ما جاء على ثلاثة أحرف
المؤلف:
ابن السّراج النحوي
المصدر:
الأصول في النحو
الجزء والصفحة:
ج3، ص: 176-178
2025-08-10
392
باب ما جاء على ثلاثة أحرف
على: الاستعلاء للشيء(1) ويكون أن يطوى مستعليا كقولك أمررت يدي عليه ومررت على فلان كالمثل(2) علينا أمير وعليه دين لأنه شيء اعتلاه ويكون مررت عليه مررت على مكانه ويجيء كالمثل وهو اسم ولا يكون إلا ظرفا ويدل على أنه اسم قول بعضهم(3):
(غدت من عليه)
هذا قول سيبويه(4) وقد ذكرت ما قال أبو العباس فيما مضى من الكتاب(5) وأما الى فمنتهى لابتداء الغاية وكذلك حتى وقد بين أمرهما في بابهما ولها في الفعل(6) نحو ليس لالى ويقول الرجل للرجل إنما أنا اليك أي : أنت غايتي ولا تكون حتى ها هنا (7)وهي أعم في الكلام من حتى تقول قمت اليه فجعلته منتهاك من مكانك ولا تقول حتاه حسب معناه معنى قط فأما غير وسوى فبدل وكل عم وبعض اختصاص ومثل تسوية وبله زيد دع زيدا وبله هنا بمنزلة المصدر كما تقول : ضرب زيد وعند لحضور الشيء ودنوه منه وقبل لما ولي الشيء وذهبت قبل السوق أي : نحو السوق ولي قبلك مال أي : فيما يليك ولكنه اتسع حتى اجري مجرى على اذا قلت لي عليك نول : وكذا واذا قال / لا نولك فكأنه قال : أقصر ولكنه صار فيه معنى : ينبغي لك إذا لما يستقبل من الدهر وفيها مجازاة وهي ظرف وتكون للشيء توافقه في حال أنت فيها وذلك قولك: مررت فإذا زيد قائم: وتكون «إذ» مثلها ولا يليها إلا الفعلُ الواجب، وذلك قولك : بينما أنا كذاك إذ جاء زيد وقصدت قصدَهُ إذ (8) انتفخَ عَلَيَّ فلانٌ فَهَذَا لِمَا توافقه وتهجم عليه مع حال أَنتَ فيها. لكن خفيفة وثقيلة: توجب بها بعد نفي، سوف تنفيس فيما لم يكن بَعدُ، أَلا تَراهُ يقولُ : سوفتهُ. قَبلُ : للأول . بَعْدُ : للآخر، وهُما اسمانِ يكونان ظرفين. كيف: على أي حال، أَيْنَ : أَي مكانٍ مَتَى : أي حين حَيْثُ : مكان، بمنزلة قولك: هو في المكان الذي فيه زيدٌ. خَلْفُ : مؤخر الشيء، أمام: مقدمه، قُدَّامُ : أمام ، فوق أعلى الشيء. ليس نفي، أي: مسألة ليبينَ لَكَ بَعْضُ، وهي تجري مجرى «مَا» في كلِّ شيءٍ : مَنْ : مثلُ أَي إِلا أَنهُ لِلنَّاسِ، إِنَّ : توكيد لقوله : «زيدٌ منطلق» وإذا خففت فهي كذلك، غير أَنَّ لام التوكيد تلزمها لما ذهب منها ليتَ تمن، لعل وعسى : طَمْع وإشفاق. لَدُنْ : الموضع الذي هُوَ أول الغاية. وهو اسم يكون ظرفاً، وقد يحذف بعضُ العرب النُّونَ (9)، وَلَدَى : بمنزلة عند ودون: تقصير عن الغاية، ويكون ظرفاً قبالة: مواجهة، وهو اسم يكون ظرفاً بَلَى : توجب ما يقول . وهو ترك للنفي ، نعم : عِدَةً وتصديق، وليسَ بَلَى ونعم اسمين، وإذا استفهمت (10) أجبتَ بنَعَمْ» فإذا قلت: ألستَ تَفعلُ (11)؟ قالَ: بَلَى . يجريان مجراهما قبل أن يجيء الألفُ، بَجَل : بمنزلة «حَسْبُ»، إذَنْ : جواب وجزاء، لما: هي للأمر الذي قد وقع لوقوع غيره، وإنما تجيء بمنزلة «لو» ويكون ظرفا يعني إذا قلت : لما جئتَ [ جئتُ ] (12) جعلت لما ظرفاً، وأما : فيها معنى الجزاء، كأنه يقولُ : عبد الله مهما يكنْ مِنْ أَمره فمنطلق، أَلا تَرى أَنَّ الفاء لازمة له أبداً أَلا تنبيه تَقولُ : أَلا إنهُ ذَاهِبٌ، أَلَا : بَلَى، كَلَّا رَدعُ وزجر (13)، أني كيف وأين أَيانَ (14) : متى (15).
___________________
(1) كقولك: هذا على ظهر الجبل، وهو على رأسه.
(2) قال سيبويه 2/310وأما مررت على فلان فجرى هذا كالمثل، وعلينا أمير كذلك.
(3) جزء من صدر بيت وتكملته : غَدتُ مِن عَليهِ بعد ما تم ظموها تصل وعن قيض ببيداء مجهل ويروى بزيزاء مجهل وهو من شواهد سيبويه ،2/310 على دخول «من» على على» لأنه اسم في تأويل «فوق كأنه قال: غَدَتْ من فوقه . وغدا بمعنى صار أي انصرفت القطاة من فوقه فهو غير مخصوص بوقت دون وقت بخلاف ما إذا استعمل في غير معنى صار فإنه يختص بوقت الغداة. والظم بالكسر ما بين ،الشربين ،والوردين وتصل أي: يسمع لأحشائها صليل من يبس العطش
والقيض: قشر البيضة الأعلى الذي يلبس البيضة فيكون بينها وبين قشرها الأعلى ويقال له : الفرقى أيضاً. والمجهل الصحراء التي يجهل فيها إذ لا علامة فيها وصف قطاة أقامت مع فرخها حتى احتاجت إلى ورد الماء، عطشت فطارت تطلب الماء عند تمام ظمئها وأراد بذكر الفرخ سرعة طيرانها لتعود اليه مسرعة لأنها كانت تحتضنه والشاهد لمزاحم العقيلي . وانظر : المقتضب 3/53 وادب الكاتب/500والكامل للمبرد /488وشرح السيرافي 2/54والموجز لابن السراج /108والمخصص 16/65وشرح ادب الكاتب للجواليقي /349وابن يعيش 8/39والاقتضاب /428ومعجم المقاييس 4/116
4-انظر الكتاب 2/310
5-انظر 1/521 من الاصول والمقتضب 1/46.
6-أضفت في الفعل لإيضاح المعنى وانظر الكتاب 2/310
7-في سيبويه 2/310 ويقول الرجل للرجل إنما أنا اليك أي إنما أنت غايتي ولا تكون حتى ها هنا فهذا أمر الى.
(8) انتفخ : مطاوع نفخ، والرجل تعظم وتكبر والشيء ارتفع، والنهار علا.
(9) إذا حذفت النون تصبح على حرفين كقول الراجز : يستوعب البوعين من جريره من لد لحييه إلى منحـوره أراد أن ولد محذوفة من لدن منوبة النون فلذلك بقيت على حركتها ولو كانت مما بني على حرفين للزمها السكون كقد ونحوها .
(10) أي: إذا قلت: أَتفَعلُ؟ وانظر: الكتاب 2/ 312
(11) تفعل قال: ساقط من «ب».
(12) زيادة من (ب).
(13) إلى تكون بمعنى كيف.
(14) أيان في معنى متى قال سيبويه 2 / 312 لو أن إنساناً قال ما معنى أيان فقلت: متى
كنت قد أوضحت .
(15) متى : في أي زمان أو في أي حين.
الاكثر قراءة في موضوعات أخرى
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة