أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2016
3739
التاريخ: 23-7-2022
1614
التاريخ: 2024-08-09
329
التاريخ: 2-04-2015
3740
|
وفي سنة ( 1293 هـ ) ظهرت فتنة في كربلاء عُرفت بفتنة علي هدلة وذلك إنّ جماعة من المفسدين حرصت الأهالي على مناوأة الحكومة وكانت بدرجة فظيعة , وفي 11 ذي الحجة سنة 1285 هـ أمر بالقتل العام لمدّة ثلاث ساعات .
ومن المحقّق أنّ تسعة آلاف شخص قد اُبيدوا عن آخرهم في تلك المدينة المقدّسة فضلاً عمّا نُهب من الأموال والأحجار النفيسة , وأثاث البيوت والكتب التي لا تُعد ولا تُحصى .
وفي صحن سيدنا العباس ربطوا الخيل والجمال وقتلوا كلّ مَنْ لاذ بأروقة الحرم الحسيني والعباسي وكذلك فعلوا في البلدة سوى دار السيد كاظم الرشتي التي كانت دار أمان وكلّ مَنْ تمكّن من الهروب نجا , ومَنْ بقى كان نصيبه القتل وهدموا الألواح التي كانت تزين جدران الروضة الشريفة . وبعد القتل العام أصدر الوالي أمراً بتعيين حاكم على كربلاء وفي اليوم الرابع عشر من الشهر المذكور رجع نجيب باشا قافلاً إلى بغداد .
ولابن الآلوسي ـ وكان من فضلاء أهل السنة وقاضي عسكر نجيب باشا ـ بيتان من الشعر قالهما ارتجالاً بعد وقوع الحادثة :
أحـسين دنّـس طيبَ مرقدك الاُلى *** رفضوا الهدى وعلى الضلالِ تردّدوا
حـتّى جـرى قلمُ القضاء بطهرِها *** يـومـاً فـطهّرها الـنجيب مـحمّدُ
وقد ردّه الشيخ عزيز ابن الشيخ شريف النجفي بقوله :
اخـسأ عـدو الله إنّ نـجيبكمْ *** رفض الهدى وعلى العمى يترددُ
ولـئن به وبك البسيطة دنّستْ *** فـابشر يـطهّرها المليك محمدُ
وقد ردّه أيضاً الحاج ملاّ محمّد التبريزي بقوله :
اخـسأ عدو الله إنّ نجيبكمْ *** كيزيدكمْ شرب الماء تعودوا
هـذا ابنُ هندٍ والمدينة والدمُ الـ *** ـمهراقُ فيها والنبي محمّدُ
وله أيضاً :
تـباً لأشـقى الأشقياء نجيبكمْ *** نصب الحسين وفي لضى يتخلّدُ
لا تـعجبوا ممّا أتى إذ قد أتى *** بـصـحيفةٍ مـلـعونةٍ يـتقلّدُ
أفكار الأهالي مستعدة لقبولها فألفت عصابة بقيادة علي هدلة وقابلت الجيش العثماني ودمرته في مواقع متعددة ولمّا رنّ صدى هذه الحادثة في الأستانة قلق السلطان المخلوع وأصدر إرادة سنية بإرسال جيش إلى كربلاء وهدمها وقتل مَنْ فيها عن بكرة أبيهم .
وأناط تنفيذ هذه المهمّة بعاكف باشا والي بغداد والمشير حسين فوزي باشا وكان هذا قائداً عاماً للجيش , فجاء الاثنان إلى كربلاء يصحبهما أحد نقباء بغداد السابقين وضربوا المضارب قرب المدينة , فلم ير الوالي في المدينة آثار العصيان والتمرّد وقد علم بعد البحث الطويل أنّ العصاة عصابة ارتكبت إثماً واقترفت ذنباً يطاردها الجيش وليس من العدل هدم المدينة وتنفيذ الإرادة السنية على سكّانها وأخذ البريء بجريرة المذنب .
فأحجم عن تنفيذ الأوامر , وفاتح القائد العام فأبى هذا إلاّ الإصرار على تنفيذ الأوامر فنجم من ذلك خلاف بينهما , فراجع الأستانة وخاطبها بالأمر وبعد أخذ ورد صدر الأمر بالعفو , فرحل الجيش عنها بعد أن قبض على مثيري الفتنة وموقدي نيرانها وقادهم إلى بغداد , وهناك ألقاهم في أعماق السجون والعذاب .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|