين شعر وشعر وشاعر وشاعر. وحرض عمر المسلمين على حفظ الشعر فقال: (رووا أولادكم ما سار من المثل وحسن من الشعر) (1) وقد أراد أحسنه، ويؤيد ذلك قوله: (أرووا من الشعر أعفه) (2).

وقد ازدادوا حاجة الى الشعر لما عمدوا الى تفسير القرآن فقال ابن عباس: (إذا قرأتم شيئا في كتاب الله فلم تعرفوه فاطلبوه في اشعار العرب) (3) وفي مقدمة جمهرة اشعار العرب لأبي زيد القريشي امثله كثيرة من هذا القبيل (4).

ولم يكن الراشدون يرون باسا من ان يقولوا الشعر هم أنفسهم، فقد رووا لابي بكر قصيدة حماسية قالها في بعض الغزوات. ورووا لعمر أبيات في الحكم ونحوها وكذلك لعثمان. اما علي، فالمروي من شعره كثير بعضه قاله في صفين (5)، وليس بين الصحابة من لم يقل الشعر او يتمثل به (6).

على انهم كانوا يمنعون الشعراء من هجو الإسلام والمسلمين وأشدهم وطأة في ذلك عمر، فقد اخذ عهدا على الحطيئة الا يهجو رجلا مسلما (7). ويقال بالإجمال ان الشعر في عصر الراشدين توقف لاشتغال المسلمين عنه بالفتوح الا ما كان منه من قبيل الجهاد كأقوال حسان واصحابه في الدفاع عن النبي والإسلام.

واما سائر الشعراء المخضرمين فقد ترجمنا لهم مع شعراء الجاهلية لأنهم نشأوا فيها وتطبعوا بطبائع أهلها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) البيان والتبيين ج1

(2) الجمهرة

(3) العمدة ج1

 (4) الجمهرة

(5) العمدة ج1

(6) الجمهرة

(7) العقد الفريد ج3

 

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.