أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-15
1571
التاريخ: 2023-05-11
1179
التاريخ: 2023-05-11
1731
التاريخ: 2023-04-30
1417
|
وهي من بين الامارات التي اقامتها العشائر التركمانية النازحة من تركستان الغربية الى اذربيجان والاناضول في اواخر القرن الثالث عشر، وعرفت باسمها لاشتهارها باقتناء (الشياه البيض). وكان لها عند بداية ظهورها قوة ونفوذ نظرا لاتباعها سياسة مؤيدة لتيمورلنك، وحصل زعيمها بهاء الدين عثمان قره يولك البايندري على مكانة مرموقة وثبت اقدام امارته في ديار بكر واتخذت آمد عاصمة لها. وقد تمكن من تحقيق نصر على حاكم طرابلس المملوكي برسباي الذي حاول مد النفوذ المملوكي الى آمد، ثم سرعان ما دحر حاكم سيواس برهان الدين واستولى على المدينة. ولكنه اصطدم مع القره قوينلو اسكندر بن قره يوسف عام 1435 في معركة هزم على أثرها ثم توفي، تاركا حكم الامارة الى ابنه حمزة بيك في وقت كان ولده الاخر يعقوب يحكم ارزن الروم شريكا مع ابن عمه جهانكير بن علي بيك بن عثمان. وبعد وفاة حمزة بيك عام 1444 تولى الحكم جهانكير بن علي بيك، ولكن سرعان ما انتزع اخاه اوزون حسن بن علي بيك الحكم منه عام 1454. وقد ازدادت قوة الامارة في عهده ونافست غريمتها امارة القره قوينلو، فاستولى اوزون حسن علي ارمينيا الغربية والوادي الاعلى لنهر دجلة وادخل الاكراد في هذه المنطقة في طاعته، وتمكنت من القضاء عليها في معركة حاسمة التي دارت في ديار بكر عام 1467، حينما قتل عاهلها جيهان، شاه، وضم لإمارته ممتلكاته كافة ومنها العراق. ان سيطرة اوزون حسن على املاك دولة القره قوينلو وضعته وجها لوجه امام ابي سعيد الحاكم التيموري لخراسان الذي خرج على رأس جيش كبير الى أذربيجان لاستعادة حقوقه في غربي إيران الا انه هزم امام اوزون حسن عام 1469 الذي سيطر بعد ذلك الانتصار على جميع انحاء إيران واتخذ تبريز عاصمة له. من جهة اخر كان اوزون حسن يشعر بالخطر العثماني على ممتلكاته لذا سارع الى عقد معاهدة مع دولة البندقية ضد الدولة العثمانية وبذلك اخذ اوزون حسن يشكل عقبة امام التوسع العثماني في الشرق، وكان اوزون حسن قد ارسل قوة عسكرية عام 1471 وصلت الى توقات في الاناضول وبعد ان نهبتها وصلت الى بلاد قرمان، ولكن اشتبكت مع الجيش العثماني الذي يقوده مصطفى ابن السلطان محمد الفاتح وتمكن من دحر قوات الاق قوينلو، لكن ذلك لم يثنيهم، اذ سرعان ما تحرك اوزون حسن بعد عامين واصطدم بالعثمانيين في معركة عند مدينة بابيرت في اذربيجان اسفرت عن هزيمة ثانية للاق قوينلو. اما العراق فقد تولى حكمه مقصود بيك بن اوزون حسن، وقد نال شيئا من الاستقرار والعناية، ولكن سرعان ما شاع الارتباك في الامارة إثر وفاة اوزون حسن في عام 1477 بسبب الصراع على السلطة بين اولاده واحفاده، اذ تولى العرش السلطان خليل بن اوزون حسن الذي لم يدم حكمه سوى اقل من ستة أشهر اظهر فيها تعسفا، وانغماسا باللهو والترف، فاندلعت حركات التمرد اذ ثار ابن عم السلطان خليل المدعو مراد بن جهانكير حاكم بغداد، وحاول احتلال مدينة السلطانية، الا انه اندحر امام قوات السلطان وقتل. والتف الامراء الناقمون على خليل حول اخيه يعقوب بيك وهو الابن الثالث لأوزون حسن واسندوا ثورته في ديار بكر، فتشجع يعقوب بيك، وتقدم بجيشه الى اذربيجان واوقع هزيمة ساحقة بقوات السلطان وقتله وأعلن نفسه سلطانا في تبريز عام 1478، وظل يحكم حتى عام 1490، وتمتعت الامارة خلال تلك الحقبة بشيء من الاستقرار. وبوفاة يعقوب تجددت الاضطرابات، وكثرت الحروب الأهلية بين مختلف الطامعين من السلالة الحاكمة، وادى ذلك الى تفكك سلطة الاق قوينلو، وقد أصبح العراق اقليما مهملا من دولة مجزأة يتنافس فيها الطامعون لفرض سيطرتهم بالسلب تارة والقتل تارة اخرى. وقد تولى الحكم بعد يعقوب اخيه مسيح بيك، الا ان انشقاق حدث بين امراء الاق قوينلو أسفر عن اختيار علي بيك بن خليل بيك، ولكن الامور لم تهدأ وانتهت بتولي بايسنقر بن يعقوب العرش وهو فتى في العاشرة من عمره فطمع الامير رستم بن مقصود بالعرش ونجح في دحر قوات بايسنقر ودخل العاصمة تبريز في عام 1491 مجبرا السلطان على الفرار. وتتابعت حركات التمرد والعصيان في عهد الغاصب الجديد ولم تنته الا بعد ان تمكن احمد احفاد اوزون حسن من دحره وقتله عام 1495، وقد أعلن احمد نفسه سلطانا، ولكن حكمه لم يدم أكثر من ستة أشهر قتل على يد مراد بن يعقوب، وسرعان ما أعلن ثلاثة من الامراء في وقت واحد أنفسهم سلاطين وكان العراق وبلاد فارس من حصة مراد وهو أحد هؤلاء السلاطين الثلاثة. وفي مطلع عام 1500 انقسمت ممتلكات دولة الاق قوينلو بين الوند ميرزا والسلطان مراد، وكان الأول يحكم اذربيجان، والثاني يحكم اقليم الجبال، وهناك عدد كبير من امراء الاق قوينلو يحكمون فارس ويزد وكرمان والعراق وديار بكر بصورة مستقلة، ولا يدينون بالطاعة للسلطان مراد أو الوند ميرزا. وفي الفوضى تردت الأوضاع الى حد كبير ولم ينقذ الوضع المتردي سوى ظهور اسماعيل الصفوي شاه إيران الجديد الذي اخذ على عاتقه توحيد إيران تحت سلطته، وقد حقق انتصارا على حاكم الاق قوينلو الوند ميرزا بن يوسف بيك بن اوزون حسن عند نخجوان في عام 1501 وضم اذربيجان الى املاكه. ومن خلال هذا الاستعراض السريع للمنازعات والحروب الاهلية التي عمت الامارة، يتبين لنا ان العراق في هذا العهد مر بسلسلة من الاضطرابات كانت جزء من فوضى عامة سفكت خلالها دماء العراقيين ارضاء لجشع المتنافسين وتسابقهم على السلطة ومحاولاتهم لجمع وتكديس الاموال وصرفها على ملاذهم الخاصة، ولم يكن أحدهم إذا ما نجح مؤقتا في الوثوب الى الحكم ان يفكر في القيام أي اصلاحات للوضع في العراق.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|