جملة من الأحاديث الدالة على مقدار علم الأئمة (عليهم السلام) وفخامتها
المؤلف:
آية الله السيد محسن الخرّازي
المصدر:
بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية
الجزء والصفحة:
ج2، ص 50- 52
2025-11-10
180
إليك بعض الأحاديث الدالّة على مقدار علومهم وفخامتها ، وإن كان الأمر واضحا كالنار على المنار.
عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ في حديث قال : «إنّ الله لا يجعل حجته في أرضه يسأل عن شيء فيقول لا أدري» (1).
وعن سيف التمار قال : كنا مع أبي عبد الله - عليه السلام - جماعة من الشيعة في الحجر فقال : علينا عين فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدا ، فقلنا : ليس علينا عين ، فقال : وربّ الكعبة وربّ البنيّة ثلاث مرات ، لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما ، لأنّ موسى والخضر ـ عليهما السلام ـ اعطيا علم ما كان ، ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتّى تقوم الساعة ، وقد ورثناه من رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وراثة (2).
وعن أبي حمزة قال : سمعت أبا جعفر - عليه السلام - يقول : «لا والله ، لا يكون عالم جاهلا أبدا ، عالما بشيء جاهلا بشيء ، ثم قال : الله أجلّ وأعزّ وأكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه علم سمائه وأرضه ، ثم قال : لا يحجب ذلك عنه» (3).
وعن الرضا ـ عليه السلام ـ في حديث : «أنّ الإمام مؤيد بروح القدس وبينه وبين الله عمود من نور يرى فيه أعمال العباد وكلّما احتاج إليه لدلالة اطلع عليها ...» الحديث (4).
وعن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : «إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض ، وأعلم ما في الجنة ، وأعلم ما في النار ، وأعلم ما كان وما يكون ، قال :
ثم مكث هنيئة فرأى أنّ ذلك كبر على من سمعه منه ، فقال : علمت ذلك من كتاب الله عزوجل ان الله يقول : فيه تبيان كلّ شيء» (5).
وقد قال مولانا أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ : «أما والله لقد تقمّصها فلان ، وأنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرحى ، ينحدر عنّي السيل ، ولا يرقى إليّ الطير» الحديث (6).
وقال أيضا : «أيّها الناس سلوني قبل أن تفقدوني فلأنا بطرق السماء أعلم منّي بطرق الأرض» (7).
وقال أيضا : «والله لو شئت أن اخبر كلّ رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت ، ولكن أخاف أن تكفروا فيّ برسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ألا وإنّي مفضيه إلى الخاصّة ممن يؤمن ذلك منه. والّذي بعثه بالحق ، واصطفاه على الخلق ، ما أنطق إلّا صادقا ، وقد عهد إليّ بذلك كلّه ، وبمهلك من يهلك ومنجى من ينجو ، ومال هذا الأمر. وما أبقى شيئا يمر على رأسي إلّا أفرغه في أذني وأفضى به إليّ» الحديث (8). وغير ذلك من الأخبار والروايات في ذلك متواترة ، وحيث كان صدورها عن المعصومين قطعيا ، صار موجبا لحصول اليقين بمفادها كما لا يخفى.
__________________
(1) التنبيه : ص 32 نقلا عن الكافي.
(2) الاصول من الكافي : ج 1 ص 260 ـ 261.
(3) الاصول من الكافي : ج 1 ص 262.
(4) التنبيه : ص 42 نقلا عن عيون الأخبار.
(5) الاصول من الكافي : ج 1 ص 261.
(6) نهج البلاغة الخطبة : 3 ص 48 لصبحي صالح.
(7) نهج البلاغة الخطبة : 189 ص 280 لصبحي صالح.
(8) نهج البلاغة الخطبة : 175 ص 250 لصبحي صالح.
الاكثر قراءة في صفات الأئمة وفضائلهم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة