المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17980 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



التفسير التاريخي  
  
4439   02:14 صباحاً   التاريخ: 26-02-2015
المؤلف : الشيخ سالم الصفار
الكتاب أو المصدر : نقد منهج التفسير والمفسرين
الجزء والصفحة : ص246-248.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفسير / مفهوم التفسير /

لمنهج هذا التفسير عدة دلالات سنعرضها فيما يلي.

أ- يميل البعض إلى هذا التفسير زمنيا وذلك بحسب مراحل النزول، أي الابتداء بسورة العلق تفسيرا وللانتهاء بآية الإكمال للدين والإتمام للنعمة، أوبالآية (281) من البقرة على اختلاف الأقوال في أوائل النزول وخواتيمه طيلة ثلاثة وعشرين عاما (1).

وهذا المنهج أيضا يدل على التكلف والدعوى بغير دليل، والمبالغة في الرأي والاجتهاد المعهود عند القوم فضلا عن أنه عمل غير مثمر وغير مجد خاصة إذا ضممنا إليه توهين بل الانحراف عن السنة والإجماع والعقل والقول بالتحريف وهنا تجرأ بالتخرص بالقرآن وآياته المباركة وذلك لعدة وجوه :

الأول : أشكال حصر الترتيب الزمني لانقطاع الرواية في ذلك لا سيما وقد عرفت ما أصاب الحديث وبطلان دعواهم في صحاحهم، وقد رأيت مدى الاختلاف ومنها ضبط العلماء بين المكي والمدني على اختلاف في جملة من الآيات!

الثاني : نكرر دعوتنا إلى محتكري السنة والجماعة إلى إيقاف غلواء الرأي والاجتهاد في الأمور الخطيرة والمقدسة، فإننا رغم ما نملكه من المنهج العقلي السليم فضلا عن سنتنا المعروضة على الكتاب والمتناسبة مع روح الإسلام إلى أننا لا نرتجل ونتجرأ على مخالفة الترتيب التوفيقي للقرآن الكريم الذي أجمع عليه العلماء وساروا على منهجه! وعليه لا يحق لأي رجل من رجالكم وإن غلوتم فيه ونعتموه بإمام الأئمة وشيخ الشيوخ والسلطان الغالب .. من أن يضع شيئا من الآيات مكان شي‏ء آخر فاعرفوا قدركم وقفوا عند حدكم؟!

الثالث : لا تشوهوا التسلسل الترتيبي الذي عليه المصحف الآن، حيث لا مجال لأهواء آرائكم أمام ذلك لا شرعا ولا عرفا بل ولا ذائقة فنية واعتبار عقلائي كما تجرأتم عليه في مجالات أخرى، الأمر الذي يجعل النظم القرآني مفككا، والوحدة الموضوعية متلاشية، وهوأمر حدب على تبويه القرآن الكريم وإجماع المسلمين ولئلا تصدموا المسلمين كما فعلتم ذلك في أكثر من مضمار! لأن القرآن ليس حوادث بمجموعه حتى تنظم تاريخيا، ولا وقائع حتى ترتب زمنيا، ولا منهجا متسلسلا لينسق علميا. نعم قد يتفق أن تكون بعض الحوادث متعاقبة الوقوع فتفسر تاريخيا وموضوعيا وإن كان هذا من الندرة بمكان. ولكن لا مجال للتطاول على التسلسل الترتيبي الحالي، فاتقوا اللّه وفسروا آرائكم واجتهاداتكم في سنتكم وصراع مذاهبكم وإسرائيليات تفاسيركم! نعم هناك يمكن الاستفادة من تاريخ الأمم الغابرة التي وردت في المصحف، بجانبها التطبيقي وذلك باستخدام التمثيلي عليها، وإدانة الشاهد بحسب جرائم الغائب على أساس ما ورد في ظلم الظالمين والطواغيت فردية وأمم كما في قوم عاد وثمود، لأجل الاعتبار، والقياس على الأمثلة، لصيانة الحاضر والمستقبل! الرابع : قد يراد بالتفسير التاريخي، النظر إلى واقع الأمة التي نزل فيها وإلى لغة تلك الأمة، وكيف طوّر القرآن من دلالاتها اللغوية، وثبتها وأغناها بحيث أصبحت اللغة أداة للتعبير عن قيم وحضارة لا يمكن تجاهل بل وتتحدى غيرها، وقد مال إلى هذا الاتجاه د. أحمد خليل بقوله : «من هنا كان التفسير التاريخي أمرا تقتضيه طبيعة التطور وتلتزم به تلك النقلات الكبيرة التي تعرضت لها العربية في تاريخها الطويل، ونشخص العوامل التي أدت إلى وجود تيارات متقابلة في عملية التفسير نفسها من متشدد إلى متحرر ...» (2).

وإن كان قد سبق إلى هذا المنهج الشيخ محمد عبده ، في عرض الآراء السابقة للمسلمين وربطها بالآثار المعاصرة، والغرض من ذلك هوالكشف عن التطور الحضاري للأمة، في ضوء ما ترك الأقدمون من آثار، وما استفادة المحدثون من آراء.

_________________

(1) الاتقان - للسيوطي - 1/ 16.

(2) دراسات في القرآن - د. أحمد خليل - ص 16.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .