الأئمة أمان لأهل الأرض
المؤلف:
آية الله السيد محسن الخرّازي
المصدر:
بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية
الجزء والصفحة:
ج2، ص 68- 70
2025-11-15
154
انّهم أمان لأهل الأرض ، ولا إشكال ولا ريب في أنّ الاهتداء لا يتحقق إلّا بهم ، بعد ما عرفت من أنّهم خلفاء الله ورسوله ، وعيبة علمه ، وخزّان علمه ، وتراجمة وحيه ، وأنّ الإعراض عنهم لا يوجب إلّا الهلاكة والسقوط ، والتحيّر والضلالة ، فبهذا الاعتبار ، هم أمان لأهل الأرض ، ولعلّه ظاهر قوله ـ صلى الله عليه وآله ـ مثل «أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلّف عنها غرق وهوى» وإليه أشار المصنف بقوله: ولذا كانوا أمانا لأهل الأرض إلخ.
كما أنّهم باعتبار آخر أيضا أمان لأهل الأرض وهو أنّ الأرض والسماء وبركاتهما تدوم ما دام النبيّ أو الوليّ موجودا في الأرض وإلّا فلا بقاء لهما ولا لبركاتهما ، وهذا مستفاد أيضا من الروايات.
منها : ما رواه في غاية المرام عن مسند أحمد بن حنبل ... عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أنّه قال : «النجوم أمان لأهل السماء ، إذا ذهبت النجوم ذهبوا ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض» (1).
ومنها : ما رواه فيه أيضا عن ابن بابويه عن جابر بن يزيد الجعفي قال : «قلت لأبي جعفر محمّد بن علي الباقر ـ عليهما السلام ـ لأي شيء يحتاج إلى النبيّ والإمام؟ فقال : لبقاء العالم على صلاحه وذلك أنّ الله عزوجل يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبيّ أو إمام ، قال الله عزوجل : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) وقال النبيّ : النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون ، وإذا ذهبت أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون» (2).
ومنها : ما رواه فيه أيضا عن ابن بابويه ... عن الصادق ـ عليه السلام ـ عن أبيه محمّد بن عليّ عن أبيه علي بن الحسين قال : «نحن أئمة المسلمين ، وحجج الله على العالمين وسادة المؤمنين وقادة الغرّ المحجلين وموالي المؤمنين ونحن أمان الأرض ، كما أنّ النجوم امان لأهل السماء ، ونحن الّذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه ، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها ، وبنا ينزل الغيث ، وبنا تنشر الرحمة ، وتخرج بركات الأرض ، ولو لا ما في الأرض منّا لساخت بأهلها ، ثم قال ـ عليه السلام ـ : ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجّة لله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور ، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجّة لله ، ولو لا ذلك لم يعبد الله» الحديث (3).
ومنها : ما رواه في الكافي عن مولانا الصادق ـ عليه السلام ـ أنّه قال : «إنّ الله خلقنا فاحسن صورنا ، وجعلنا عينه في عباده ، ولسانه الناطق في خلقه ، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ، ووجهه الّذي يؤتى منه ، وبابه الّذي يدلّ عليه ، وخزّانه في سمائه وأرضه ، بنا أثمرت الأشجار ، وأينعت الثمار ، وجرت الأنهار ، وبنا ينزل غيث السماء ، وينبت عشب الارض ، وبعبادتنا عبد الله ، ولو لا نحن ما عبد الله» (4) وغير ذلك من الروايات.
______________
(1) غاية المرام : المقصد الاول ص 274 ، الباب السادس والستون ح 1.
(2) غاية المرام : المقصد الاول ص 275 ، الباب السابع والستون ح 2.
(3) غاية المرام : المقصد الاول ص 275 ، الباب السابع والستون ح 3.
(4) الاصول من الكافي : ج 1 ص 144.
الاكثر قراءة في صفات الأئمة وفضائلهم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة