أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-09
1031
التاريخ: 2023-05-06
1670
التاريخ: 2023-04-18
1311
التاريخ: 2023-04-30
1423
|
زحف تيمور على رأس جيش يبلغ تعداده حوالي مئة ألف مقاتل من جهات ما وراء النهر نحو الغرب، وبعد أن اخضعت هذه القوات فارس وخورسان وبلاد الجبل، وبعد ان احكمت سيطرتها على إيران تجمعت في همدان تمهيدا للزحف على بغداد. وقد بعث تيمور رسالة إلى السلطان احمد ومعه الخلعة، والسكة وامره بإعلان خضوعه، وان يذكر اسمه على النقود وفي الخطبة والاسراع بالمثول بين يديه لتقديم فروض الطاعة، لكن السلطان رفض ذلك، واجاب برسالة تهكمية أعلن فيها استخفافه بتيمور، واستغرابه من اعجابه الشديد بنفسه. شرعت قوات تيمور بسلسلة من الحملات على شمال العراق بقصد اخضاع القبائل الكردية والتركمانية المتحالفة مع السلطان احمد، والاستحواذ على المواد الغذائية المتوفرة في المنطقة، وضبط الطرق الموصلة إلى بغداد، وبعد أن احكمت هذه القوات سيطرتها على الطريق الممتد بين همدان وجمجمال واخضعت القبائل الكردية والتركمانية المنتشرة على طوله وجد السلطان احمد نفسه عاجزا عن مقاومة الجيش الزاحف، فأراد تدارك الامر بإعلان خضوعه وارسل اليه وفدا برئاسة الشيخ نور الدين عبد الرحمن، وكان من أكابر مشايخ بغداد، وحمله رسالة إلى تيمور، معلنا فيها خضوعه اليه، ومعتذرا عن الحضور بنفسه والمثول أمامه، وابدى ترحيبه به إذا اراد القدوم إلى بغداد وارسل معه جملة من الهدايا الثمينة والتحف النادرة من بينها الخيول العربية ذات السروج المذهبة. وقد قابل الوفد تيمور في قرية اق بولاق قرب شهرزور بين همدان أربيل، فاستقبله تيمور بحفاوة واجلال عظيمين، لكنه رفض استلام الهدايا لان السلطان لم يحضر بنفسه لتقديم فروض الطاعة وبعد أن انعم على الشيخ خلعة وحصانا ثمينا مع كمية من النقود، اعاده إلى بغداد، واعدا اياه بعدم التعرض لها. لقد اراد تيمور التمويه على السلطان احمد، فبعد أن عاد الشيخ عبد الرحمن مطمئنا، امر قواته بالزحف على بغداد، فتقدمت هذه القوات عبر ممرات جبلية ضيقة، ووصلت بعد خمسة ايام إلى مزار الشيخ ابراهيم يحيى المشهور بقبته ابراهيم الك، قرب الخالص، ولما شاهد اتباع السلطان احمد غبار الجيش طيروا حمامة مع رسالة يخبرون فيها السلطان بوصول جيش تيمور، وحين وصل تيمور وعلم بالأمر امرهم في الحال أن يرسلوا رسالة اخرى، يذكرون فيها أن الغبار الذي شاهدوه لم يكن من اثر جيوش تيمور بل غبار التركمان الذين هربوا منه، ثم امر قوته بالسير بأقصى سرعة. وقد تقدمت قوات تيمور لاحتلال بغداد، تولى قيادة المقدمة الامير عثمان عباس، وتولى تيمور نفسه قيادة القلب، وقاد الميمنة حفيده محمد سلطان والميسرة ابنه ميران شاه، أمّا عثمان بهادر فقد قاد المؤخرة، فوصلت هذه القوات بغداد في اب،1393، ونزلت في الجانب الشرقي (الرصافة). أما السلطان احمد فحين علم بقدوم تيمور نقل امواله وحريمه واسلحته وارسلهم أمامه إلى الحلة، ثم قطع الجسر ونقل السفن إلى الجانب الغربي (الكرخ) وأغرق بعضها واحرق البعض الآخر، لكي لا يستفيد منها العدو، وانسحب من بغداد مع عدد من اتباعه وبعد خروج السلطان احمد قام بعض اعيان المدينة بفتح الابواب واستقبلوا تيمور، وكان على راس المستقبلين الشيخ نظام الدين الشامي الذي دون فتوحات تيمور فيما بعد. وقد عبر بعض اتباع تيمور نهر دجلة سباحة لجلب السفن الراسية في الجانب الغربي من بغداد والتي لم يتمكن السلطان احمد من اتلافها، فاستولوا على سفينة السلطان الخاصة المسماة الشمس، وهي ذات ثلاثين مجدافا، مع اربع سفن اخرى، فاستخدم تيمور هذه السفن في العبور إلى الجانب الغربي، والسيطرة على بغداد من الصعوبة تحديد حجم الخسارة التي تعرضت لها المدينة من جراء دخول جند تيمور، إذ قدر عدد السكان الذين قتلوا بثلاثة الاف شخص، غير أن مصادر تيمور الرسمية لا تشير إلى وقوع خسائر في الارواح لان المدينة استسلمت صلحا، وتذكر هذه المصادر أن تيمور اكتفى بأخذ مال الامان)، الضريبة التي اعتاد اخذها من سكان المدن التي تفتح صلحا، مقابل الحفاظ على ارواحهم. وقد اناط مهمة جمعها بأحد امراء السلطان احمد الذين تعاونوا معه والمدعو شرف الدين البليقي مع عدد من اعوانه. كما امر تيمور بأن يجبى مال الامان من السكان كل حسب مقدرته المالية، لكن الذين تولوا جمع الضريبة طالبوا الناس بأموال كثيرة، وحملوهم فوق طاقتهم، وتذكر المصادر التاريخية أن تيمور صادر اهل بغداد ثلاث مرات وجمع في كل مرة 1500 تومان (1). وقد رافق عملية الجمع ابشع انواع التعذيب وأقساها، وقد مات من اثر التعذيب والعقوبة عدد كبير من الناس والتجار واعيان بغداد وامرائها، وقدرتهم المصادر بين 700 - 800 نفس، كما استولى اتباع تيمور على خزائن السلطان احمد وصادروا اموال الرؤساء والاعيان والامراء الذين هربوا معه، كما نهبوا كل ثمين يقع تحت ابصارهم من تحف ومجوهرات، أما الخسارة في الجوانب الحضارية فقد كانت كبيرة جدا، فرغم الكارثة التي حلت بالحضارة العربية بعد سقوط بغداد على ايدي المغول، ظلت بغداد مركزا للعلم والصناعة والفن، إلا إن تيمور امر بجمع الموهوبين من اصحاب الحرف والصناعات والفنون المختلفة، ونقلهم إلى عاصمته سمرقند. واتخذ تيمور اجراءات اخرى يقصد منها اظهار نفسه بمظهر الحامي للشريعة الاسلامية، فاخذ يتقرب إلى رجال الدين في بغداد، وقام بزيادة مشاهد الامام أبي حنيفة والشيخ عبد القادر الكيلاني والامام احمد بن حنبل والامام موسى الكاظم وحفيده الامام الجواد (عليهما السلام)، واوقف لهذه المشاهد اراضي زراعية في بغداد وغيرها، وخصص الاقطاعات والرواتب للسادات والعلماء والمشايخ والمدرسين، كما امر اتباعه بجمع المشروبات الموصلية والديار بكرية الموجودة في قصر السلطان احمد. مع كافة الخمور الموجودة في المدينة، واراقتها في نهر دجلة. وقد أمضى تيمور في بغداد شهرين يتنزه في قصورها الفخمة، المطلة على ضفتي نهر دجلة وتمكنت قواته خلالها من احكام سيطرتها على مدن العراق الجنوبية، ثم عين أحد اعوانه المدعو مسعود السبزواري حاكما على بغداد، وترك معه حامية عسكرية مقدارها ثلاثة الاف، فارس، وسار نحو الموصل لإتمام احتلال بقية مدن العراق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- التومان: العملة الرسمية في إيران الى عام 1932.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|