اختيار القطاعات الرائدة في الاقتصاد العراقي وفقا لروابط الجذب الخلفية الكلية
المؤلف:
أ. د. علي مجيد الحمادي
المصدر:
التشابك الاقتصادي بين النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة:
ص290 - 294
2025-11-02
35
1-2-7- ب: اختيار القطاعات الرائدة وفقا لروابط الجذب الخلفية الكلية:
ان عملية ترتيب الفروع والقطاعات على اساس روابط الجذب الخلفية الكلية تظهر بان هناك احد عشر فرعا اقتصاديا يقع ضمن مجموعة القطاعات الرائدة في الاقتصاد الوطني وتتصدر صناعة منتجات طحن الغلال والبسكويت والحلويات (7) وصناعة التعليب (5) وصناعة المشروبات والتبغ والسجائر (10) وصناعة الدهون والزيوت الحيوانية والنباتية (6) هذه المجوعة من القطاعات فقد بلغت قيمة (Ubj) في هذه القطاعات على التوالي نحو 3.699116 و2.807080، 1.960304، 1.192501 عام 1988. وقد تراوحت قيم هذه الروابط في الفروع الرائدة المتبقية كصناعة عجينة الورق والكرتون (15) والصناعات المعدنية الاساسية (25) وصناعة الكيمياويات الصناعية (17) وصناعة المنتجات المعدنية المصنعة عدا المكائن الثقيلة (26) وصناعة المنتجات الورقية والطباعة والنشر (16) والصناعة التحويلية الاخرى (32) وصناعة المنسوجات غير المصنعة في محل اخر والملابس الجاهزة (12) بين 1.029405 و 1.145582. ومن جهة اخرى فقد حققت بعض الفروع الاقتصادية لـ (Ubj) قيمة تقترب من الواحد الصحيح، ولكن لا يمكن اعتبارها ضمن القطاعات المحورية في الاقتصاد وفقا للاعتبارات النظرية المتعلقة بهذا التصنيف.
ومن بين هذه الفروع على الترتيب صناعة الغزل والنسيج وتجهيز المنسوجات (11) والصناعات الغذائية الاخرى (9)، وصناعة واصلاح وسائل النقل الاخرى (31) وصناعة الخشب ومنتجاته بضمنها الاثاث (14) وصناعة المنتجات المتنوعة من النفط والفحم الحجري (20)، وصناعة المنتجات الكيماوية الاخرى (18)، وصناعة المنتجات غير المعدنية الاخرى (24)، وصناعة منتجات المطاط والبلاستك (21) وصناعة واصلاح السيارات (30) وقطاع استخراج الكبريت (3) وصناعة الاسمنت (23) اذ توسطت قيم (Ubj) في هذه الفروع بين 0.99932 و0.87531 عام 1988.
ولابد من الاشارة الى ان هناك فروعا قد اتسمت بتدني روابطها الخلفية واصبح ترتيبها اخر تسعة فروع بين القطاعات الاقتصادية البالغ عددها 37 قطاعا. وهي على الترتيب بدءاً من ادنى القيم قطاع تجارة الجملة والمفرد والمطاعم والفنادق (35) وقطاع استخراج النفط الخام (2) ، وصناعة تصفية النفط (19)، وقطاع خدمات التمويل والتأمين (36) وصناعة واصلاح المكائن والمعدات الزراعية (27) وقطاع الخدمات الشخصية (37) وقطاع الزراعة والصيد والغابات وصيد الاسماك (1)، وصناعة واصلاح المكائن والمعدات الاخرى (عدا الكهربائية) (28) وصناعة الجلود والمنتوجات الجلدية والاحذية (13). فقد تراوحت قيمتها بين 0.2073548 و0.790558 (1).
ان اهم الملاحظات التي يمكن ورودها ان مجمل الفروع المحورية وفقا لقيم (Ubj) في الاقتصاد الوطني هي ضمن نشاط الصناعة التحويلية، وبخاصة تلك الفروع التي تتسم ببساطة التكنولوجيا المستخدمة فيها، وتوافر غالبية مدخلاتها الوسيطة والمساعدة محلياً، وعدم حاجتها الماسة للخبرات والكفاءات المتخصصة بدرجة عالية(2). ومن هذه الصناعات صناعة منتجات طحن الغلال والبسكويت والحلويات (7)، وصناعة المشروبات والسجائر (10) ، وصناعة الدهون والزيوت الحيوانية والنباتية (6)، وصناعة التعليب (5) فهذه القطاعات تعتمد في تحصيل مدخلاتها على المنتجات الزراعية ولا سيما انتاج القمح والسكر والتبغ والذرة فضلاً عن الانتاج الحيواني.
يمكن تأمين حاجة هذه الفروع من الايدي العاملة دون عناء لأنها لا تستلزم توظيف عمالة ماهرة متخصصة على نطاق واسع. هذا وان عدداً من الفروع الاقتصادية الاخرى التي تقع ضمن حلقة القطاعات الرائدة تعتمد كثيرا في مدخلاتها على منتجات محلية سواء بصفة لقيم او وقود كما في حالة الصناعات الكيمائية التي تعتمد على الغاز والبترول كمادة اولية او طاقة، وصناعة المنتجات المعدنية التي تعتمد على انتاج الحديد الخام والالمنيوم، وصناعة الورق التي تستخدم قصب السكر كمادة اولية أساسية، علما بان زراعته تنتشر في جنوب العراق بصورة اقتصادية. ومن الأمور الاخرى المهمة الواجب ملاحظتها هي ان بعض الفروع الاقتصادية قد حققت روابط جذب كلية خلفية متدنية جداً. وفي مقدمة هذه الفروع قطاع تجارة الجملة والمفرد والمطاعم والفنادق (35) . وهذا يعكس محدودية حجم الصادرات من منتجات القطاعات الاقتصادية الانتاجية الرئيسة مثل قطاع الزراعة والصناعة ، وهكذا الحال بالنسبة لقطاع استخراج النفط الخام (2) الذي يعتمد كثيراً على مدخلات اجنبية سواء في مجال الاصول الثابتة المستخدمة أو المتغيرة وذلك ينسحب ايضاً على صناعة التصفية (19). ونتيجة لعدم نمو قطاع الصناعة التحويلية بالشكل المطلوب اقتصادياً وعدم نمو دخل الفرد بوتائر عالية اصبحت الروابط الخلفية لقطاع الخدمات بما في ذلك التمويل والتامين (36) والخدمات الشخصية (37) ... الخ ضعيفة. وتعود مسالة انخفاض (Ubj) في قطاع الزراعة الى اعتماد هذا القطاع بدرجة كبيرة على المدخلات المستوردة سواء في استخدام المكائن والمعدات او بعض مستلزمات الانتاج الاخرى بما في ذلك البذور، وبالتالي فان جزءاً ضئيلاً من طلب هذا القطاع يقع على المدخلات المنتجة محلياً. ولتنشيط الروابط الخلفية لهذا القطاع لابد من ان تكون هناك قدرة ذاتية في هذا القطاع فضلاً عن ضرورة تنمية قدرات القطاعات الأخرى وبخاصة الصناعة التحويلية لتغذية قطاع الزراعة بمتطلباتها الاساسية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر جدول 1-2
(2) وزارة التخطيط / هيئة التخطيط الاقتصادي، العلاقات التشابكية بين قطاعي الزراعة والصناعة، سبتمبر / ايلول، 1983، ص 4.
الاكثر قراءة في التحليل الأقتصادي و النظريات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة