الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
البند
المؤلف:
ناظم رشيد
المصدر:
في أدب العصور المتأخرة
الجزء والصفحة:
.....
9-9-2016
680
فن أدبي نشأ في العراق في أوائل القرن الحادي عشر للهجرة، ثم شاع في منطقة الخليج العربي طيلة ثلاثة قرون (1).
ويكتب البند على هيأة النثر، ووزنه (مفاعيلن) مكررة تباعاً حتى آخره، وكفها حسن (2)، وهذه التفعيلة هي المحور الأساس لا الشطر، ويجوز في أول التفعيلة الخرم أو الحزم (3) ويغلب في آخر جزء منه الحذف (مفاعلي).
والبند له شبه بالشعر الحر من حيث إقامة الوزن على (التفعيلة) دون الاشطر. ويبدو أن البند لم يكتب دائماً بأشطر متباينة، فهناك بنود ذات الأشطر. ويبدو أن البند لم يكتب دائماً بأشطر متباينة، فهناك بنود ذات أشطر متساوية في الطول كالشعر العمودي من نحو ما نجد في بعض بنود الشيخ حسين العشاري (ت 1200م).
وقد اشتهر الكثيرون في نظم البند (4)، أمثال: شهاب الدين بن معتوق الموسوي (1087هـ) وعبد الرؤوف بن الحسين الحسني الجد حفصي (ت 1113هـ) ومحمد بن أحمد الزيني (ت 1216هـ) ومحمد بن اسماعيل الملقب بابن الخلفة (ت 1247هـ) وعبد الغفار الأخرس بن عبد الواحد (ت 1290هـ) والشيخ أحمد بن درويش علي البغدادي الحائري (ت 1329هـ).
وقد درج العراقيون على انشاد البنود على إحدى طريقتين، فإما أنهم يقرأونها معربين أواخر كلماتها، ويغلب هذا في أحوال التلاوة السريعة، وإما أنهم يقفون اختياراً في مواضع القوافي حيثما يمكن الوقف، فيكسبون البند ظرفاً ورشاقة وموسيقى قد لا تجدها في سواه من المنظوم الخارج على عمود الشعر من الموشح وما يجري مجراه، وهذه هي الطريقة الشائعة في الانشاد (5).
قال عبد الغفار الأخرس يمدح السيد سلمان بن السيد علي القادري الكيلاني المتوفى سنة 1315 للهجرة (6):
(محب ذائب الدمع، رماه البين بالصدع، بكى من حرقة الوجد، على من حفظ العهد. وخشف ناعم الخد، مليح عبل (7) الردف، صبيح لين الوطف. أدار الكأس والطاس، وحاكى الورد والآس. لعمري منه خداً وعذاراً، ولقد طالت عليه حسراتي بعدما كانت قصارا، فهل يرجع ما فات، وهيهات وهيهات فلو تنظر أشياء نظرناها، بأيام قضيناها بحيث ابتسم الزهر، وقد بلله القطر، فسلك اللؤلؤ الرطب يجيد الغصن مثبوت، وطرف النرجس الغض بخد الورد مبهوت. وللأوراق تصفيف، وللورقاء تصويت، ووشي الحسن في الآفاق محمر ومثبوت، وسيف البرق مشهور، وقلب النهر مذعور، وشمل الأرض بالأزهار مجموع ومنثور. فهاتيك الأزاهير، كأمثال الدنانير. ألا أيها الساقي، لقد هيجت أشواقي. فيا روحي ويا راحي، ويا علة أفراحي، ويا جسمي ومصباحي، ويا حقاً من العاج، سباني طرفك الساجي، وقد أورثني حبك من طرفك سقماً وانكسارا، وقد أجج من وجدي سنا نور محياك – وايم الله – نارا.
أدرها مُرَّة تحل، فقد لذا بها الوصل، فلا وعد ولا مطل، على ألحان سنطور رخيم البم والزير، فإن الزير والبم، يزيل الهم والغم، وجد لي من ثناياك، على روض محياك فإني بك مغرور، ومن نهديك معذور. لقد طاب لنا الوقت، وقد أسعدنا البخت، وغاب العاذل اللاحي، فاتحفني بأقداحي، وقل لي هو من ثغري أفاويق من الخمر، حكت ذوباً من التبر، وسالت من لجين الكاس إذا ذاك نضارا، بنت كرم لبست من حبب المزج سواراً، وتحلت بحلى من سناها لن يعارا، وأذبناها عقيقاً، واتخذناها خلوقا. أشبهت من وضح الصبح ضياءً وبهاء، وصفت حتى حكت لسلمان صفاء).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)ينظر البند في الأدب العربي – تاريخه ونصوصه لعبد الكريم الدجيل، مطبعة المعارف، بغداد 1959، وميزان البند للدكتور جميل الملائكة، مطبعة العاني، بغداد 1965، والبند في الأدب العربي لعبد الرزاق الهلالي، مجلة الأقلام، الجزء الثالث 1964، وعلم القافية للدكتور صفاء خلوصي، مطبعة المعارف، بغداد 1963.
(2)الكف: ذهاب نون مفاعلين، فتصبح مفاعيل.
(3)الخرم: حذف أول متحرك من الوتد المجموع بحيث أن (مفاعلين) تصبح (فاعيلن)، الحزم: زيادة في أول التفعيلة لا يعتد بها في التقطيع.
(4)ينظر ميزان البند ص 26 – 28.
(5)ميزان البند ص13.
(6)علم القافية للدكتور صفاء خلوصي ص 123.
(7)عبل: ممتلئ.
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
