المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

التحسين الوراثي للدواجن
14-9-2017
تبوك
20-10-2019
العراق والقضايا العالمية المستجدة في المياه والري والزراعة
24-1-2016
مرض المأمون ووصيته
17-9-2017
أنواع الزراعة
1-10-2018
ابليس قرين اهل النار
8-7-2019


شجاعة الأمير(عليه السلام)  
  
3813   10:29 صباحاً   التاريخ: 30-01-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص342-349.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

قال الخوارزمي في مناقبه يرفعه إلى ابن عباس قال كان جالسا إذ أتاه تسعة رهط فقالوا يا ابن عباس إما أن تقوم معنا أو تخلو بنا فقال بل أقوم معكم و كان إذ ذاك صحيحا قبل أن يعمى فتحدثوا فلا ندري ما قالوا فجاء ينفض ثوبه و يقول أف و تف وقعوا في رجل له بضع عشرة فضيلة ليست لأحد غيره.

قال له النبي (صلى الله عليه واله) لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا يحب الله و رسوله و يحبه الله ورسوله فاستشرف لها مستشرف فقال (صلى الله عليه واله) أين علي .

وقد تقدم و بعث أبا بكر بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه و قال لا يذهب بها إلا رجل هو مني و أنا منه .

وقال النبي (صلى الله عليه واله) لبني عمه أيكم يواليني في الدنيا والآخرة يقولها مرتين أو ثلاثا و هم سكوت و علي يقول أنا فقال لعلي أنت وليي في الدنيا و الآخرة .

قال ابن عباس و كان علي أول من آمن من الناس بعد خديجة (عليها السلام).

وقد ذكر قال و وضع ثوبه على علي و فاطمة و الحسن و الحسين و قال {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33].

قال ابن عباس و شرى علي (عليه السلام) نفسه فلبس ثوب النبي (صلى الله عليه واله) ثم نام مكانه فجاء أبو بكر و هو يظنه رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال له إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار قال وبات علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله و هو يتضور و قد لف رأسه بالثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف رأسه فقالوا إنك لئيم كان صاحبك لا يتضور و نحن نرميه و أنت تتضور و قد استنكرنا ذلك.

قال ابن عباس وخرج رسول الله (صلى الله عليه واله) في غزوة تبوك فقال علي أخرج معك فقال (صلى الله عليه واله) لا فبكى علي فقال له أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي قال وقال له أنت ولي كل مؤمن بعدي و مؤمنة قال ابن عباس و سد رسول الله (صلى الله عليه واله) أبواب المسجد غير باب علي و كان يدخل المسجد جنبا و هو طريقه ليس له طريق غيره قال وقال من كنت مولاه فإن مولاه علي.

وأما شجاعة أمير المؤمنين و بأسه و مصادمته الأقران و مراسه و ثبات جأشه حيث تزلزل الأقدام و شدة صبره حين تطير فراخ الهام و سطوته و قلوب الشجعان واجفة و استقراره و أقدام الأبطال راجفة و نجدته عند انخلاع القلوب من الصدر و بسالته ورحى الحرب تدور و الدماء تفور و نجوم الأسنة تطلع و تغور و حماسته و الموت قد كسر عن نابه و سماحته بنفسه والجبان قد انقلب على أعقابه و كشفه الكرب عن وجه رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد فر من فر من أصحابه و بذله روحه العزيزة رجاء ما أعد الله من ثوابه فهي أمر قد اشتهر وحال قد بان و ظهر وشاع فعرفه من بقي و من غبر و تضمنته الأخبار و السير فاستوى في العلم به البعيد و القريب و اتفق على الإقرار به البغيض و الحبيب وصدق به عند ذكره الأجنبي و النسيب فارس الإسلام وأسده و باني ركن الإيمان ومشيده طلاع الأنجد والأغوار مفرق جموع الكفار حاصد خضرائهم بذي الفقار و مخرجهم من ديارهم إلى المفاوز و القفار مضيف الطير والسباع يوم الملحمة والقراع سيف الله الماضي و نائبه المتقاضي و آيته الواضحة و بينته اللائحة و حجته الصادعة ورحمته الجامعة ونعمته الواسعة ونقمته الوازعة قد شهدت بدر بمقامه و كانت حنين من بعض أيامه و سل أحدا عن فعل قناته و حسامه و يوم خيبر إذ فتح الله على يديه و الخندق إذ خر عمرو لفمه و يديه و هذه جمل لها تفصيل و بيان و مقامات رضي بها الرحمن و مواطن هدت الشرك و زلزلته و حملته على حكم الصغار و أنزلته و مواقف كان فيها جبرئيل يساعده و ميكائيل يؤازره و يعاضده و الله يمده بعناياته و الرسول يتبعه بصالح دعواته و قلب الإسلام يرجف عليه و أمداد التأييد تصل إليه .

ونقلت من مسند أحمد بن حنبل عن هبيرة قال خطبنا الحسن بن علي (عليه السلام) فقال لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولم يدركه الآخرون بعمل كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يبعثه بالراية جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له ومن حديث آخر من المسند بمعناه وفي آخره و ما ترك من صفراء و لا بيضاء إلا سبعمائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم لأهله وفي رواية من غير المسند إلا ثلاثمائة درهم بمعناه.

و نقل الواحدي في أسباب نزول قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ } [الممتحنة: 1],أن مولاة لعمرو بن صيفي بن هاشم بن عبد مناف قدمت من مكة إلى المدينة و رسول الله يتجهز لقصد فتح مكة فلما حضرت عنده قال أجئت مسلمة قالت لا قال فما جاء بك قالت أنتم الأهل و العشيرة و الموالي و قد احتجت حاجة عظيمة فحث النبي (صلى الله عليه واله) على صلتها و كسوتها فأعطوها و كسوها و انصرفت فنزل جبرئيل فأخبره أن حاطب بن أبي بلتعة قد كتب إلى أهل مكة يحذرهم رسول الله (صلى الله عليه واله) و أنه دفع الكتاب إلى المذكورة و أعطاها عشرة دنانير لتوصل الكتاب إلى أهل مكة فاختار عليا و بعث معه الزبير والمقداد وقال انطلقوا إلى روضة خاخ فإن بها ظعينة و معها كتاب من حاطب إلى المشركين فخذوه منها و خلوا سبيلها فإن لم تدفعه إليكم فاضربوا عنقها فخرجوا و أدركوها في المكان فطلبوا الكتاب فأنكرته وحلفت ففتشوا متاعها فلم يجدوا كتابا فهموا بتركها والرجوع فقال علي (عليه السلام) و الله ما كذبنا و سل سيفه و جزم عليها و قال أخرجي الكتاب و إلا جرتك و ضربت عنقك و صمم على ذلك فلما رأت الجد أخرجته من ذؤابتها فأخذه و خلى سبيلها و عادوا إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فاستخرجه علي بقوة عزمه و تصميم إقدامه و جزمه.

ونقل الواحدي في كتابه هذا أن عليا و العباس و طلحة بن شيبة افتخروا فقال طلحة أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه وقال العباس أنا صاحب السقاية و القائم عليها و قال علي (عليه السلام) ما أدري ما تقولان لقد صليت ستة أشهر قبل الناس و أنا صاحب الجهاد فأنزل الله تعالى { أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ } [التوبة: 19، 20] إلى قوله {عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [التوبة: 22],فصدق الله عليا في دعواه و شهد له بالإيمان و المهاجرة و الجهاد و زكاه و رفع قدره بما أنزل فيه و أعلاه و كم له من المزايا التي لم يبلغها أحد سواه.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.