1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : مشاكل و حلول :

غضب أعضاء الأسرة

المؤلف:  د. رضا باك نجاد

المصدر:  الواجبات الزوجية للمرأة في الاسلام

الجزء والصفحة:  ص76ـ85

9-11-2017

2680

يجب على المرأة ان تكثر من تمريض الرجل والعناية به عند مرضه. وإذا غادر البيت الى محل عمله وهو متألم او محموم يجب عليها ان تتصل به هاتفيا للاستفسار عن صحته. وإذا لزم الفراش في البيت ينبغي ان تقول له بين الحين والآخر هل تحسن وضعك إن شاء الله، وعليها ان تحرص على تقديم الطعام له وإعطائه دواءه. وإذا أعربت له عن استعدادها لتقديم مهرها لمعالجته او مداواته، يكون لكلامها وقع شديد التأثير في تحسن صحته.

الآية الشريفة: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء: 34] ، والحديث النبوي الشريف: (إن من خير نسائكم التي تسمع قول زوجها وتطيع أمره)(1) ,غيرهما من الآيات والروايات الأخرى تدل على ان الأسرة يجب ان تخضع لإشراف الأب من أجل تقسيم الواجبات والحقوق فيها وتسيير سائر شؤونها. إلا أن ذلك لا يحرم المرأة من حق القيادة أيضا؛ لأن  يتولى عملية الإشراف، والزوجة تكون هي سيدة البيت. فقد جاءت امرأة الى رسول الله (صلى الله عليه واله) فقالت: يا رسول الله ما حق الزوج على المرأة؟ فقال لها: (تطيعه ولا تعصيه ...)(2).

وقال (صلى الله عليه واله) أيضا: (شر نسائكم الهنفصة العنفصة)(3). وروي عنه (صلى الله عليه واله) أنه قال: (ألا أخبركم بشر نسائكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال إن من شر نسائكم العقيمة الحقودة...)(4).

ومعنى هذا ان الرجل إذا تدخل في الأعمال الخاصة بربة البيت، يجب على المرأة ان تتظاهر بالانصياع لرأيه، او أن تبين له بأدب بأن الأمر كما تقول هي.

يتّبع قسم من النساء أساليب مختلفة للانتقام من الزوج وإيذائه كأن تغضب مثلا او تمتنع عن تناول الطعام وتكثر من التذمر والدمدمة. وإذا لقيت زوجها في السوق او في الشارع تعرض عنه كأن تشيح بوجهها الى دكان او الى جدار الى ان يمر. وهذه السلوكية شبيه بالمواد المخدرة التي يزداد المرء تعطشا لها كلما أكثر من تعاطيها؛ فيتحول التذمر الى عادة من العادات اليومية في الحياة، ويجلب على الأسرة أضرار قاتلة لا يقتصر تأثيرها على الأب والأم فقط ؛ بل يمتد الى الاولاد ويدعوهم الى الفرار من هذه الأجواء المقيتة، والوقوع في فخ من فخاخ الشر والضياع، أو أن ينحاز بعضهم الى جانب أحد الأبوين ويدخل في صراع مع من يلتزم جانب الحياد من إخوانه، او يناهض من ينحاز منهم الى أحد آخر من الأبوين، ليبقوا مختلفين مع بعضهم الى آخر العمر.

والضرر الآخر الذي ينجم عن ظاهرة كثرة التذمر في البيت هو عزوف الأولاد عن الزواج بنينا كانوا ام بنات؛ لا البنت ترى أمها مظلومة وأباها ظالما، او بالعكس، وكذلك الابن يتصور أمه ظالمة وأباه مظلوما، او بالعكس.

إذا من جملة الأمور الخطيرة في حياة الأسرة هي ظاهرة التذمر والتشكي والاستياء، حيث يجب ان تقتلع منذ المرّة الاولى بِسلاح الإيمان. فالمرأة عندما تغضب تذهب الى دار أبيها، او يغضب الرجل فيتجه نحو بيت أمه، مما يترتب على ذلك وقوع صراعات لا يخمد أوارها بين الأسرتين اللتين تجير إحداهما المُعتدي، فيما تُجير الأخرى المعتدى عليه.

إن الغضب والتذمر يورثان أضرار فظيعة قد يكتسبها الفتيان والفتيات الذين يتربّون في هذا

البيت الذي يعتبر بمثابة مدرسة لهم، وينقلونها بعد زوجهم إلى أسر قد لا تعرف للغضب والتذمر معنى. أما إذا صادف وان نقل أحد الفتيان او الفتيات هذه العادة الى أسرة تجيد هذا العمل فهناك يقع البلاء الأكبر الذي وصفه أهل البيت (عليهم السلام) بأنه الداء الذي لا يكون منه الجار ولا الأسرتين في راحة. او لنقل بعبارة أخرى أنه الداء الذي يسوء الأصدقاء ويسر الأعداء.

يجب على الزوج والزوجة ان يعرضا ما لديهما من استياء وتذمر حيال بعضهما الآخر، على انفراد وبأسلوب مؤدب، كأن يقول أحدهما للآخر: لماذ قصّرتَ في حقي وفعلت معي كذا وكذا؟ ومن المؤكد ان كل من يتجنب أهواءه النفسية في سبيل الله ينال درجة عالية من القرب الإلهي. فقد قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (أيَّما مسلمين تاهجرا، فمكثا ثلاثا لا يصطلحان؛ إلا كانا خارجين عن الإسلام، ولم يكن بينهما ولاية، فأيّهما سبق الى كلام أخيه كان السابق الى الجنة يوم الحساب)(5).

وروي عنه أيضا أنه (صلى الله عليه واله) قال: (من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله مثل ثواب آسية بنت مزاحم)(6).

من الطبيعي ان الرجل الذي يتعامل يومياً مع مئات النماذج من الزبائن والمدراء والمسؤولين والعاملين، ويواجه في اليوم الواحد صنوفا من التشجيع والتوبيخ والمساومات، ويأتي الى البيت بأعصاب مرهقة، يأمل أن يتفهم أعضاء الأسرة غضبه وحالته النفسية، ويعطونه الحق فيما لو زعق او صرخ على اعتبار أنه متعب ومرهق. وبمجرد ان يلاحظ بأن أعضاء أسرته متفهمون لحالته ويتجنبون الرد عليه حتى يبادر الى الاعتذار منهم، ويزداد على أثر ذلك حبه لهم. وإلا فإن الرجل الذي يأتي الى بيته متعبا وغاضبا إذا صاح وردت عليه زوجته بصيحة أعلى، ويرد عليها الجواب، فترد هي عليه بصرخة أعلى، فإن الأمر ينتهي بهما الى ما لا يحمد عقباه. وعلى الرجل والمرأة ان يدركا بأن هناك حالات تطرأ عرضا، ويمكن لكل واحد منهما استغلالها للتقرب نحو الآخر. وإحدى تلك الحالات هي هذه الحالة الي نتحدث عنها. وقد قال رسول الله (صلى الله عليه واله) (خير نسائكم التي إن غضب زوجها تقول له: يدي في يدك لا أكتحل عيني بغمض حتى ترضى عنّي)(7).

إن البيوت لا تقاس بكمية ما فيها من الأشياء، وإنما ينظر الى كيفيتها. فلو كان زر واحد من أزرار ثياب الرجل او المرأة حرام لا يمكنهم الصلاة بذلك الثوب، ويُسألان عن ذلك الزر يوم القيامة. وإذا كان عليهما دين ولديهما بيت، يمكنهما الاحتفاظ بالبيت الذي يتناسب مع شأنهما، ودفع الدين عن طريق آخر. ولا يمكن لأحد دخول بيت آخر إلا بعد الإذن من الشخص الذي يعينه الشرع. وإنما تعرفه أهمية البيت عندما يأوي إليه الرجل وهو متعب ومرهق الأعصاب، إذ يبدو البيت في نظره حينذاك وكأنه قرص مهدئ للأعصاب. ولكن ما أتعس الرجل الذي لا يرى البهجة خارج البيت ولا في داخل البيت. فمثل هذا الشخص يتراءى له في الساعة الأخيرة من عمله عندما يتذكر البيت وكأنه مستجيرٌ من الرمضاء بالنار. ولهذا تراه يحاول الفرار على الدوام ليعثر على ركن هادئ يأوي إليه. وإذا طال به البحث قد يجد نفسه مضطرا للإيواء الى بيت امرأة أخرى يجد عندها السكينة لبعض الوقت. فالبيت بالنسبة للرجل بمثابة الأم بالنسبة للطفل. فإذا كانت الأم تلاطف طفلها فهو يتجه إليها ويرتمي في حجرها، وإذا كانت تضربه فهو يأتي صوبها ويرتمي في حجرها أيضا. والرجل أيضا عندما يمل التجوال والنزهة يحن الى البيت، وكذلك إذا تعب من العمل ومن معترك الحياة فلا بد له من التوجه نحو البيت، ولكن البيت الذي يرغب الرجل في الفرار منه يكون حكمه كحكم زوجة الأب بالنسبة للطفل، وليس كحكم الأم.

مَن يريد الوقوف على أهمية البيت عليه بقراءة القرآن. أليس العلم عبارة عن مجموعة من المعلومات والمعارف التي تنبثق عنها اشياء يمكن إدراكها بواحدة من الحواس؟ وأليس باب العلم وموضع الدخول الى مدينة العلم على جانب كبير من الأهمية؟ وهل المجتمع الإنساني قليل الأهمية، أم أن الإنسان ليس على درجة بالغة من العظمة؟ وهنا يؤكد القرآن على أن إصلاح المجتمع ينطلق من تلك النقطة المسماة بالفرد، ويرى ان باب الدخول الى مدينة العلم تلك يبدأ من البيت، ويؤكد ان الإصلاح يجب ان يبدأ منها، وذلك في قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ...}[التحريم:6]. معتبرا البيت والأسرة بابا للمجتمع ومدخلا يمكن الولوج منه لممارسة عملية الإصلاح.

إذا فالبيت على جانب كبير من الأهمية، وتحتل إدارته مركز الأهمية فيه. وهذا يعني ان ربة البيت تفوق في أهميت المرأة التي تعمل على الآلة الكاتبة في الدوائر الحكومية.

من دواعي السعادة ان النساء المتعلمات اللواتي يمارسن عملهن كربات بيوت يدركن معنى كلامي أكثر من غيرهن، وأنا أشعر بالعجز عن وصف مناقبهن؛ لأن الإنسان كلما اتسعت دائرة معلوماته، ازداد ثقل مسؤولياته. والمرأة المتعلمة الفاهمة الملتزمة تدرك جيدا ان البيت – حتى وإن كان بسيطا وقليل الأثاث، وكان مرتبا ومنظما ونظيفا ومليئا بالحيوية – يفوق في حسنه دار الثري المليئة بالأثاث فيما لو كانت الأشياء فيه مبعثرة وغير منسقة على ما يرام.

المرأة التي تعمل كسكرتيرة للمدير العام، او كوزيرة، لا تجيد سوى التوقيع على الورق، او أنها تتقن التظاهر ببُعدٍ واحد فقط من أبعاد الحياة. اما الفتاة او الزوجة فيمكنها من خلال إدارة شؤون البيت الإبداع في فنون متعددة، ويتسنى لها ان تكون معلمة للتربية والأخلاق.

من المحتمل أيضا ان يكون عمل الرجل في البيت أيضا، كأن يكون كاتبا او شاعرا او رسّاماً، وهنا يجب على المرأة ان تنظر على عمل زوجها بعين التوقير والاحترام، وعليها ان تسعى لتوفير الأجواء الهادئة التي يتطلبها عمله. ومع ان عمل المرأة في إدارة شؤون البيت يقترن أحيانا بالضجيج والضوضاء مثل غسل الصحون وما شابه ذلك إلا أنها على كل حال يجب ان تراعي عمل زوجها. فإذا رن جرس الهاتف مثلا عليها ان تسارع الى رفع السماعة، فإذا كان زوجها مشغولا ولم تكن المكالمة الهاتفية فورية يمكنها ان تقول: الرجاء الاتصال بعد ساعة. وعليها ان تحث الأطفال على الهدوء. وخلاصة الكلام يجب عليها ان توفر الأجواء الكفيلة بتمشية عمل زوجها والحفاظ على مصلحته. وعليها ان لا تلمس كتبه وأوراقه، وإنما تقول له إن كان هناك كتاب يستحق القراءة ضعه على حدة ليتسنى لي القراءة إذا وفرت لي الفرصة.

لا ينبغي للمرأة سؤال بعلها عن الوجهة التي يريد الذهاب إليها اليوم، ولكن بإمكانها ان تسأله عما يحب ان يتناوله من الطعام. أما بالنسبة الى المكان الذي يذهب إليه فبإمكان المرأة أن تقول له مسبقا: لو أحببت أن تخبرنا بالموضع الذي تريد الذهاب إليه اليوم حتى يمكننا معرفة مكانك فيما لو حدث طارئ – لا سمح الله – كأن تحترق يد الطفل مثلا او يلسع أحدنا زنبور نحل، او  لكي نستطيع الاتصال بك هاتفيا او إعطاء عنوان لمن يكون له معك عمل عاجل. وإذا لم يعلن  عن الوجهة التي يذهب إليها وتأخر عن المجيء ليلتين او ثلاث، فلا داعي للتدقيق والاستفسار. وإذا تكرر هذا العمل أكثر من مرة واحدة يجب عندئذ تقصي حقيقة الأمر بشكل لا يثير استياء الرجل؛ كأن تقول له مثلا منذ ثلاث ليال وأنا في قلق مخافة ان يكون قد وقع لك مكروه. فإذا تجاهلها الرجل ولم يصرح لها بالحقيقة يمكنها ان تطلع أباها أو أخاها على الأمر، وتخبرهم إن كان زوجها يبقى في محل عمله او يؤدي عملا إضافيا، فليتركوه وشأنه من غير أن يشعر بمراقبتهم له. أما إذا كان يرتاد أماكن بيع الخمور أو الملاهي أو أماكن لعب القمار، فهنا يجب ان تتنحى المرأة جانبا ولا تتدخل وتترك الأمر للأصدقاء ووجهاء الحارة والعقلاء الموثوقين من أجل استطلاع حقيقة الأمر وإرشاده الى سبيل الصواب. أما إذا دعا الرجل أصدقاءه الى مجالس الخمر وتعاطي المخدرات في بيته – وهي أمور تحرم المشاركة فيها والمساعدة عليها – فيمكن للمرأة أن تقول له بأدب ولين، إن هذا العمل حرام والمساعدة عليه حرام أيضا وأنا لا أستطيع أن أقدم لك أي عون مخافة عذاب الله. ولكن إذا كان الرجل يعقد في بيته مجالس دينية وعلمية؛ فعلى المرأة أن تشجعه على ذلك وتساعده على استضافة المشاركين فيها.

على المرأة ان تلتفت الى ظاهرة مهمة في الحياة الزوجية وهي: مجئ او عدم مجئ زوجها الى البيت، ويجب عليها ان تلتفت الى السبب او الأسباب التي تدفع زوجها للتهرب من البيت والأطفال – إن كان ممن يكثرون التغيب عن البيت – وعليها ان تدرك بأن هناك ثلاث عوامل مؤثرة في هذا المجال، وهي: وضع البيت، ووضع المرأة، ووضع الرجل. والعاملان الأوّلان بيد المرأة وتحت اختيارها.

على المرأة ان تكون على الدوام نظيفة ومرتبة ومتزينة، وأن تبتعد عن الاستياء والغضب والتمرد، وأن تعتني بثيابها وثياب أطفالها وتهتم بإعداد الطعام، وأن يكون بيتها نظيفا ومرتبا. فقد قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (إن الإسلام بُني على النظافة)(8). وقال أيضا : (الإسلام نظيف فتنظفوا فإنه لا يدخل الجنة إلا نظيف)(9). وجاء في القرآن الكريم : {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222].

أكنسي البيت كل يوم وامسحي الغبار والتراب، وإذا اتسخ مكان سارعي الى تنظيفه ولا تتركي النفاية ملقاة في أحد أركان البيت، ولا تلقي فضلات الطعام هنا وهناك. ولا تضعي الأطعمة قرب المغاسل وخاصة إذا كانت المغاسل مجاورة للمرافق الصحية او في غرفة مجاورة لها؛ لأن كل موضع قذر يصبح بؤرة مناسبة لنمو المكروبات والجراثيم، وموضعا مناسبا لتجمع الذباب والبعوض وما شاكل ذلك. لأن هذه الحشرات تدخل المرافق الصحية وترتاد الأماكن القذرة وتنقل ما فيها من الجراثيم الى مختلف الأماكن. ولا يفوتك تنظيف الغرف من الأتربة وخيوط العنكبوت. وهذه الأمور كلها من جملة الإرشادات الدينية.

أجمعي القمامة في أكياس مغلقة، ولا تلقيها في الزقاق وفي الشارع فهناك أيضا يجتمع عليه الذباب الذي لا بد وأن يدخل الى دارك بعضه وينقل إليه الجراثيم. فغرفتك بمثابة بيتك، وباحة الدار بمثابة الزقاق، وشارعكم هو بمثابة المدينة بالنسبة لكم. ونظافة هذه الأماكن لها تأثير في سلامتكم. عليكِ ان تغسلي لفافات الطفل جيدا او تستعملي اللفافات الجاهزة وارميها بعد استبدالها في أكياس مغلقة. وإذا اتسخ جانب من البيت بالدهن او الزيت اغسليه فورا بالماء. واغسلي الأواني بعد الانتهاء من تناول الطعام مباشرة. وذلك لأن الأواني القذرة إذا تراكمت فوق بعضها تنمو فيها المكروبات وتسبب لكم أضرار كثيرة. ولا تغسليها بالماء الراكد، وإذا غسلتها بالماء الراكد فلا بد ان تغسليها في المرة الأخيرة بالماء الجاري. ولا تتركي شيئا من الفضلات قرب الثلاجة او قرب المطبخ. ويجب ان يكون ظرف القمامة بعيدا عن تلك الأماكن. ولا بد ان تكون ثيابك وثياب الأطفال نظيفة وصحية. نظفي كل ما يؤكل وضعيه في الثلاجة نظيفا مغسولا. فالفواكه ترش عليها السموم عادة عندما تكون في الأشجار، فلا بد من أن تغسل... جميع الموضوعات المتعلقة بغسل اليدين قبل تناول الطعام، إضافة الى السواك والوضوء وتقليم الأظافر. فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال : (بئس العبد الوسخ الشعث)(10).

 عليك بترتيب أثاث البيت ووسائله لأن ذلك مما يسهل مهمة إدارة شؤن البيت واجتنبي شراء التحف والكماليات لأن أثمانها عبارة عن أموال محبوسة يجب ان توضع تحت تصرف العمال والفلاحين وتدور ضمن عجلة الاقتصاد. ويجب ان تكون جميع الظروف والمستلزمات التي يحتاجها أفراد الأسرة دائما في متناول اليد، وتوضع بقية الأشياء حسب ضرورتها. ويجب ان يكون للملعقة والشوكة والسكين موضعا منفردا. أن يكون موضع الثياب مرتبا ونظيفا، ويكون لكل شخص مكان مخصص لثيابه. وإذا لم يكن هناك سرير للنوم، لا توجد ثمة مشكلة، وإذا كان هناك سرير يجب ان لا يكون نابضياً لان السرير النابضي يسبب آلاما في الفقرات، بل يجب ان يكون صلبا. أما الأوراق والنقود فيجب ان تحفظ في مكان حصين. ومن الأفضل ان يكون في الغرفة أقل ما يمكن من الرفوف لأنها تكون عادة موضعا لتجمع الجراثيم والمكروبات والتراب والغبار.

وهناك أشياء يجب ان تحفظ في أماكن باردة بعيدا عن النار وعن متناول أيدي الأطفال كالنفط والبنزين.

____________

1ـ البحار، ج103، ص235.

2ـ المصدر السابق ، ص248.

3ـ مستدرك الوسائل ، ج2، ص532.

4ـ الشافي ، ج2، ص129.

5ـ البحار ،ج75، ص186.

6ـ البحار ،ج103، ص247.

7ـ البحار ،ج103، ص239.

8ـ المحجة البيضاء ،ج1، ص166.

9ـ مجمع الزوائد ،ص132.

10ـ الشافعي ، ج1، ص208.