المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أهميـة الإدارة في المجتمـع
8-2-2019
سياسة خارجية
25-11-2019
التجارة في شبه الجزيرة العربية
14-8-2018
معنى نصيبا مفروضا
2024-05-08
علاقة جغرافية الزراعة بفروع الجغرافية الأخرى - الجغرافية السياسية
13-7-2022
معجزة هدية السجاد
11-04-2015


محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس  
  
4968   02:40 مساءً   التاريخ: 2-02-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص297-298.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

مع كونه ابن خال معاوية بن أبي سفيان الّا انّه من اصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وانصاره و شيعته.

وقد حبسه معاوية مدّة من الزمن، فبعث إليه يوما فأخرجه من السجن و قال له معاوية : يا محمد ألم يأن لك أن تبصر ما كنت عليه من الضلالة بنصرتك عليّ بن أبي طالب الكذاب ؟ ألم تعلم انّ عثمان قتل مظلوما وانّ عائشة وطلحة والزبير خرجوا يطلبون بدمه؟ وانّ عليا هو الذي دس في قتله ونحن اليوم نطلب بدمه.

قال محمد بن أبي حذيفة : انّك لتعلم انّي أمسّ القوم بك رحما و أعرفهم بك، فو اللّه الذي لا إله غيره ما أعلم أحدا أشرك في دم عثمان وألّب عليه غيرك لما استعملك ومن كان مثلك، فسأله المهاجرون والانصار أن يعزلك فأبى، ففعلوا به ما بلغك، وواللّه ما أحد أشرك في قتله بديئا و لا أخيرا الّا طلحة والزبير وعائشة، فهم الذين شهدوا عليه بالعظيمة وألّبوا عليه الناس، وشركهم في ذلك عبد الرحمن بن عوف و ابن مسعود و عمّار و الانصار جميعا.

ثم قال: و اللّه انّي لأشهد منذ عرفتك في الجاهلية و الاسلام لعلى خلق واحد ما زاد الاسلام فيك قليلا و لا كثيرا، وانّ علامة ذلك فيك لبيّنة، تلومني على حبّي عليا كما خرج مع عليّ كلّ صوّام قوّام مهاجري و انصاري، و خرج معك ابناء المنافقين و الطلقاء و العتقاء، خدعتهم عن دينهم وخدعوك عن دنياك، و اللّه يا معاوية ما خفي عليك ما صنعت، و ما خفي عليهم ما صنعوا، إذ أحلّوا أنفسهم بسخط اللّه في طاعتك، واللّه لا أزال أحبّ عليّا للّه وابغضك في اللّه وفي رسوله أبدا ما بقيت.

قال معاوية: و انّي أراك على ضلالك بعد، ردوه، فردوه فمات في السجن‏ .

قال ابن أبي الحديد : انّ محمد بن أبي حذيفة أصيب لما فتح عمرو بن العاص مصر، فبعث به الى معاوية، فحبسه معاوية في سجن له، فمكث فيه كثير، فهرب فذهب في طلبه رجل من خثعم يقال له عبيد اللّه بن عمرو بن ظلام و كان عثمانيا فوجده في غار، فأخذه و ضرب عنقه‏ .

وكان أبوه من اصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وقد حضر جدّه بدرا مع رسول اللّه (صلى الله عليه واله) واستشهد فيها جدّه و عمّه، واستشهد أبوه في يوم اليمامة في قتال مسيلمة الكذاب.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.