1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المجتمع و قضاياه : آداب عامة :

حقوق الأرحام

المؤلف:  باقر شريف القرشي

المصدر:  الإسلام وحقوق الانسان

الجزء والصفحة:  ص149-154

19-1-2016

3505

اهتم الإسلام اهتماما بالغا في الارحام، فاكد على ضرورة الترابط والتلاحم بين أفرادها، كما ضمن للأسرة المترابطة زيادة العمر وتنمية الرزق ورضا الله تعالى، ونعرض الى ما جاء في الكتاب والسنة منه الحث على صلة الأرحام والتحذير من قطعها :

ـ في رحاب القرآن الكريم :

حذر القرآن الكريم من قطيعة الرحم واعتبرها جرماً كبيرا، واثما ساحقا، قال تعالى:{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 22، 23].

قرن تعالى قطيعة الرحم بالفساد في الأرض الذي هو من افحش المحرمات التي تستحق اقصى العقوبات.

قال الله تعالى:{الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}[البقرة: 27].

لقد قرن الله تعالى بين هذه الاصناف الثلاثة : وهم الذي ينقضون عهد الله والقاطعين لأرحامهم الذين أمر الله تعالى بصلتهم، والمفسدون في الأرض، فجعل عاقبة جميعهم الخسران، وهل هناك عاقبة للإنسان أسوء من عاقبة الخسران.

وقال الله تعالى:{وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ }[الرعد: 25].

إن الله تعالى قرن بين هذه الأصناف الثلاثة وكتب لهم الخزي واللعنة وسوء المصير.

ـ الأحاديث الشريفة :

وتظافرت الأخبار من النبي (صلى الله عليه واله) والأئمة الطاهرين من ابنائه في الحث على صلة الأرحام وهي طوائف :

الأولى : عرضت الى الثواب الجزيل لمن وصل رحمه، وهذه كوكبة منها :

1ـ قال رسول الله (صلى الله عليه واله):(أوصي الشاهد من امتي والغائب منهم ومن في اصلاب الرجال وارحام النساء الى يوم القيامة ان يصل الرحم، وان كان منه على مسيرة سنة، فان ذلك من الدين)(1).

2- قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (من ضمن لي واحدة ضمنت له أربعة : يصل رحمه فيحبه الله تعالى، ويوسع عليه رزقه، ويزيد في عمره، ويدخله الجنة التي وعده)(2).

وأي ربح مثل هذا الربح الذي يظفر به من يصل رحمه، واي نعمة تضارع هذه النعمة؟

3- قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (من سره ان يمد الله تعالى في عمره، وان يبسط في رزقه فليصل رحمه، فان الرحم لها لسان يوم القيامة تقول : يا رب، صل من وصلني واقطع من قطعني)(3).

4- أتى رجل الى رسول الله (صلى الله عليه واله) يشكو رحمه، قائلا : أهل بيتي ابوا الا توثباً علي وقطيعة لي وشتيمة، فارفضهم، فنهاه النبي عن ذلك وقال له :(يرفضكم الله جميعا).

(كيف أصنع؟).

(صل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، فانك اذا فعلت ذلك كان ذلك من الله تعالى عليهم ظهيرا)(4).

إن الإسلام بني على البر والإحسان ومقابلة المسيء باللطف والغفران، خصوصا الارحام، فان الحسد ينخر قلوب بعضهم على بعض اذا توفرت عنده نعمة. قال بعض الشعراء في أرحامه :

هاموا بإذلالي وهمت بعزها      فأنا بواد والعذول بواد

وقال شاعر آخر في أرحامه :

وان الذي بيني وبين بني ابي            وبين بني عمي لمختلف جدا

فان أكلوا لحمي وفرت لحومهم         وان هدموا مجدي بنيت لهم مجدا

وان ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم       وان هم هووا عني هويت لهم رشدا

لهم جل مالي ان تتابع لي غنى          وان قل مالي لم اكلفهم رفدا

حقا هذا هو الشرف والنبل وسمو الذات، وهذا ما يدعو اليه الإسلام من الإحسان والمعروف الى الارحام، وان قطع بعضهم أواصر الرحم فان من المؤكد ان ظلم القريب اشد مضاضة وألماً على النفس من ظلم البعيد. يقول المتنبي :

وظلم ذوي القربى اشد مضاضة       على النفس من وقع الحسام المهند

5- قال الإمام أبو جعفر (عليه السلام) : (صلة الارحام تزكي الأعمال، وتنمي الأموال، وتدفع البلوى، وتيسر الحساب، وتنسئ الاجل)(5).

6- قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (ما نعلم شيئا يزيد في العمر إلا صلة الرحم، حتى ان الرجل يكون اجله ثلاث سنين فيكون وصولا للرحم، فيزيد الله تعالى في عمره ثلاثين سنة فيجعلها ثلاثا وثلاثين سنة، ويكون اجله ثلاثا وثلاثين سنة فيكون قطاعا للرحم فينقصه الله ثلاثين سنة، ويجعل اجله ثلاث سنين)(6).

الى غير ذلك من الأحاديث الشريفة التي تحث المسلمين على صلة الرحم وتلاحم الأسر ليكون المسلمون يدا واحدة.

الطائفة الثانية من الأخبار وهي تحذر المسلمين من قطيعة الارحام، وتذكر الاضرار الهائلة التي تنجم عنها، وهذه بعضها :

1ـ قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (أربعة اسرع شيء عقوبة : رجل احسنت اليه فكافاك بالإحسان اساءة، ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك، ورجل عاهدته على أمر فوفيت له وغدر بك، ورجل وصل قرابته فقطعوه)(7).

إن هؤلاء الأصناف الأربعة قد بعدوا عن الله تعالى واستحل الشيطان عقولهم، فهم في غواية وضلال.

2- قال الإمام أبو جعفر (عليه السلام) : (في كتاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) : ثلاث خصال : لا يموت صاحبهن ابداً حتى يرى وبالهن : البغي، وقطيعة الرحم، واليمين الكاذبة يبارز الله تعالى بها)(8).

3- روى شعيب العقرقوفي، قال : دخل يعقوب المغربي على الإمام موسى (عليه السلام) فبادره الإمام قائلا : (يا يعقوب، قدمت امس ووقع بينك وبين أخيك نزاع حتى شتم بعضكم بعضا، وليس هذا ديني، ولا دين ابائي، ولا نأمر بهذا احدا من الناس، فاتق الله وحده لا شريك له، اما انكما ستفترقان بموت، اما ان اخاك يموت في سفره قبل ان يصل الى اهله، وستندم أنت على ما كان منك وذلك انكما تقاطعتما فبتر الله اعماركما).

ثم التفت يعقوب الى الإمام قائلا :

(جعلت فداك، متى يكون أجلي؟).

(اما ان اجلك قد حضر حتى وصلت عمتك بما وصلتها به فزيد في أجلك عشرون عاما).

وتحقق ما أخبر به الإمام، فقد توفي اخو يعقوب قبل ان يصل الى اهله ودفن في الطريق (9).

ان قطيعة الرحم تبتر العمر، وتمنع الرزق، وتسخط الله تعالى، وتدع الديار بلاقع.

___________________

2- بحار الأنوار : 71/98.

3- أصول الكافي : 2/156، الحديث 29.

4- بحار الأنوار : 71 / 66.

5- أصول الكافي : 2/152.

6- أصول الكافي : 2/151.

7- الخصال : 1/230.

8- أصول الكافي : 2/347، الحديث 4.

9- حياة الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) : 2/264.