الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الكان وكان
المؤلف:
ناظم رشيد
المصدر:
في أدب العصور المتأخرة
الجزء والصفحة:
ص62-64
9-9-2016
671
ظهر هذا الفن في القرن الخامس للهجرة، وشاع بعد ذلك. ونسب فضل اختراعه الى البغداديين، وقد سموه بهذا الاسم، لأنهم يقولون في حكاياتهم الخرافية (كان وكان) للدلالة على أنها روايات لا أصل لها ولا سند (1).
والكان وكان من الشعر الملحون (2)، ينظم بأربعة أقفال مختلفة، ويكون القفل الأخير منه – أي الرابع – مردوفاً بحرف علة، وتسمى الأقفال الأربعة بيتاً، ويمكن للشاعر نظم عدة أبيات على قافية القفل الرابع، ولهذا الفن وزن واحد هو:
مستفعلن فاعلاتن مستفعلن مستفعلن
مستفعلن فاعلاتن مستفعلن فعلان
وتكثر في الكان وكان المواعظ والزهد والحكم والأمثال، قال صفي الدين الحلي (3): (واتسع طريق النظم فيه، وظهر لهم مثل الشيخ العلامة قدوة الأفاضل جمال الدين بن الجوزي والشيخ الأفضل الأكمل شمس الدين ابن الكوفي الواعظ رحمهم الله تعالى، فنظموا فيه المواعظ والرقائق والزهديات والأمثال والحكم). وقال شمس الدين الكوفي (ت 675هـ) مخاطباً الغافلين عن عبادة الله (4):
إلى من غفل وتوانى الركب فاتك صحبته
وفي الدجى حدا بيهم الحادي وحث النوق
***
حث المطايا لعلك بمن تقدم تلحق
من لا يحث المطايا ما يبصر المعشوق
***
فناقتك تتضمخ من شدة السير بالدما
تصل الى مواطنها مضخمة بخلوق (5)
***
يا ذا مطلب قد بلغت الأرب، وقد زال التعب
إلف ألف فالناقه لها عليك حقوق
يا بدر تم تجلى وتيم الخلق منظره
جميع من في العالم الى لقاك مشوق
***
فبالنبي محمد وحق مولانا علي
ما تيم القلب إلا قوامك المشوق
وانتقل الكان وكان الى مصر، وسمي بالزكالش. قال لي بن ظافر الأزدي (6): (وأخبرني بعض أصحابنا المصريين أن بعض جلساء الصالح بن رزبك أنشد بمجلسه بيتاً من الأوزان يسميها المصريون الزكالش، ويسميها العراقيون (الكان وكان):
النار بين ضلوعي ونا غريق في دموعي
كني فتيلة قنديل أموت غريق وحريق
ومن أبرز الشعراء في نظم (الكان وكان) في القطر المصري: شرف الدين ابن أسد (ت 738هـ)، وبدر الدين الزيتوني (ت 910هـ). وابراهيم المعمار (ت 749هـ)، وله (7):
شكوت للحب دائي وما ألاقي من الهوى
وقلت: يا نور عيني قد شفني التبريح
***
قال: تدعي الحب تكذب مارا عليك دلائله
قلت: أكتمو في فؤادي فقال: هذا ريح
أما في الشام فلم يشع كثيراً. وقد أورد ابن شاكر الكتبي مقاطع منه للشاعر علي بن الحسن بن منصور الحريري (ت 645هـ) وهي في غاية الفحش والبذاءة (8).
ــــــــــــــــــــــــــ
(1)ينظر (العطل الحالي والمرخص الغالي) ص148 – 170.
(2)ينظر وجه الشبه بين الكان وكان وفن آخر شاع آنذاك يعرف بالسلسلة (الفلك المحملة بأصداف بحر السلسلة) للدكتور كامل مصطفى الشيبي ص33 – 35.
(3)العاطل الحالي والمرخص الغاني ص147.
(4)الكشكول للعاملي 1: 115.
(5)الخلوق: نوع من الطيب.
(6)بدائع البدائة ص 249.
(7)الفنون الشعرية غير المعربة، الكان وكان و القوما ص35.
(8)ينظر فوات الوفيات 3: 8.
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
