المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

جعفر بن أبي إسحاق إبراهيم الكشفي.
17-7-2016
الذنوب الكبيرة
21-7-2021
Vladimir Andreevich Steklov
30-3-2017
لماذا الانتقال إلى التصوير الرقمي؟
22/11/2022
صلاة المطاردة
18-10-2016
نطاق مبدأ تخصيص الرهن التأميني
12-3-2017


قمة الايثار من علي واهل بيته (عليهم السلام)  
  
7646   10:57 صباحاً   التاريخ: 30-01-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص529-533.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

عن ابن عباس رضي الله عنه و قد ذكره الثعلبي و غيره من مفسري القرآن المجيد في قوله تعالى {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} [الإنسان: 7],قال مرض الحسن و الحسين فعادهما جدهما رسول الله (صلى الله عليه واله)و معه أبو بكر و عمر و عادهما عامة العرب فقالوا يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا و كل نذر لا يكون له وفاء فليس بشيء فقال علي (عليه السلام) إن برأ ولداي مما بهما صمت لله ثلاثة أيام شكرا و قالت فاطمة (عليه السلام) إن برأ ولداي مما بهما صمت لله ثلاثة أيام شكرا و قالت جارية يقال لها فضة إن برأ سيداي مما بهما صمت لله ثلاثة أيام شكرا .

فألبس الغلامان العافية و ليس عند آل محمد قليل و لا كثير فانطلق أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى شمعون الخيبري و كان يهوديا فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير و في حديث المزني عن ابن مهران الباهلي فانطلق إلى جار له من اليهود يعالج الصوف يقال له شمعون بن حانا فقال له هل لك أن تعطيني جزة من صوف تغزلها لك بنت محمد (صلى الله عليه واله ) بثلاثة أصوع من شعير قال نعم فأعطاه فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمة بذلك فقبلت و أطاعت قالوا فقامت فاطمة (عليه السلام) إلى صاع فطحنته و اختبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرص و صلى علي (عليه السلام) المغرب مع رسول الله (صلى الله عليه واله ) ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب و قال السلام عليكم يا أهل بيت محمد مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة فسمعه علي فقال

فاطم ذات المجد و اليقين          يا بنت خير الناس أجمعين

أما ترين البائس المسكين          قد قام بالباب له حنين

يشكو إلى الله و يستكين            يشكو إلينا جائعا حزين

كل امرئ بكسبه رهين              وفاعل الخيرات يستبين

موعده جنة عليين                  حرمها الله على الضنين

و للبخيل موقف مهين              تهوي به النار إلى سجين

                  شرابه الحميم و الغسلين

فقالت فاطمة :عليها السلام):

أمرك يا ابن عم سمع طاعة             ما بي من لؤم و لا ضراعة

و أعطوه الطعام و مكثوا يومهم و ليلتهم لم يذوقوا إلا الماء القراح.

فلما كان اليوم الثاني طحنت فاطمة (عليها السلام) صاعا و اختبزته و أتى علي (عليه السلام) من الصلاة و وضع الطعام بين يديه فأتاهم يتيم فقال السلام عليكم يا أهل بيت محمد يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم العقبة أطعموني أطعمكم الله على موائد الجنة فسمعه علي و فاطمة (عليه السلام) فأعطوه الطعام و مكثوا يومين و ليلتين لم يذوقوا إلا الماء القراح فلما كان في اليوم الثالث قامت فاطمة (عليها السلام) إلى الصاع الباقي فطحنته و اختبزته و صلى علي (عليه السلام) مع النبي (صلى الله عليه واله ) المغرب ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم أسير فوقف بالباب فقال السلام عليكم يا أهل بيت محمد تأسروننا و لا تطعموننا أطعموني فإني أسير محمد أطعمكم الله على موائد الجنة فسمعه علي (عليه السلام) فآثره و آثروه و مكثوا ثلاثة أيام و لياليها لم يذوقوا سوى الماء .

فلما كان في اليوم الرابع و قد قضوا نذرهم أخذ علي الحسن بيده اليمنى و الحسين باليسرى و أقبل نحو رسول الله (صلى الله عليه واله ) و هم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع فلما بصر به النبي (صلى الله عليه واله ) قال يا أبا الحسن ما أشد ما يسوؤني ما أرى بكم انطلق إلى ابنتي فاطمة فانطلقوا إليها وهي في محرابها تصلي قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع و غارت عيناها فلما رآها النبي (صلى الله عليه واله ) قال وا غوثاه بالله يا أهل بيت محمد تموتون جوعا فهبط جبرئيل (عليه السلام) و قال خذ يا محمد هنأك الله في أهل بيتك قال و ما آخذ يا جبرئيل فأقرأه {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ } [الإنسان: 1] إلى قوله { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان: 9] إلى آخر السورة.

 

قال الخطيب الخوارزمي حاكيا عنه و عن الراوندي و زادني ابن مهران الباهلي في هذا الحديث فوثب النبي (صلى الله عليه واله ) حتى دخل على فاطمة (عليها السلام)فلما رأى ما بهم انكب عليهم يبكي و قال أنتم منذ ثلاث فيما أرى و أنا غافل عنكم فهبط جبرئيل بهذه الآيات اً { إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا} [الإنسان: 6-5] قال هي عين في دار النبي (صلى الله عليه واله ) تفجر إلى دور الأنبياء و المؤمنين.
وروى الخطيب في هذا رواية أخرى و قال في آخرها فنزل فيهم وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ أي على شدة شهوة مِسْكِيناً قرص ملة و الملة الرماد وَ يَتِيماً خزيزة وَ أَسِيراً حبيسا إِنَّما نُطْعِمُكُمْ يخبر عن ضمائرهم لِوَجْهِ اللَّهِ يقول إرادة ما عند الله من الثواب لا نُرِيدُ مِنْكُمْ يعني في الدنيا جَزاءً ثوابا وَ لا شُكُوراً.

 

قلت الضمير في حبه يجوز أن يعود إلى الطعام كما ذكر و يجوز أن يعود إلى الله تعالى فإن إطعامهم إنما كان خالصا لوجهه و هذه السورة نزلت في هذه القضية بإجماع الأمة لا أعرف أحدا خالف فيها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.