المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02

المرحلة المبكرة من التطور النجمي
17-3-2022
السيد ميرزا محمد علي الوكيل ابن ميرزا محمد رضا الناظر
5-2-2018
نسب النبي(صلى الله عليه وآله) وكنيته
5-11-2015
الامام موسى الكاظم(عليه السلام) وهارون الرشيد
28-7-2017
الكوسا (الشجر)
12-4-2017
عرب سورية.
2024-08-15


اختلاف الامة في اعطاء الحق لأصحابه  
  
3826   11:48 صباحاً   التاريخ: 8-02-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص128-131.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-3-2019 2891
التاريخ: 12-4-2016 3881
التاريخ: 2023-12-31 1235
التاريخ: 8-02-2015 3720

اختلفت الأمة في إمامته بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) و قالت شيعته و هم بنو هاشم كافة و سلمان و عمار و أبو ذر و المقداد و خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين و أبو أيوب الأنصاري و جابر بن عبد الله و أبو سعيد الخدري في أمثالهم من أجلة المهاجرين و الأنصار إنه كان الخليفة بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) لما اجتمع له من صفات الفضل و الكمال و الخصائص التي لم تكن في غيره من سبقه إلى الإسلام و معرفته بالأحكام و حسن بلائه في الجهاد و بلوغه الغاية القصوى في الزهد و الورع و الصلاح و ما كان له من حق القربى ثم للنص الوارد في القرآن و هو قوله تعالى {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55] و هذه الآية نزلت بالإجماع فيه (عليه السلام) حين تصدق بخاتمه في صلاته.

وإذا ثبت هذا فكلما ثبت لله و لرسوله من الولاية فهو ثابت لعلي (عليه السلام) بنص القرآن و بقول النبي (صلى الله عليه واله ) يوم الدار و قد جمع بني عبد المطلب خاصة من يؤازرني على هذا الأمر يكن أخي و وصيي و وزيري و وارثي و خليفتي فيكم من بعدي فقام أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال و كنت أصغرهم سنا و أرمصهم عينا و أحمشهم ساقا و أكبرهم بطنا فقلت أنا يا رسول الله و هذا صريح في استخلافه و قد أورد ابن جرير الطبري و ابن الأثير الجزري هذا الحديث في تاريخهما بألفاظ تقارب هذه.

وبقوله في غدير خم وهو حديث مجمع على صحته أورده نقلة الحديث و أصحاب الصحاح ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم فقالوا بلى فقال من كنت مولاه فعلي مولاه الحديث بتمامه فأوجب له من الولاية ما كان واجبا له (صلى الله عليه واله ) و هذا نص ظاهر جلي لو لا الهوى.

و بقوله (صلى الله عليه واله ) حين توجه إلى تبوك أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي و هذا أيضا من الصحاح و قد أورده الجماعة و نقلته من مسند أحمد بن حنبل من عدة طرق فثبتت له وزارته (صلى الله عليه واله) و القيام بكل ما كان هارون يقوم به و لم يستثن عليه إلا النبوة كما أخبر الله تعالى {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِ} [طه: 29 - 32] .

وقال في استخلافه له {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ } [الأعراف: 142] فثبتت له خلافته بمحكم التنزيل فجعل له النبي (صلى الله عليه واله) كل ما لهارون (عليه السلام)عدا النبوة و جعل له استخلافه و شد أزره و شركته في أمره و قيامه بنصره و أمثال هذا كثير يرد في مواضعه من هذا الكتاب بحول الله و قوته.

فكانت إمامته بعد النبي (صلى الله عليه واله) ثلاثين سنة منها أربع و عشرون سنة و أشهر ممنوعا من التصرف آخذا بالتقية و المداراة محلا عن مورد الخلافة قليل الأنصار كما قال

(فطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء)

ومنها خمس سنين و أشهر ممتحنا بجهاد المنافقين من الناكثين و القاسطين و المارقين مضطهدا بفتن الضالين واجدا من العناء ما وجده رسول الله (صلى الله عليه واله) ثلاث عشرة سنة من نبوته ممنوعا من أحكامها خائفا و محبوسا و هاربا ومطرودا لا يتمكن من جهاد الكافرين و لا يستطيع الدفع عن المؤمنين و أقام بعد الهجرة عشر سنين مجاهدا للكافرين ممتحنا بالمنافقين.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.