نظيرُ ضربتُهُ ضَرْبَةً
المؤلف:
ابن السّراج النحوي
المصدر:
الأصول في النحو
الجزء والصفحة:
ج3، ص: 140-144
2025-07-27
316
هذا باب نظيرُ ضربتُهُ ضَرْبَةً مِنْ هذهِ الأبوابِ كُلُّ المصادر المصادر تجيء على أفعالها على القياس لا تتغير نحو: اسْتَفْعَلتُ، استفعالاً ، وأعطيت، إعطاءَةً، وانطلقتُ : انطلاقة، واستخرجت: استخراجة، وتقول: قاتلته، مُقاتلةٌ ولا تقولُ: قِتَالةً، لأن الأكثر في «فَاعلتُ مُفاعلة، ولو أردت الواحد من «اجتورتُ فقلت: تَجَاورةً، جاز لأن المعنى واحد، ومثل ذلك تَرَكَهُ تَرْكَةٌ واحدةٌ واحر نجمتُ اخر نجامة واحدة، واقشعررتُ اقشعرارة (1)، ونظير ذلكَ مِنْ بناتِ الأربعةِ : دحرجته، تخرجَةً واحدةً، وزلزلةٌ واحدةٌ .ذِكْرُ المشتقِّ مِنْ ذواتِ الثلاثةِ على مثال المضارع مما أوله ميم : اعلم أنهم يشتقون للمكان والمصدر والزمان مِنَ الثلاثي، ولا يكادُ يكون في الرباعي إلا قليلاً أو قياساً الأول: الثلاثي : يجيء على مثال الفعل المضارع على «يَفْعِلُ ويَفْعَلُ، فتقعُ الميم موقع حرف المضارعة للفصل بين الاسم والفعل .
الضرب الأول: وهو ما كانَ علَى فَعَلَ يَفْعِلُ، فَإِنَّ موضع الفعل مَفْعِلٌ مِثلُ يَفْعِلُ : وذلك ،مَجْلِسٌ ومَحْبِسٌ، والمصدرُ ، مَفْعَل، وذلك قولهم: إِنَّ في الف درهم لمضْرباً ، أي : لَمَضْرَباً، وقال عز وجل: أَين المفر (2) والمكان المفر» والمُبِيتُ : المَكَانُ والمَعَاشُ (3) المصدر. وقد جاءَ مَفْعِلُ، يراد به «الحين» جَعلوا الزَّمَانَ كالمكان، وذلك قولهم : أنتِ الناقةُ على مضر بها (4)، وأنت على منتجها (5)، تريدُ الحين، وربما بنوا المصدر على المَفْعِل ، قالَ جَلَّ وعَزَّ (إليَّ مَرْجِعُكم ))(6)، وقالوا : المحيض(7)، يريدون : الحَيْض. والمَعْجِزُ، يريدونَ العَجْز، وقالوا : المَعْجَرُ على القياس ، وربما ألحقوا هاء التأنيث ، فقالوا : المَعْجَرَةُ (8)، كما قالوا : المعيشة، ويدخلون الهاء في المَوْضِع أيضاً نحو المزلة، أي: موضعُ الزلل، وقالوا : المَعْذرة (9) والمعتبةُ وقالوا : المَعْصِيةُ والمَعْرِفَةُ (10). الضرب الثاني : ما كان على «يَفْعَلُ» مفتوحاً اسم المكان على مثاله على القياس مفتوح كما أَن يَفْعِلُ» كانَ فيهِ مكسوراً (11) وذلك قولُكَ : شَرب يَشْرَبُ، والمكانُ : مَشْرَبٌ ويَلْبَسُ، والمكانُ مَلْبَسٌ، والمصدر مفتوح أيضاً (12) لأنه كانَ يُفْتَحُ مع المكسور فهو في المفتوح أجدر، وقد جاءَ الكسر للفرق (13). وقالوا : علاه المكبر، وقالوا مَحْمِدَةً، فأنثوا، وكسروا(14)، وحكم «يَفْعُلُ» حكمُ يَفْعَلُ) وتنكبوا أنْ يقولوا : «مَفْعُلُ» لأنه ليس في الكلام اسم مثل «مَفْعُل » (15) تقولُ في يَقْتُلُ» ويقوم»: المَقْتَلُ، والمقام في المكان، وقالوا : الملامة (16) في المصدر، وقالوا : المَرَدُّ والمَكَر، يريدون : الكُرُور، والرَّد، وقالوا : المَدْعَاةُ والمأدبة يريدون : الدُّعاء إلى الطعام ، وقالوا : مطلع، يريدونَ : الطُلوع، كما قالوا : في بَابِ يَفْعِلُ» المَرْجِعُ وبَابُ : يَفْعُلُ، حقهُ أَنْ يشترك فيهِ يَفْعِلُ ويَفْعَلُ، بَلْ كانَ يُفْعِلُ» أَحقُّ بـ لان يَفْعِلُ أُختُ يَفْعُلُ» أَلا تراهما يجيئانِ في مضارع «فَعَلَ» ولكن جاءَ في الأكثر على «يَفْعل» (17) لخفةِ الفَتحةِ ، وأَنهُ لما كانَ لا بُدَّ من تغيير يَفْعَلُ.. غيروا إلى الأخفّ، فإذا جاءك شيء على قياس «يَفْعَلُ» فاعلم : أن الخفة قصدوا وإنْ جاءَ على قياس «يَفْعِلُ» فاعلم: أَنَّهُ أَحقُّ بهِ، لأَنهما أُختانِ ـ أعني : يَفْعِلُ، ويَفْعُلُ، وقالوا : مَطْلِع ، يريدون: الطلوع، وهي لغة بني تميم . وأهل الحجاز، يفتحون (18)، وقد كسروا الأماكن أيضاً في هذا وذلك ، المَنْبِتُ والمَطْلِعُ لمكان الطلوع (19) وقالوا: مسقط رأسي للموضع ، والسقوطِ المَسْقَط قال أبو العباس : يختلفُ النَّاسُ في المَطْلِع ، فبعض يزعم: أَنْ المطلع : هو المكان الذي يطلع فيه ويجعلُ المصدر المطلع (20) وبعضُهم يقول كما قال سيبويه (21) ، وأَما المَسْجِدُ، فاسم البيت، ولست تريد به موضع جبهتِكَ، ولو أردتَ ذلك لقلتَ : مَسْجَدٌ ونظير ذلك : المُكْحُلة، والمحلب، والميسمُ اسمٌ لوعاءِ الكُحْل (22) ، وإنما دخلت هذه الميم في ميسم ومِحْلَب لمعنى الارتفاق، وكذلك : المُدقُ صار اسماً كالجلمود، وكذلكَ المَقْبُرةُ والمَشْرقُة، وموضعُ الفعل، مَقْبَر، وكذلك المَشْرُقَةُ وهي الغُرْفَةُ، وكذلك : المُدْهِنُ والمَظْلِمةُ بهذه المنزلة، إنما هو اسم ما أَخذَ منك(23). وقالوا : مَضْرَبةُ السيفِ، جَعَلُوهُ اسماً للحديدة(24)، وبعضُهم يقولُ : مَضْرُبةٌ (25) ، والمِنْخِرُ بمنزلة المُذهنِ والمَسْرُبَةُ(26)، والمكرمة، والمأثرة، بمنزلة: المَشْرُقةِ (27)، وقد قالَ قومٌ: مَعْذَرَةٌ كالمأدبة، ومثله: ﴿ فَنَظِرَةٌ إلى
ميسرة } (28) ويجيء المفعل اسما وذلك المطبخ والمربد وكل هذه الابنية تقع اسما للذي ذكرنا من هذه الفصول لا لمصدر ولا لموضوع فعل
__________
(1) بعد كلمة «اقشعرارة جملة مكررة وهي نظير ذلك من بنات الأربعة : دحرجته دحرجة واحدة وزلزلة ،واحدة وغير موجودة في (ب).
(2) القيامة : 10 ، إذا قرأ بالفتح ، فيريد أين الفرار وانظر: الكتاب 2 / 246 .
(3) المعاش : قال تعالى في سورة النبأ : ( وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً ) ، أي : جعلناه عيشا .
(4) المضرب مكان أو زمان الضرب.
(5) منتجها : وقتها الذي تنتج فيه البهائم.
(6) العنكبوت ، يريد رجوعكم.
(7) قال تعالى في سورة البقرة : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيض)
(8) المعجزة والمعجزة بالكسر والفتح.
(9) الحقوها الهاء وفتحوا على القياس.
(10) كقولهم: المعجزة، وربما استغنوا بمفعلة عن غيرها وذلك قولهم: المشيئة، وانظر: الكتاب 2/247.
(11) مكسوراً: ساقط في «ب».
(12) أيضاً: ساقط في «ب».
(13) وقالوا: ساقط في «ب».
(14) أي: كما كسروا المكبر.
(15) انظر الكتاب2/247.
(16) أنثوا الملامة، لأنهم قالوا اكره مقال الناس وملامهم .
(17) في «ب» على «مفعل يفعل وليس صحيحاً.
(18) انظر الكتاب2/248.
(19) لمكان الطلوع: ساقط في «ب».
(20) المطلع : وقت الطلوع.
(21) قال سيبويه 2 / 248 ؛ وقد كسروا في «يفعل قالوا أتيتك عند مطلع الشمس أي : عند طلوع الشمس وهذه لغة تميم، وأما أهل الحجاز فيفتحون .
(22) لأنك لم ترد موضع الفعل
(23) أي : لم يرد مصدراً ولا موضع فعل.
(24) في الأصل «الحديد».
(25) في سيبويه 2 / 248 وبعض العرب يقول مضربة كما يقول: مقبرة ومشربة، فالكسر في مضربة كالضم في مقبرة.
(26) المسربة: الشعر في الصدر وفي السرة.
(27) المشرقة: - مثلثة الراء - موضع القعود في الشمس بالشتاء.
(28) البقرة: 28.
الاكثر قراءة في موضوعات أخرى
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة