نظرة لدراسة تحليلية - تطبيقية لمقاييس التشابك الامامي والخلفي في الاقتصاد العراقي
المؤلف:
أ. د. علي مجيد الحمادي
المصدر:
التشابك الاقتصادي بين النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة:
ص323 - 325
2025-11-03
46
الفصل الثامن
دراسة تحليلية - تطبيقية لمقاييس
التشابك الامامي والخلفي في الاقتصاد العراقي
تمهيد
ان التطورات الاقتصادية التي شهدها القطر العراقي بعد منتصف السبعينات وحتى مطلع الثمانينات المتمخضة عن الجهود الانمائية المبذولة التي شملت مختلف القطاعات والفروع الاقتصادية خلال هذه الفترة تدعونا للوقوف على حقيقة هذه التطورات من خلال دراسة العلاقات التشابكية في الاقتصاد العراقي مع التركيز على فروع النشاط الصناعي بوصف هذه العلاقات واحدة من الادوات التوصيفية والتحليلية للبنيان الاقتصادي ومحاولة منهجية لإيضاح تدفقات السلع والخدمات بين الوحدات الاقتصادية واظهار درجة الاعتماد المتبادل فيما بينها، هذا فضلا عن اهمية هذا الموضوع التخطيطية وعدم اتساع مساحة مثل هذه البحوث في القطر.
ان هذه الدراسة تنطلق من فرضية مفادها على الرغم من ارتفاع قيمة روابط الجذب الكلية الامامية والخلفية في عدد من الفروع الاقتصادية والصناعية، الا انها لم تتسم بنفس الترتيب او المستوى في مجال روابط الجذب المباشرة في العامين 1976 و1982. كما ان ذلك لم يجنب الاقتصاد من ضعف الروابط بين العديد من فروعه وقطاعاته".
ومن هنا فان هدف هذا الفصل هو تسليط الضوء على واقع التشابك والترابط بمستوياته المختلفة بين فروع الاقتصاد الوطني ومعرفة التغيرات الطارئة عليه بين العامين المذكورين.
وقد تم التركيز على الفترة المنحصرة بين العامين 76 و1982 في هذه الدراسة لعدد من الاسباب: فقد وقع الاختيار على العام الاول وذلك لكونه يمثل عهداً جديداً في سجل عوائد العراق المالية نتيجة لارتفاع اسعار النفط بدرجة كبيرة، كما يعد العام الأول من عمر الخطة الخمسية الاقتصادية 76 - 1980 . اما اختيار العام الثاني فذلك يعود لإمكانية التعرف على انجازات الخطة المعنية والتقصي عن الحقائق بقدر تعلق ذلك بأهداف البحث، وقد كان بالإمكان ان نتعرض لسنوات ما بعد منتصف الثمانينات، ولكن جدوى ذلك محددة جداً نظرا للظروف الطارئة التي شهدتها البلاد في مطلع الثمانينات والبدء بتطبيق سياسة اقتصاد الحرب في بداية عام 1983. وعدم اقرار الخطتين الاقتصاديتين الخمسيتين خلال العقد الثامن من القرن الماضي، فضلا عن ان مثل هذا التوسع يؤثر سلباً على الهدف المطلوب من هذه الدراسة التي انصبت على فترة اهم خطط العراق اقتصادياً واكثرها حماساً استثمارياً، رغم اعادة النظر بأحجام وكيفية بعض المتغيرات الاقتصادية في عام 1982 للظروف المشار اليها في اعلاه.
ومن الناحية التنظيمية فقد قسم هذا الفصل إلى مبحثين اساسين: فقد اقتضت دراسة العلاقات التشابكية في العراق الإحاطة بأهم المؤشرات والخصائص الأساسية لتطور الاقتصاد العراقي بين العامين 1976 و1982، وذلك ما تم مناقشته في الفقرة 8-1 من هذه الدراسة.
وبغية الوصول الى نتائج كمية موضوعية لمختلف أوجه الصلات التشابكية بما تنطوي عليه من روابط جذب امامية وخلفية كلية ومباشرة وغير مباشرة على انفراد، فقد عمدنا الى استخدام اسلوب تطبيقي لقياس هذه الروابط في العامين المذكورين وضمن نطاق العينة اعلاه، تمثل ببعض التطبيقات الاساسية لنموذج المستخدم - المنتج. وذلك ما جرت دراسته وتحليله تفصيليا في الفقرة 8- 2 من هذا البحث. وقد استعان الباحث بالحاسب الالي للتوصل الى معظم استنتاجات دراسته (*).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) بالأصل دراسة للمؤلف في أبحاث اليرموك، م10، ع 3، 1994.
الاكثر قراءة في التحليل الأقتصادي و النظريات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة