1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الآباء والأمهات :

اهتمامات الوالدين

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  دور الأب في التربية

الجزء والصفحة:  ص225ـ229

10-1-2016

3123

يمكن العثور على جذور العديد من الاضطرابات والانحرافات في النقص او ما يعبر عنه بالإفراط والتفريط. فالإنسان هو ذلك الكائن الذي تحيطه الحاجات والميول. ويبذل البعض جهودا مدروسة

ويمكن للأعراض الناشئة بسبب التوفير الخاطئ للحاجات ان تؤدي إلى حدوث انحرافات مختلفة وظهور بعض النواقص الأخرى. لذا فان من وظيفة الاب هو ان يبذل جهده لتوفير هذه الحاجات.

ـ مجالات الاهتمام :

ثمة اهتمامات عديدة في المجال الحياتي ينبغي على الاب ان يلتفت اليها، لكننا سنشير فيما يلي إلى بعض منها :

1ـ اهتمامه بالمأكل : تقع على الاب وظيفة الاهتمام بغذاء الطفل. واول خطوة هي اهتمامه بطفله الرضيع حتى يستخدم ثديي امه، بل وفرض الاسلام على الاب ان يقدم الاجر للام فيها لو طالبه بذلك.

ويساهم الغذاء في بناء روحية الطفل وسماته الاخلاقية، بحيث إن قابلية القيام بالأعمال الصالحة تعتمد - كما يشير القرآن- على اللقمة الحلال والطعام الطاهر.

فالغذاء يؤثر على البناء الجسمي والذهني للإنسان، وان النقص في بعض المواد الغذائية يؤدي إلى حدوث قصور وتختلف حتى في الذكاء ايضاً. وقد اكد الاسلام على الاب بضرورة اشباع عين الطفل وقلبه، وان يطعمه من مختلف الفواكه الموجودة لكي يمنع انحرافه ونظره إلى ايدي الناس، او ان يخسر الولد نفسه من خلال لقمة يتناولها عند الاخرين فيستسلم لهم .

2ـ الاهتمام بالملبس : ان جميع الاباء يهتمون بتوفير الملبس لأولادهم ويجب ان لا ننسى بان الاسلام اكد على ذلك كثيراً.

وتكون الملابس في سنوات الطفولة المبكرة وسيلة لوقاية الجسم من البرد والحر والمحافظة على صحة الطفل. لذا ينبغي ان تكون الملابس الداخلية بيضاء كي تكشف عن النظافة او عدمها.

ومنذ انتهاء السنة الثالثة لا بد ان يكون الاهتمام بالملبس وفق ذوق الطفل لان ذلك سيشعره باللذة. ويؤكد الاسلام على ضرورة ان لا يؤدي الملبس إلى انحراف المرء ذاته او قيامه بحرف الآخرين. ويرفض في نفس الوقت استخدام ملابس الذكور للاناث وملابس الاناث للذكور. ويحذر ايضا من استخدام تلك الملابس الضيقة اللصيقة بالجسم سواء للذكور او للاناث لتأثيراتها الاخلاقية والحياتية السيئة.

ويجب على الوالدين ان لا يختارا لباس الطفل طبقاً لذوقهما. فيلبسانه ثوبا يثير السخرية أو لا يليق به، وعليهما ان يسعيا لان ترتدي البنت منذ صغرها حجاباً مناسبا حتى لا تتنفر منه في السنوات القادمة.

3ـ الاهتمام بالنوم والاستراحة : يمكن من خلال النوم تحقيق الراحة والسكون. وتعتبر الاستراحة من العوامل المهمة في استعادة القوى والقابلية على ممارسة العمل. ويشعر الانسان بالأذى والاضطراب بسبب عدم النوم او الحصول على الاستراحة الكافية. وثمة مفاسد سلوكية وخلقية عديدة تعتري الانسان بسبب اصابته بالتعب الجسمي او الذهني المفرط ولا يمكن معالجتها الا من خلال استراحة طويلة.

يجب على الاباء تنظيم عملية استراحة أولادهم ونومهم، فيطلبون منهم مثلا النوم مبكرا في الليل بعد الانتهاء من واجباتهم. كما توجد ملاحظات عديدة في موضوع النوم يجب على الاباء الاهتمام بها. اذ لا

بد من رعاية الآداب الاسلامية، كالنوم على الظهر واخراج الراس واليدين من تحت الغطاء وعدم

التقلب في الفراش، وارتداء الملابس المريحة عند النوم؛ وان هذه الامور تمنع العديد من الانحرافات.

كما ينبغي التفريق بين الاولاد في المنام وابعادهم عن غرفة نوم الوالدين، وقيام الاب والام بالأشراف على موضع نوم الاولاد ومراقبتهما لهم، والطلب منهم بترك الفراش مباشرة لدى الاستيقاظ والذهاب إلى الفراش متى ما شعروا بالنعاس. وتعتبر هذه الملاحظات مهمة لا بد من الاهتمام بها ورعايتها لتأثيرها على صلاح الطفل خلقياً وتربوياً.

4ـ الاهتمام بالصحة والنظافة : وهذه ايضا من الوظائف الرئيسية للوالدين، ويجب على الأب أن يهتم بنظافة ولده لان النظافة من الايمان. وان الصحة النفسية تمنع العديد من الامراض النفسية.

وقد تظهر بعض الاعراض بسبب عدم مراعاة مبادئ الصحة والنظافة، فمثلا حري بالأب ان يهتم بنظافة ولده الذكر عند قضاء حاجته، وان يراقبه في الحمام وفي بيت الخلاء حتى لا يعبث بأعضائه التناسلية. وان يحذره من تعريض جسمه للأشياء الملوثة وان يغسل جسمه بالماء الدافئ، ولا يلجأ إلى حك بشرته.

5ـ الاهتمام بلعب الطفل وحركته : يحتاج الطفل إلى اللعب والحركة والركض من اجل تحقيق نموه واكتشاف عالمه الجديد وتنمية عضلاته واكتساب المهارة البدنية اللازمة والاطلاع على قابلياته واستعداداته.

ويجب أن تكون للطفل حرية مقيدة محدودة في مجال لعبه تناسب كفاءته في استخدام تلك اللعبة وادائها. وتقع على الاب مسؤولية الاهتمام بنوع اللعب وزمانه ومكانه والجماعة التي يلعب الطفل معها.

فاللعب والحركة نافعان ولكن بشرط ان لا يصرف الطفل جل وقته في اللعب. وان يكون اللعب مناسباً لسن الطفل ويدفعه للصلاح والفضيلة لا ان يفسد اخلاقه ويجره إلى الانحراف.

وان يكتشف الطفل في ظل اللعب عالمه الخاص ويبني ارادته ويعي حده وقدره.

6ـ الاهتمام بالسمع والبصر : قلنا إن حواس الطفل هي كالنوافذ المفتوحة على العالم الخارجي، فتساهم في زيادة معرفته. وما اكثر الانحرافات والدروس السيئة التي يقتبسها الطفل بسبب سمعه وبصره فتؤدي به إلى الانحطاط والسقوط.

ليس صحيحاً ان يسمع الطفل ما طاب له من كلام او يقرأ ما استهوه من كتب او ينظر إلى ما يريد من مشاهد، اذ يجب الاهتمام بسمع الطفل ونظره، ويمكننا ان نقول عن الكتب والمقالات المنحرفة بانها كاللصوص تسرق ثمرة عمل الاب وجهده.

واسلامياً لا يحق للوالدين ان ينظرا طفلهما الرضيع إلى بعض ممارستهما. فهو قد لا يفهم ما يشاهده في الوقت الحاضر بيد انه سيدركه غدا ويعمل به ويتمرن عليه.

7ـ الاهتمام بالسلوك : أن اطفالنا اعزاء طبعاً، ولكن بشرط ان يكونوا مؤدبين وملتزمين بالقواعد والاصول، فقد جاء عن الامام علي (عليه السلام) قوله : (من قل ادبه كثرت مساويه).

يجب على الاب ان يهتم بسلوك ولده فلا يسمح له بالتجرء عليه حتى لو كان صغيرا. فهو مسؤول عن بنائه الديني والخلقي والاجتماعي بل وحتى السياسي. وقد جاء عن الامام الحسن العسكري (عليه السلام) قوله : (جرأة الولد على والده في صغره تدعوا العقوق في كبره).

8ـ الاهتمام بالأوامر والنواهي : الاصل هو ان تقوم الحياة وفق اسس عادية وطبيعية دون الحاجة إلى الأوامر والنواهي غير انه قد تحدث بعض المشاكل التي لا يمكن حلها من خلال هذا الطريق.

والشيء المهم هو ان يتناسب الأمر والنهي مع استعداد الطفل واستيعابه وقدرته على البناء، أي ان لا يكون فوق مستوى طاقته وادراكه وفهمه. وان يُراعى في ذلك حاجة الطفل إلى النمو والتكامل.

ينبغي ان تكون اسس التربية في مراحل الطفولة الأولى بصورة جيدة، لكي لا يحتاج في مراحله القادمة

او في مرحلة النشوء والبلوغ إلى الأوامر والنواهي الكثيرة لان ذلك قد يؤدي به إلى العصيان. فقد جاء عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قوله انه لُعِنَ الوالدان اللذان يضطران ولدهما إلى عقوقهما بسبب ممارساتهما.