x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أفضل عمل للمرأة
المؤلف: د. رضا باك نجاد
المصدر: الواجبات الزوجية للمرأة في الاسلام
الجزء والصفحة: ص47ـ55
9-11-2017
3011
إحدى الصفات المتميزة في المرأة الصالحة هي انها لا تتنصل عن مؤازرة زوجها في أقسى الظروف. وهذه الصفة تجد مصداقيتها في موقفين:
الاول: عندما يتوجّه إليه الجميع بالذم والقدح، فهي تناصره وتقف الى جانبه.
الثاني: عندما يفتقر زوجها ويصل الى أدنى درجات الإملاق، فهي تصمد الى جانبه بكل صلابة وثبات مثلما كانت عليه مواقفها ومشاعرها في أيام الرخاء والنعمة، وهكذا تزيل بموقفها هذا عن زوجها شعوره بالانكسار والإحباط.
هل عرضت لكم يوما ما نعمة أدى خوف فقدانها الى إيجاد الرعب في قلوبكم؟ نعم إن أفضل مثال على تلك النعمة هي المرأة الصالحة التي يقول زوجها أحيانا في نفسه: ماذا عساني أفعل مع الحياة ومع الاولاد لولا وجود مثل هذه المرأة؟ وإذا وصلت المرأة في حياة الرجل الى هذه الدرجة من الأهمية بحيث يشعر بالرهبة لإمكانية فقدانه إياها، فهذا يعني انه يعيش حياة هانئة طيبة، وهنيئا له جنة الخُلد.
إذا كان وقت زَوجُكِ مزدحما بالعمل يجب ان يرى المائدة جاهزة أمامه عند دخوله الى الغرفة، لأن رؤية مائدة الطعام جاهزة يخلق لديه شعورا بأن زوجته تساعده على عدم إهدار وقته.
وإذا كان زوج من النوع الذي يجب ان يكون مع الجماهير دوما ولا وقت لديه لمجالستك إلا في القليل النادر، يكفي ان تعتقدي بأن ذلك يعزى الى أهميته وأنك على درجة أكبر من الاهمية بسبب كونك زوجته. وهذا ما يوجب عليك التطابق مع عمل زوجك وتنسيق حياتك مع نمط حياته، حتى وإن تطلب ذلك افتراض عدم وجوده في البيت ولو كان موجودا فيه في الواقع. واعلمي ان أفضل عمل للزوجة هو مساعدة زوجها على الرقي والكمال. ولعل المرأة لا تجد مكسبا لها خير وأفضل من التخلي عن أهوائها النفسية في سبيل تحقيق مصالح زوجها.
إذا وصلت المرأة الى درجة تحمد الله على ان الصفة الفلانية المفقودة فيها متوفرة في زوجها، تكون قد حازت بذلك منزلة رفيعة في الحياة؛ لأنها والحال هذه أصبحت على استعداد لتكون هي وزوجها بمثابة كيان واحد.
يتمنى الرجال على الدوام التخلص من بضعة أشياء؛ من جملتها الدائن – وهو مرض مزمن ينوأون تحت وطأته – والكبت الذي يسلبهم حرياتهم، وتقف على رأس كل تلك الاماني أمنية التخلص من صياح المرأة التي يرتفع صراخها على الأطفال او لأمور تافهة، وخاصة إذا كانت تلك المرأة قد قالت لزوجها ذات مرة، يا ليتني كنت تزوجت فلانا واستشعرت السعادة. لأن الرجل يشعر بعد هذا الكلام بحالة من الانفصال والابتعاد الدائم عن زوجته. ولا تتخذ حالات الجماع التي تقع بعد هذه الطعنة النَجلاء سوى طابع المتعة العابرة؛ أي ان الرجل يضطر تحت ضغط الغريزة الجنسية الى ممارسة نوع من الجماع الحيواني.
هذا الكلام المهين الذي يسمعه في تمني زوجته بأنها لو كانت تزوجت من رجل غيره، يدفعه الى الفرار من البيت والارتماء في أحضان امرأة أخرى لأن انحصار الجماع في قالب المتعة الحيوانية وتوقفه عند تلك المرحلة، يَخلق لديه شعورا بالحرمان من الحب، وهو أمر لا وجود له عند الحيوانات.
المرأة التي تندم على قولها لزوجها: يا ليتني كنت زوجة لفلان، يمكنها التعويض عن ذلك بأساليب أخرى لكن بشرط أن لا تذكر أسما لرجل آخر غير زوجها. فالمرأة التي تفكر تفكيرا عقلانيا يمكنها ان تفهم بسرعة نوعية الأعمال والكلمات التي تثير غضب زوجها، وتثير فيه الحنق أكثر من غيرها. وهي ما أن تدرك الغضب الذي أثارته في نفس زوجها حتى تسارع الى الاعتذار منه طالبة منه الصفح عنها، وأن مثل هذا الكلام لن يصدر مرة ثانية منها. ولكنها إذا لم تجد في نفسها القدرة على الإقدام على مثل هذا العمل ـ الذي يعد في الحقيقة كنوع من الجهاد الأكبر ـ يمكنها ان تقول له: يمكنك إن آذيتك مرة أخرى على هذا النحو أن تحاسبني. ولا شك في أن الإفصاح عن هذا المطلب ومفاتحة الزوج بمثل هذا الاقتراح، يدفعه بدل الغضب، الى استشعار أحاسيس طيبة ونزيهة، ويقول في نفسه: إن امرأتي عاجزة عن تغيير سلوكها والإقلاع عن هذا العمل. فيرضى عنك وينظر إليك نظرة اعتزاز ومودة.
كل اقتراح تعرضه الزوجة على زوجها ولا يقدم عليه عمليا رغم تكراره مرات متعددة من قبلها. عليها ان تعلم بأنه غير راغب فيه، وأنها يجب ان تفكر بشيء آخر وتمتنع عن إغضاب زوجها، فتقول له مثلا: كنت أتصور الاقتراح الذي عرضت عليك كان اقتراحا جيدا، ولكن تبين لي الآن بأنني كان ينبغي لي ان أكون على نحو آخر ولا أتسبب في مضايقتك وإزعاجك.
يجب على المرأة ان تقف موقف التأييد من العمل الذي يميل إليه زوجها. لأن المرء لا يستطيع الصمود إزاء العمل الذي يفرض عليه رغم إرادته إلا بضع ساعات ويشعر بعدها بالتعب والملل، والأسوأ من ذلك ان الحصيلة الناتجة عن ذلك لا تتصف بجودة التنفيذ ولا تقترن بسلامة وراحة المنفذ. وعلى العكس من ذلك يمكن الاستمرار في العمل المرغوب فيه ساعات طويلة ويُنجز على النحو المطلوب ولا تنجم عنه أية أضرار على جسم الشخص ونفسه.
هناك مسألة تتعلق بالزوج والزوجة يجب مراعاتها الى أبعد الحدود وتختص بالنساء ذوات الأزواج كثيري المشاغل. فهؤلاء الرجال غالبا ما يكونون قليلي النوم، وحتى ان الليل والنهار يقصران عن استيعاب مشاغلهم, ولا يكادون ينتهون من عمل حتى ينشغلوا بعمل آخر. فإذا كانت لأحدهم زوجة جاهلة بقيمة الوقت او كسولة، فإن الزوج يعيش في عذاب منها. فقد تتصل به زوجته أثناء عمله وتطلب إليه ان يأتي فورا الى البيت كي يوصلها الى دار إحدى قريباتها. فيأتي الرجل على وجه السرعة لكن المرأة تتأخر ساعتين في البيت ويبقى هو في الانتظار وهاتان الساعتان من الانتظار تشكلان عبئا باهضا وعذابا مريرا للرجل كثير المهام والمشاغل. ولهذا السبب تصبح معرفة أهمية الوقت بالنسبة للمرأة التي لها زوج كثير العمل والنشاط من أهم الأمور التي يجب مراعاتها في الحياة الزوجية.
يجب على المرأة ان تلتفت الى الوقت الذي يجب عليها ان تترك زوجها طليقا ولا تتعلق به، والظرف الذي يجب ان تصغي فيه ولا تتكلم, والوقت الذي يجب ان تمتنع فيه عن استقبال ودعوة الضيوف. ولكن الأمر الذي يجب ان تجعله نصب عينيها على الدوام هو قول رسول الله (صلى الله عليه واله): (ما استفاد امرء مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة، تسره إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله)(1). أي أن يكون مرآها مدعاة لسرور النفس واستقرارها وسكينتها، وان تكون باسمة وبشوشة على الدوام وان تكون دارها نظيفة ومرتبة وسببا للراحة والشعور بالأمن.
على الزوجة ان تلتفت الى الأمور التي تثير حساسية الرجل. وهذا هو سر النجاح والعثور على مفتاح السعادة. ولا فرق في ذلك بين ما يرغب فيه وما يثير استياءه. فهو لا يحب مثلا ان يكنس البيت مادام هو موجودا ، او يرغب في رؤية أحد أطفاله ليدفع عن نفسه السأم والملل. هذان الأمران يجب رعايتهما كليهما. وبما ان شخصية المرأة تستقطب وتجتذب الرجل إليها, فهذه الصفة يجب ان تكون بحد ذاتها وسيلة لاستقطاب الرجل واجتذابه الى البيت، وهو ما يؤدي الى إكبار شخصية المرأة. وعلى كل حال فإن إدخال السرور على الزوج يعتبر نوعا من توفير الراحة النفسية والجسدية له، وتوفير الراحة للزوج يعني تزويده بالقوة اللازمة لعمل أكثر وحياة أفضل.
لو استطاعت المرأة ان تدخل السرور على زوجها من خلال إظهار الاهتمام بعمله، تكون قد عثرت على طريق جديد لإدخال السرور عليه، فإذا كان كاتبا تقرأ أحيانا صفحة من كتبه، وإذا كان عطارا تقترح عليه طريقة لتنظيف العناب، وإذا كان معلما تساله عن ردود فعل التلاميذ ازاء دروسه. وإذا كانت تريد توفير أجواء المطالعة، فما عليها إلا أن تدعو الأطفال الى الهدوء.
قد يتودد الرجل الى امرأته بوضع يده على كتفها او ان يقرصها قرصا خفيفا اما المرأة التي لا تجيد إلقاء الكلمة المناسبة في موضعها المناسب فلا تستثمر هذه الفرصة للتحبب إليه، بل قد تصرخ او تتلفظ بكلام مستهجن، مما يزيد من أفق قبحها وبلادتها في نظر زوجها.
يقول علماء النفس: إن الرجل الذي ينهمك بهوايا فرعية أكثر من انهماكه بعمله الأساسي فتلك علامة دالة على ان عمله الأساسي لا يشبع الجوانب الفنية والذوقية في نفسه. ومن هنا فإن المرأة التي ترى زوجها في مثل هذا الوضع يجب ان تدرك بأن حرمان زوجها من هوايته يعد بمثابة انتكاسة كبرى له. لهذا يجب ان لا تتصور بأن فسح المجال أمامه لممارسة هوايته الفرعية يعتبر تخليا عنه، وإنما يعتبر عملها هذا بمثابة مساعدة نفسية له للترويح عن نفسه.
تؤكد تعاليم الإسلام على جلوس أفراد الأسرة على مائدة الطعام سوية ولا شك في أن تناول الطعام سوية يساهم في تقوية البناء النفسي للأفراد؛ وذلك لأن الكلمات العائلية التي تبعث البهجة في النفوس تؤدي الى تقوية آلية الهضم في الجسم، بل وحتى الى فهم البيئة المحيطة على نحو أفضل. وبالنتيجة فإن سلامة البدن يمكن ان تساهم في سلامة البيئة الاجتماعية.
تسود في بداية الزواج عادة علاقة حميمة وترابط وثيق بين الرجل والمرأة، بحيث تكثر الحموات في مثل هذه الحالات بالإلحاح على الزوج بالإكثار من شراء الوسائل والمستلزمات من أجل سد النواقص والتعويض عن نقاط الضعف. ولكن سريعا ما تتكشف الأمور وتخرج الحقائق من تحت الأقنعة وتطفو اختلافات الزوجين الى السطح، فتؤدي تلقائيا الى صياغة الطفل الأول صياغة تختلف عن سائر الأولاد.
وعلى المرأة ان تدرك بأنه كلما طال المكوث تحت قناع التستر كان ذلك أشد خيانة ونكاية للعلاقة الزوجية؛ لأن رد الفعل يكون أشد وأعنف كلما ازدادت الفترة الزمنية الفاصلة بين وقوع الاختلافات؛ وذلك لأن الرجل يشعر وكأنه لم يفهم الأمور طوال هذه الفترة المديدة.
يجب ان يدير الشخص محل عمله على أفضل نحو ممكن. وليس هناك من عمل للمرأة أفضل وأشرف وأكثر قيمة من ترتيب محل عملها وهو بيتها. فالرجل عليه ان يسعى لتوفير حاجات ومستلزمات زوجته وأولاده، وعلى المرأة أن لا تعتبر أي أمر آخر أكثر أهمية من تربية الأولاد تربية صحيحة. وانطلاقا من هذه الرؤية التي تقدس عمل المرأة في البيت، تكون لربة البيت قيمة أكثر من سائر النساء. وقد كشفت الإحصائيات التي أجريت في هذا المجال بأن أغلب النساء؛ سواء كن من ربات البيوت ام من صاحبات المشاغل، عندما يسألن في سن التقاعد عن العمل الذي سيمارسنه فيما لو عدن الى سن الشباب وتزوجن من جديد، فكان جواب أغلبهن بأنهن يفضلن عمل ربة البيت؛ لأنهن وجدن حصيلة العمل الوظيفي عبارة عن مرتبات في مقابل ما لرؤسائهن عليهن من حق، وحصيلة الخدمة في البيت هم الأولاد بل وكل الحياة وما تريده منها من حقوق.
عندما يسألني بعض الناس عن الكيفية التي يفهمون بها في أية مرحلة من الإيمان هم؟ أقول لهم: خذوا القرآن الكريم وانظروا في آياته واصحوا ما تعملون به منها وما لا تعملون به، وعند ذلك تفهمون في أية مرحلة من الإيمان انتم. وإذا أرادت الزوجة ان تعلم في أية مرحلة من مراحل الزوجية هي، أقول لها: خذي ورقة وقلما واكتبي: عندما يخرج زوجي الى العمل صباحا او عصرا يخرج مسرورا – عندما يعود الى البيت يرتاح ويستعيد قواه – لا يتجرأ أحد عليه في البيت ولا يصرخ فيه والكل يحترمونه، وحتى الأطفال يضعون أنفسهم تحت أمره بسبب كثرة ما رددته الأم في آذانهم عن جهود الأب وما يتحمله من مشاق. ويكفي تعيين درجة لهذه المطالب الثلاثة من أجل تحديد مدى نجاح الحياة الزوجية. وإذا كان المرء يحتاج الى مراجعة ألف وخمسمائة آية من القرآن الكريم (ولا أدري عدده بالضبط ، وإنما قلت هذا الرقم من باب المثال فقط) لمعرفة درجة إيمانه، فإن هذه المطالب الثلاثة وحدها كفيلة بتعيين مدى نجاح الحياة الزوجية.
لدي عيادة صغيرة توجد فيها عدة كراسي بسيطة وطاولة عادية شبيهة بالطاولات المستخدمة في المعسكرات، وهذه البساطة تشجع المريض المراجع على دفع أجور فحص أقل، أو عدم دفع أية أجور. فأنا أحب أن يراجعني الأشخاص الذين لا يستطيعون مراجعة الآخرين لإزالة الألم عن أجسامهم بسبب عدم حيازتهم على الورقة المسماة بالعملة النقدية. والمرضى الذي يراجعون عيادات فخمة وفيها أثاث راق يخجلون من دفع مبلغ فحص قليل، ولعل بعض الأطباء إذا طلب منهم تخفيض ثمن الفحص الطبي يقولون إن الطبيب يجب ان يأخذ من حقه على قدر علمه. (في حين ان عيادتي تعج بالمراجعين طوال الوقت). أما في ما يخص شؤون البيت فيجب الالتفات الى مطلب آخر إضافة الى بساط وسائل الدار، وهو النظم والترتيب. فإذا كانت جريدة الأب ملقاة في وسط الغرفة، او سرواله ملقيا على درج الثياب ففي ذلك دلالة على فوضى المرأة أيضا؛ وذلك لأن الغرفة إذا كانت مرتبة ومنظمة ونظيفة فإنها تدفع الى رفع الجريدة من وسط الغرفة ووضعها في مكانها الصحيح حتى لو ألقاها أحد غيره.
ومن أعمالي الأخرى في هذا المجال، هو لصق لوحة على الحائط ، ووضع ورقة تحت زجاجة طاولتي؛ الأولى مكتوب عليها: اقتصد في لحظات العمر التي تذهب هدرا، والثانية كتبت عليها الآية الشريفة: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}[الشرح: 7] ،ويعود سبب ذلك الى كثرة مشاغلي، وهذا أمر يعرف جميع الأصدقاء والمعارف وينصحونني على الدوام بأن أكف عن هذا الوضع في العمل. والمرأة أيضا إن شاءت معرفة مقدار ما تبذله من وقتها للعلاقة الزوجية فلتأخذ ورقة وقلما وتدون اليوم او الأيام التي تتصور بأنها كانت فيها ملاكا، لتدرك بأن النتيجة جاءت مذهلة، ثم تقرر في ضوء ذلك ان تكون زوجة أمثل.
ويمكن أيضا أتباع طريقة أخرى في الحساب، واستشعار الخجل من بعد رؤية المعادلات والمعايير المستخلصة منها، وتلك الطريقة هي عبارة عن احتساب الأوقات التي لم تكن فيها مداراة الزوج إلهية، او لم تكن حتى إنسانية. ويتمثل انعدام الصبغة الإلهية في عدم سير الحياة الزوجية في ضوء التعاليم الدينية والعلمية، أما افتقادها للصيغة الإنسانية فيتمثل في عدم مراعاة أدنئ ما يجب مراعاته من الأحاسيس والمشاعر.
إذا كان تبعل الزوجة لزوجها صبغة إلهية يتمخض عنه ما لخصه القرآن بمعنى المودة والرحمة. أجل إن الأسرة التي تسود بين أعضائها روابط ودية ومحبة خالصة تكون العلاقات الزوجية فيها ذات طابع إلهي، وهذه هي الصفات الإيجابية فيها وهي تتضمن في الوقت ذاته نفي الصفات السلبية مثل: {وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا}[مريم: 32] ،{وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا} [مريم: 14]. وتشير الأولى منهما الى النبي عيسى (عليه السلام)، والثاني الى النبي يحيى (عليه السلام). فبما ان العلاقة بين النبي زكريا وزوجته كانت مبنية على الحسنى والمحبة فقد ولد لهما مولود كان برا بوالديه، ولم يكن عصيا؛ أي أنه لم يأت كنتيجة لأسلوب سيادة الأب، ولم يكن جبارا؛ أي لم يأتي كنتيجة لأسلوب سيادة الأم. وبما ان النبي عيسى لم يكن له أب، فقد كانت المسألة المطروحة بشأنه هي مسألة الأم.
ورد في الحديث الشريف: (إن الله يغضب من الرجل والمرأة، لا يرفق أحدهما بالآخر)(2). وعدم الرفق يعني العنف؛ فإذا كان العنف من قبل الأب فهذه الطريقة هي طريقة سيادة الأب، وينجم عنها حب الأبن لرجل آخر بدلا من محبة الأب القاسي، وهذا يعني في الواقع شذوذ الابن جنسيا. أما في حالة تسلط الأم، فالنتيجة هي ظهور شبان مصابين بانفصام الشخصية سواء من البنين ام من البنات.
___________
1ـ مستدرك وسائل الشيعة (طبعة آل البيت) ج13، ص299،ح3588.
2ـ مكارم الأخلاق، ص264.