العلاقة في داخل الأسرة للمتبنى
المؤلف:
الشيخ حسان محمود عبد الله
المصدر:
مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة:
ص257-258
13-1-2016
2592
من المساوئ التي تحصل في موضوع التبني موضوع تواجد الشخص المتبنى داخل الأسرة فهو إن كان ذكرا لا يحل للإناث سواء إخوته المفترضين أو أمه المتبنية أن ينكشفن عليه بعد بلوغه وبلوغهن , والعكس صحيح في حال كان المتبنى أنثى , وهذا الامر يمتد أيضا للأرحام خارج الأسرة كالأعمام والاخوال والأجداد وغيرهم من الأرحام الذين يجوز للذكور منهم الانكشاف على الإناث والمصافحة , بل والتقبيل . فمن خلال التبني نكون قد سمحنا بارتكاب محرمات شرعية بهذا الخصوص وهي مستمرة ما دام هذا الشخص موجود في داخل الأسرة .
بعض الناس الذين تجرؤوا على التبني كانوا عند قيامهم بذلك من غير المتدينين , وعاش الولد بينهم كأحد أفراد العائلة , وكان يعامل ابنتهم على أنها أخته يقبلها ويراها من دون حجاب ويجالسها كما يجالس كل شخص أخته , وهذه الأخت متدينة وأهلها غير متدينين , أو الولد المتبنى متدين ويعامل هذه العائلة على أساس أنها عائلته , ثم فجأة تبين له أنه لا يجوز له أن يراهُّن من دون حجاب ويقعد معهم كالإخوة . فما هو الموقف بعد أن علم بذلك ؟
فبعد أن بقي لفترة طويلة يقع بالحرام بسببهم وبعد أن أوقعوه بالمحذور الشرعي فيكف سيغير ما تعود عليه لعشرين سنة من عادات يمارسها واعتاد عليها ؟ لذلك كان لا بد من البداية أن يكون التعامل معه على أساس واقعي وذلك من خلال كفالته ورعايته مع ابقاء نسبه واصله وفصله واضحا لديه لا من خلال التبني الكامل , فهو في هذه الحالة لن يصاب بأية صدمة لاحقا فهو يعرف الحقيقة منذ البداية , وسيعتاد منذ البداية على هذا الوضع وسيتقبله كأمر واقع .
نعم يمكن حل المشكلة الشرعية المتعلقة بجواز النظر والمصافحة وخلافه إذا ما كانت الام التي ستتبنى مرضعة فترضعه مع ابنها فيصبح ابنا رضاعيا لها , ولكن مع ذلك يجب أن لا يكون هذا الأمر سببا ومبررا لطمس نسب الولد وعائلته خاصة إن كانت معروفة .
الاكثر قراءة في مشاكل و حلول
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة