النظريات التي تدعو الى تركز المناطق الحضرية
المؤلف:
د. محمد دلف احمد الدليمي
المصدر:
تخطيط المدن والاستدامة الحضرية
الجزء والصفحة:
ص 55 ـ 57
2025-11-24
29
نتيجة للنمو المتسارع لسكان المدن والتوسع على حساب الاراضي الزراعية حول المدن حدا بكثير من العلماء والمخططين الى التوجه نحو التركز للمناطق الحضرية بدل الانتشار وما يسببه من تأثيرات سلبية للبيئة وتكاليف عالية في توفير الخدمات العامة لسكان المدن ومن هذه الافكار والنظريات نذكر:
أـ مدن عالية التمركز: الفكرة دعى لها الباحث جوديمان وتقوم على اساس تصميم بنايات ضخمة في مراكز المدن وبادوار متعدد تصل الى 25 طابق فما فوق تخصص الطوابق السفلى للأغراض التجارية والوسطى للصناعات الخفيفة والطوابق العليا للمكاتب الادارية والسكن هذه الفكرة ستحقق استثماراً امثل لمساحة الارض الحضرية واستقلال من كلف ايصال الخدمات العامة سواء كانت خدمات بنى تحتية أو خدمات مجتمعية ، يكون التنقل ضمن تلك المباني الضخمة بشكل الي افقيا وعمودياً ، تحيط بهذه المباني مناطق سكنية والخدمات المجتمعية من مدارس وخدمات صحية ومناطق خضراء.
ب ـ مدينة الغد لكوبوزييه : تنص فكرة مدينة الغد التي وضعها المخطط كوربوزييه على تصميم مدينة عصرية تستوعب 3 ملايين نسمة يعتمد الهيكل العمراني فيها على انشاء ناطحات سحاب متكونة من 60 طابق كل بناية تستوعب 1200 نسمة وتخصص نسبة %5 من مساحة المدينة للمباني العامة تحيط بناطحات السحاب عمارات سكنية بارتفاع 8 طوابق توزع بشكل متعرج حول الناطحات وتحيط بها حدائق عامة ، تتوفر محطة مواصلات رئيسية في مركز المدينة المزدحم تسهل عملية الوصول والخروج من مركز المدينة.
ت ـ المدينة الحلقية (المفرغة) : يكون مركز المدينة فيها مفتوحا تحيط به طرق حلقية تتوزع عليها النشاطات المختلفة في المدينة بكثافة عالية ويكون فيها نوع من التخصص ثم يكون السكن في الحلقات التالية ويكون منخفض الكثافة اما المناطق المحيطة للمدينة تخصص للمساكن الريفية التي قد يمتلكها اغنياء المدينة لأغراض الترفيه.
ث ـ القطاع الانساني : الفكرة وضعها دوكسيادس مبنية على اساس تصميم قطاعات سكنية بمساحة 400 800 متر محسوبة على المسافة التي يمكن ان تقطعها المرأة للوصول الى المركز الخدمي في الحي ، تحيط بهذا القطاع شوارع من جميع الجهات ولا تخترقها الشوارع الرئيسية اذ يتضمن التصميم مسارات للحركة الثانوية للمرور البطيء تكون هذه المسارات على شكل شوارع ذات نهايات مغلقة بنظام -col-de Sac ، اعتمد تكوكسيانس هذه الفكرة عندما وضع المخطط الأساس لمدينة بغداد.
ج ـ المدينة المثالية : وضع فكرتها الباحث اريك جولدون تقوم الفكرة على تصميم المدينة على شكل وحدات دائرية قطر كل وحدة 2كم مقفلة المحيط تتكرر هذه الوحدات كلما توسعت المدينة ولا تتداخل مع بعضها ترتبط ببعضها بشبكة طرق ومساحات خضراء والخدمات العامة التي تتوزع بشكل عادل لخدمة الوحدات المكونة للمدينة.
ح ـ المدينة العضوية : تعتمد فكرتها على كون المدينة كالكائن الحي علاقتها مع فيها كعلاقة القلب مع بقية اعضاء الجسم ونشاطاته المختلفة تصمم المدينة بشكل عضوي وحسب سعتها ونموها ، يكون توسع المدينة بشل افقي اقل من التوسع العمودي الانشطة اذ حدد صاحب الفكرة الباحث (هانر رانجوف) عندما يكون التوسع الأفقي يستوعب 2000 نسمة يقابله توسع عمودي يستوعب 25000 نسمة.
خ ـ المدينة التابعة الحديثة : وضع فكرتها الباحث (كيبل) يكون تصميمها بشكل شعاعي دائري تستوعب 60 الف نسمة تصمم المساكن فيها بمساحة واسعة نسبياً يكون البناء على جزء منها وما تبقى من مساحة تستثمر لأغراض الزراعة ، يحيط بمركز المدينة طريق دائري تتفرع منه طرق تؤدي الى مراكز الانشطة في القطاعات السكنية ، تقسم المدينة الى اربعة قطاعات احدها يخصص للصناعة وما تبقى كل قطاع يقسم الى جزئين كل جزء يستوعب 10 الف نسمة ويخصص له مراكز خدمية تنسجم مع عدد السكان.
د. مدينة الابراج : فكرة مدينة الابراج جاءت نتيجة للنمو المتسارع للمدن والتوسع المساحي على حساب البيئة والاراضي الزراعية وجد المخططين ان فكرت بناء ناطحات يصل ارتفاعها الى 100 طابق قد تكون حلا لجزء من مشكلة الاختناقات المرورية والضغط على الاراضي حول المدن لذا نجد كثيرا من مدن العالم بدأت تظهر فيها الابراج العالية بتقنيات ومواد بناء حديثة.
الاكثر قراءة في الجغرافية الحضارية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة