المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17785 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Powder X-ray Diffraction
14-4-2020
أين الجنّة؟
16-12-2015
آداب الصلاة المعنوية
29/10/2022
تفسير الآية (33-37) من سورة ال عمران
24-2-2021
الأسس القانونية لمبدأ المساواة في الالتحاق بالوظيفة العامة
25-9-2018
محمود الورّاق
30-12-2015


الخطاب والسياق  
  
3572   08:00 مساءاً   التاريخ: 27-02-2015
المؤلف : خلود عموش
الكتاب أو المصدر : الخطاب القرآني
الجزء والصفحة : ص251-253.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / مواضيع عامة في علوم القرآن /

وقفنا في الفصل الأول من هذه الدراسة على تحديد مصطلح الخطاب وعناصره وفي هذا المبحث سنرى كيف أبرز المفسّرون هذا المصطلح وكيف بيّنوا عناصره، وكيف ربطوا بين هذه العناصر وسياقها. وابتداء نستطيع أن نقرّر أنّ أولئك المفسّرين قد تمثّلوا مفهوم الخطاب تماما، ورأوا في الرسالة اللّغويّة التي يحملها النصّ القرآني خطابا متكامل الأجزاء، ونظروا في الوظيفة التواصلية للنصّ باعتباره خطابا من المرسل سبحانه وتعالى إلى العباد (المرسل إليهم) عبر قناة للاتصال وهي اللّغة، وهذه الرسالة تحمل مضمونا هو موضوع الخطاب، وتهدف إلى إحداث تغيير في حياة المخاطبين، كما أنّ له أهدافا أخرى، ونظروا كذلك في ترتيب الخطاب وتنظيمه، وعلاقات أجزائه وتناسبها، وما يعتريه من ظواهر سياقيّة.

وإذا نظرنا إلى بعض عبارات الرازي في هذا المقام يقول : " هذا الكلام خطاب لقوم خوطبوا به قبل غيرهم، فقيل لهم : لا تكفروا بمحمّد- صلّى اللّه عليه وآله وسلّم- فإنّه سيكون بعدكم الكفّار" «1». وفي تعليقه على الآية { وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ} قال :

" القائلون بأنّه لا يجوز تأخير بيان المجمل عن وقت الخطاب قالوا : إنّما جاء الخطاب في قوله" وأقيموا الصلاة بعد أن كان النبيّ- صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ..." «2». وقال في موضع آخر " والأقرب أنّ المخاطبين هم بنو إسرائيل لأنّ صرف الخطاب إلى غيرهم يوجب تفكيك النظم" «3». وعند الزمخشري في الكشّاف في تفسير الآية (21)" لمّا عدّد اللّه تعالى فرق المكلّفين من المؤمنين والكفّار والمنافقين، وذكر صفاتهم وأحوالهم، ومصارف أمورهم، وما اختصّت به كلّ فرقة ممّا يسعدها .... أقبل عليهم بالخطاب" «4». وفي شرح الآيات (71- 73) قال : " على أنّ الخطاب كان لإبهامه متناولا لهذه البقرة الموصوفة كما تناول غيرها، ولو وقع الذبح عليها بحكم الخطاب قبل التخصيص، وكذلك إذا وقع بعد التخصيص خوطبت الجماعة لوجود القتل فيها" «5». وعند الطبري نجد تمثّلا لمشهد الخطاب المتكامل بكلّ عناصره وذلك حين يفسّر مشهد تعليم الأسماء لآدم عليه السلام، وتمثّل الحوار الدائر بين اللّه والملائكة وآدم، وما يعتمل في الصدور عند عقد المقارنة مع خطاب مماثل، وإيضاح هدف الخطاب. إنّ مشاهد الخطاب كما يرسمها الطبري تكشف عن وعي عميق بمفهوم الخطاب، وطبيعة الرسالة اللّغوية التي يحملها هذا الخطاب مع تدفّق الاتصال بين المخاطب والمخاطبين. ونشير هنا إلى هذا الوعي إشارة فقط لعدم اقتدارنا على التمثيل لأنّه نصّ طويل ويصعب الاجتزاء منه، ونحيل القارئ إليه في مصدره ليقرأه كاملا غير منقوص‏ «6».

والطبري في تفسيره للآية (93) من سورة البقرة { وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ، وَاسْمَعُوا. قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا}. يشير إلى مصطلح" اتّصال الخطاب" يقول : " وأمّا قوله {قالُوا سَمِعْنا} فإنّ الكلام خرج مخرج الخبر عن الغائب، بعد أن كان الابتداء بالخطاب، فإنّ ذلك كما وصفنا من أنّ ابتداء الكلام إذا كان حكاية فالعرب تخاطب فيه، ثم تعود فيه إلى الخبر عن الغائب، وتخبر عن الغائب ثم تخاطب، فكذلك ذلك في هذه الآية ..." «7». وهوما أشار إليه (جون لاينز) في كتابه (اللّغة والمعنى والسياق) حين تحدّث عن اتصال الخطاب وانقطاعه، وأنّه يمكن أن يكون متّصلا حتى لو دخلته جمل قد تبدو خارجة عن النصّ، وأن أمر التئام هذا النسق من الجمل في الخطاب إنّما يكمن في السياق‏ «8».

ويجمع بين المفسّرين جميعا استحضار المخاطب دائما في شرح هذا الخطاب بكل أبعاده، واختلاف دلالة النصّ باختلاف المخاطب، ولعلّ الطبري قد بيّن هذا تماما وبشكل واضح، حين وضّح طبيعة القرآن وكونه رسالة لغوية من الخالق عز وجل إلى المخاطبين، وتناسب الخطاب مع أولئك المخاطبين على اختلاف أنواعهم ، يقول في مقدمة تفسيره :

" كان معلوما أنّ أبين البيان بيانه ، وأفضل الكلام كلامه و... فإن كان كذلك وكان غير مبين منّا عن نفسه من خاطب غيره بما لا يفهمه عنه المخاطب، كان معلوما أنّه غير جائز أن يخاطب جلّ ذكره أحدا من خلقه إلا بما يفهمه المخاطب، ولا يرسل إلى أحد منهم رسولا برسالة إلّا بلسان وبيان يفهمه المرسل إليه" «9». إنّ قوله" بما يفهمه المخاطب" تلخّص كلّ المعادلة، ففهم المخاطب مبنيّ على ثقافته وثقافة عصره، وهذا يبرز سياق الثقافة الذي نزل فيه النصّ، كما أنّ فهم المخاطب يستلزم استخدام المخاطب لأدوات توصيل مناسبة عبر قناة اللّغة، وهنا تبرز مشروعيّة النظر في لغة النصّ لتبيّن حال المخاطبين أو العكس، أي النظر في أحوال المخاطبين للحصول على صورة أوضح للنصّ. وينتقل الطبري بعد هذه العبارات إلى توضيح دور الخطاب وأثره وهدفه فيقول : " لأنّ المخاطب والمرسل إليه إن لم يفهم ما خوطب به، وأرسل به إليه فحاله قبل الخطاب، وقبل مجي‏ء الرسالة إليه وبعده سواء إذ لم يفده الخطاب والرسالة شيئا، كان به قبل ذلك جاهلا ، واللّه جلّ ذكره يتعالى أن يخاطب خطابا أويرسل رسالة لا توجب فائدة لمن خوطب أو أرسلت إليه، لأنّ ذلك فيه من فعل أهل النقص والعبث واللّه تعالى عن ذلك متعال" «10».

وليس هناك أوضح من هذا الكلام يدلّ على تمثل المفسّر للوظيفة التواصليّة للخطاب، والعناصر التي تتحقّق من خلالها هذه الوظيفة. إنّ النص السابق يفترض نقلة يحدثها الخطاب في حياة المخاطبين، وعبّر عن هذه النقلة بقوله " فائدة " وهذا يشير إلى علاقة النص بالواقع قبل تشكّله (النصّ) وبعد تشكّله؛ قبل تشكّله حين يأخذ في الحسبان أحوال هذا المخاطب وفهمه وثقافته، فيصاغ النصّ وفقا لهذا كله، وبعد تشكله حين يحدث أثرا في الحياة وفي الثقافة وفي التفكير وفي السلوك، وهذا النصّ يبرز أركان الخطاب الأساسيّة :

الموضوع والمخاطب والمخاطب، والرسالة اللغويّة، وتناسب هذه الأطراف كلّها ضمانا لنجاح عمليّة الاتّصال اللّغوي.

ويشير الطبري إلى قضيّة هامة كذلك وهو تمثل الخطاب اللغوي لسياق الثقافة الذي يحيط بالخطاب، وضرورة أن يختزل الخطاب في داخله جميع" شيفرات" هذه الثقافة - إذا جاز التعبير- فالكلمات داخل الخطاب يمكن تفسيرها في ضوء هذا السياق الثقافي ، وقد يختلف تفسيرها تماما إذا قرأت في سياق ثقافي مغاير. يقول في موضع آخر من المقدّمة : " فالواجب أن تكون معاني كتاب اللّه المنزّل على نبيّنا محمد - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم- لمعاني كلام العرب موافقة ، وظاهره لظاهر كلامها ملائما، وإن باينه كتاب اللّه بالفضيلة التي فضل بها سائر الكلام والبيان بما قد تقدّم وصفنا «11».

___________________

(1) تفسير الرازي ، 3/ 42.

(2) نفسه، 3/ 44.

(3) نفسه، 3/ 47.

(4) الكشّاف، 1/ 88.

(5) نفسه، 1/ 153.

(6) انظر تفسير الطبري ، 1/ (166- 169).

(7) تفسير الطبري ، 1/ 299.

(8) انظر، جون لاينز ، اللغة والمعنى والسياق ، ص 91.

(9) تفسير الطبري ، 1/ 5.

(10) تفسير الطبري ، 1/ 5.

(11) نفسه ، 1/ 6.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .