أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-8-2019
1561
التاريخ: 2024-11-16
162
التاريخ: 4-5-2020
1901
التاريخ: 2024-11-16
160
|
البيئة هي الوسط الذي يعيش فيه الإنسان، ويمارس فيه نشاطاته.
وتاريخياً ارتبط مفهوم حماية البيئة بعورة أساسية بحماية الانسان لنفه من الآثار التي تحدثها مخاطر الطبيعة، كالفيضانات والأعاصير، والإطار الغزيرة، والبراكين والزلازل، والحرائق المدمرة وغيرها. ثم اتسع مفهوم حماية البيئة إلى حمايتها من مخاطر الإنسان، وحمايتها من آثار الثورة الصناعية وتطبيقاتها في مجالات الحياة المختلفة(1). فعندما نجح هنري فورد H. Ford في تصنع سيارته الأولى، أحدث ذلك ثورة في وسائل النقل، وكان إنجازاً غير العالم. وبعد ذلك بعشرات السنين بدأ العلماء يدركون أن السيارات تطلق غازات ضارة من أنظمة طرد العادم مما يؤثر على الصحة والبيئة(2) .
واتسعت هذه النظرة لتشمل مسائل أخرى عديدة من بينها الصناعة ومخلفاتها، والنظافة، وحماية النباتات والحيوانات من الانقراض، ومياه المجاري والمياه الراكدة، واستخدام المبيدات، وتجريف التربة، والتكدس السكاني، وازدحام المدن. . الخ. ثم أصبحت قضية حماية البيئة مسألة تحتاج إلى توعية الناس وإفهامهم بعد أن صارت من أهم المشاكل التي تواجه إنسان هذا العصر، وإن كانت درجة وطبيعة الاهتمام بها تختلف من مجتمع لآخر حسب حدة المشاكل البيئية الموجودة
فالدول الصناعية الكبرى تعاني من هذه المشكلة مثلما تعاني منها الدول النامية . . ففي الوقت الذي تعاني فيه الأولى من التلوث الجوي الناتج عن عملية الصناعة تعاني الثانية من تلوث المياه ونقصها، وتلوث الغذاء، والتصحر، والنظافة وغيرها.
ومنذ فترة طويلة من الزمان، قامت المنافسة بين تيارين يمثل أحدهما التنمية الاقتصادية، ويمثل الآخر الحفاظ على البيئة وحمايتها. وقد نشأت في مختلف دول العالم تنظيمات محلية وعالمية، منها جماعة الخضر على سبيل المثال، والتي تنادي بالحفاظ على البيئة وحمايتها من التلوث الذي يشكل العدو الأول لصحة الإنسان والحيوان على حد السواء .
فالتكنولوجيا على الرغم من ضرورتها وأهميتها في ميادين التنمية المختلفة تشكل خطرا على النظام البيئي الذي يعيش فيه الإنسان. وتقول د.
جيهان رشتي : إن استخدام التكنولوجيا لخدمة استراتيجية التنمية على الرغم من أن هناك ما يبررها على أساس زيادة الإنتاج، إلا أنها أدت على المدى الطويل الى ضياع الموارد الطبيعية، وإضعاف الموارد البشرية، كما أدت الى
التلوث، وتدمير العلاقة بين الكائنات الحية والبيئة المحيطة بها. ورغم أن القوة الهائلة للتكنولوجيا قد سمحت للإنسان بزيادة محاصيل أرضه بشكل كبير، وولدت طاقة كهربائية ضخمة، إلا أنها دمرت أيضاً رأسمال الإنسان
البيولوجي المتمثل في الهواء النقي والمام والغذاء، فكل تطور تكنولوجي من أبسط الأشياء حتى المفاعل النووي هو إلى حد كبير مصدر خطر على البيئة(3).
ويذهب الدكتور محمد القصاص من كلية العلوم بجامعة القاهرة إلى أبعد مما ذهبت إليه الدكتورة جيهان رشتي. . حيث يقرر أن الظروف والعوامل العائدة في هذا العصر، تؤثر على الظروف السيكولوجية،
والفسيولوجية والاجتماعية للإنسان، كما تؤثر على النظم التي يعيش فيها هذا الإنسان. . وأن هذه النظم تشمل البيئة وتضم:
أ- النظام الطبيعي: وهو المجال الحيوي الذي يعيش فيه الإنسان، ويشمل الهواء والأرض والنبات والحيوان، وهي تنتظم في تفاعلات لا دخل للإنسان فيها، وهي من صنع الله، وقدرة الإنسان على التحكم فيها محدودة.
ب - النظام الصناعي: ويشمل كل ما يبنيه الإنسان من مصانع وإنشاءات وغيرها، وهي من صنع الإنسان وإدارته، وله القدرة على التحكم فيها، إلا أنه لا يستطع منع التطور التكنولوجي فيه.
جـ- النظام الاجتماعي: ويشمل كل ما وضعه الإنسان لإدارة علاقته الاجتماعية والمتمثلة في القوانين والدساتير والأعراف والتقاليد والسلوكيات وغيرها. . .
وإذا أردنا أن نصلح أي مشكلة بيئية، فإن ذلك لن يتم إلا بإصلاح هذه المنظومات الثلاث وهو أمر لن يتم إلا بإسهام الناس)...
ومن هنا نبعث الحاجة إلى استخدام وسائل الإعلام في التوعية البيئية، وافهام الناس بضرورة المحافظة على البيئة ومحاسن تلك المحافظة وإيجابياتها على حياتهم، وعلى صحتهم، وعلى الظروف المحيطة بهم.
ولتعقد نظام البيئة في العالم، ولأهمية هذا الموضع ظهر في مجال الإعلام ما سمي بالإعلام البيئي كواحد من أهم مجالات الإعلام المتخصص، الذي تزداد أهميته يومأ بعد يوم، الأمر الذي يتطلب إعداد مؤهلين ومدربين وإعلاميين متخصصين في هذا المجال، وهم بالضرورة محتاجون باستمرار إلى زيادة وعيهم بمشكلات البيئة، وتنمية معرفتهم العلمية في هذا المجال، بما يساعدهم على فهم المعلومات. القنية والعلمية شديدة التخصص في هذا المجال، وأن تكون لديهم القدرة على توصيل المعلومات بأسلوب بسيط يلائم جمهور القراء والمستمعين والمشاهدين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) علي الربيعي، الإعلام وقضايا البيئة، مجلة البحوث الإعلامية؛ العدد 5، السنة الثانية، ربيع 1992، ص142
(2) أليرت ل. هستر، آي لان جونز «محرران»، دليل الصحفي في العالم الثالث، ترجمة كمال عبد الرؤوف، القاهرة، الدار الدولية للنشر والتوزيع، 1988، ص 123.
(3) جيهان أحمد رشتي، الإعلام ودوره في تغيير اللوك تجاه قضايا البيئة، ندوة الإعلام والبيئة في إفريقيا، تحديات المستقبل، القاهرة، 19 - 23 أكتوبر 1992.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|