الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
القوما
المؤلف:
ناظم رشيد
المصدر:
في أدب العصور المتأخرة
الجزء والصفحة:
ص65-67
9-9-2016
521
فن شعري ظهر في بغداد، وشاع في أواخر الدولة العباسية، ويعزى اختراعه الى أبي بكر محمد بن عبد الغني المعروف بابن نقطة (ت 629هـ)، وقيل اخترعه شخص آخر قبله لا يعرف اسمه، وقد اشار صفي الدين الحلي الى ذلك فقال (1): ومخترعوه البغاددة أيضاً في دولة الخلفاء من بني العباس – رضي الله عنهم- برسم السحور في شهر رمضان. واشتقاق اسمه من قول المغنين للتسحير في آخر كل بيت منه بعد غناء الرمل أو غناء الزجل (قوما للسحور) ينبهون به رب المنزل، ويذكرون فيه مدحه، والدعاء له، وتقاضيه، بالإنعام، فأطلق عليه هذا الاسم، وصار علماً له، ثم لما شاع، وكثر فيه التصنيف نظموا فيه الغزل والزهرى والعتاب وسائر الأنواع، كما قبله من الفنون الأخرى، وقيل إن أول من اخترعه منهم ابن نقطة برسم الخليفة الناصر – رحمه الله تعالى – والصحيح أنه مخترع من قبله، وكان الناصر يطرب له، وجعل لابن نقطة في كل سنة ما يفضل عنه من الأنعام، فلما توفي ابن نقطة، وكان له ولد صغير ماهر في نظم القوما والغناء والأزجال، والغناء بها، وأراد أن يعرف الخليفة بموت والده ليجريه على مفروضه، فتعذر ذلك عليه فصبر الى دخول شهر رمضان ثم أخذ اتباع والده من المسحرين، ووقف في أول ليلة من الشهر تحت الطيارة (2)، وغنى التوبة بصوت رقيق فأصغى الخليفة اليه، وطرب له،
يا سيد السادات
لك بالكرم عادات
أنا بنى ابن نقطة
وأبي – تعيش أنت – مات
فأعجب الخليفة منه هذا الاختصار، واستحضره، وخلع عليه ، وفرض له ضعفي ما كان لأبيه). وأورد ابن حجة الحموي هذا الخبر بلا تغيير ولا تعليق (3).
والقوما ينظم بأربعة أقفال، ثلاثة منها بقافية واحدة وروي واحد وهي الأول والثاني والرابع، والقفل الثالث أطولها وهو مهمل القافية ومجموع الأقفال الأربعة يسمى بيتاً. أما وزن القوما فهو: مستفعلن فعلان (أو فاعلان).
قال صفي الدين الحلي في الملك المؤيد اسماعيل بن علي بن محمود صاحب حماة المتوفى سنة 732 للهجرة (4):
لا زال سعدك جديد
دايم وجدك سعيد
ولا برحت مهنا
بكل صوم وعي
***
في الدهر أنت فريد
وفي صفاتك وحيد
فالخلق شعر منقح
وأنت بيت القصيد
***
لا زلت في تأييد
في الصوم والتعبيد
ولا برحت تهنا
في كل عام جديد
***
ظلك علينا مديد
ما فوق جودك فريد
وقد غمرك بفضلك
قريبنا والبعيد
***
لا زلت في كل عيد
تحظى بجد سعيد
عمرك طويل و قدرك
وافر وظلك مديد
***
ما زال برك يزيد
على أقل العبيد
وما برح جود كفك
منا كحبل الوريد
***
لا زال ظلك مديد
دايم وباسك شديد
ولا عد من سحورك
في صوم وفطر وعيد
بهذا الاسلوب السهل المأنوس مدح صفي الدين الحلي الملك المؤيد اسماعيل ابن علي المشهور بمكانته العلمية والأدبية، وهو صاحب كتاب تقويم البلدان وكتاب المختصر في أخبار البشر، وكان هذا المدح في شهر رمضان، وقد نعته بنعوت العظمة والجلالة. ووصفه بالجود والكرم، ودعا له بالعمر المديد والعيد السعيد في كل عام جديد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)العاطل الحالي والمرخص الغالي ص 173.
(2)الطيارة: تعرف الآن بـ (الطارمة).
(3)بلوغ الأمل في فن الزجل ص143.
(4)العاطل الحالي والمرخص الغالي ص177.
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
