تكوين ثمار النخيل وأطوار نموها
المؤلف:
د. نزال الديري
المصدر:
أشجار الفاكهة مستديمة الخضرة
الجزء والصفحة:
ص 518-521
2025-06-30
265
تكوين ثمار النخيل وأطوار نموها
تكوين الثمرة ووصفها النباتي
بعد اخصاب بويضة واحدة في الزهرة المؤنثة وتلاشي ما تبقى وتساقطه، تبدأ مرحلة تطور الثمرة التي يصفها البعض بأنها حسلية Drupe الا أنها معروفة علميا بأنها ثمرة عنبية Berry، بيضية الشكل ويؤكد ذلك أن منحنى نمو ثمار النخيل هو مستمر وليس من دورتين كالثمار الحسلية.
يتفاوت طولها من 20 - 110 ملم وقطرها من 8 - 35 ملم وتتكون الثمرة الناضجة من نواة صلبة محاطة بغلاف ورقي هو الاندوكارب Endoarp يفصل النواة عن القسم اللحمي الذي يؤكل.
يقول الله تعالى : « وسخر الشمس والقمر ... والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير » فاطر (13) . والمقصود بالقطمير هو هذا الغلاف الورقي الذي يفصل اللحم عن النواة وبالذات النقرة التي ينمو منها الجنين.
1- أما القسم الذي يؤكل من الثمرة ( اللحم ) فيتكون من : النسيج الخارجي ويشمل القشرة الخارجية من الميزوكارب Mesocarp والتي غالبا ما تكون منفصلة أو سهلة الفصل عن اللحم وتتكون هذه القشرة من البشرة وهي صف واحد من الخلايا الذي يعرف باسم اكسوكارب Exocarp يلي ذلك طبقة من خلايا حجرية مستطيلة متراصة تأخذ شكلا دائريا ثم طبقة من خلايا بارانشيمية سمكها 15 - 25 صفا من الخلايا، وأخيرا نجد الخلايا التانينية ( العفصية ) وتشكل طبقة من 3 - 4 خلايا تتميز يكبر حجمها وبما تحويه من مواد عفصية يلي ذلك ما يتبقى من نسيج اللحم الذي يؤكل وهو عبارة عن خلايا بارانشيمية متراكمة وهو ما يسمى بالنسيج الداخلي.

2- النواة: أو ما يعرف ببذرة النخلة مستطيلة الشكل صلبة القوام تشغل مركز الثمرة وزنها ما بين 1/2 - 4 غرام وطولها ما بين 12 - 36 ملم وعرضها بين 6 - 14 ملم ولذلك فأنها تختلف من صنف لآخر ومن نخلة لأخرى وتمثل 10 - 20 ٪ من وزن الثمرة، الجنين جسم صغير يحاط بالسويداء ( الاندوسيروم ) وهي عبارة عن خلايا تراكمت فيها مادة الهيمسيللوز فاكسبتها الصلابة، وهو الغذاء المخزن الذي يستفيد منه الجنين عند نموه .
ويتحول هذا الهيميسيللوز بفعل أنزيم سايتيز Cytase الى ديكستروز وهو السكر الذي يستخدمه الجنين في بدء نموه ويوجد في قاعدة الثمرة غطاء يسمى بالقمع وهو متصل بالشمراخ رأسا ويطلق على بقايا الكأس والتويج المتكون كل منهما من 3 وريقات جافة حرشفية مطبقة على بعضها البعض والقمع متصل بالثمرة بأنسجة ليفية . وان قوة التصاق القمع بالثمرة أو الشمراخ قد يكون من صفات الصنف أو طور النضج.
أطوار النمو
تمر ثمرة النخيل كغيرها من ثمار الفاكهة بأطوار حتى يتم اكتمال نموها ونضجها، وقد أعطيت لها مسميات تختلف من منطقة لأخرى ومن دولة لأخرى، وفيما يلي سنذكر الاطوار الخمسة بالتسميات المتفق عليها وبالمرادفات الشائعة في البلاد العربية:
1- الطور الأول حبابوك : وهي نفس التسمية في شط العرب بالعراق، يبدأ هذا الطور بعد التلقيح مباشرة بفترة قصيرة ويستمر لمدة 4 - 5 أسابيع. يتميز هذا الطور ببطء النمو غالبا ويستمر حتى بداية حزيران، وتبقى الثمرة النامية ذات شكل كروي تقريبا وذات لون قشطي باهت عليه خطوط أفقية خضراء.
2- الطور الثاني كمري، قمري: وهي نفس التسمية في شط العرب تأخذ الثمرة في النمو والاستطالة وتصبح ذات لون أخضر، ويتميز هذا الطور بالزيادة السريعة في الوزن والحجم خاصة خلال حزيران - تموز، وقد يستمر حتى أوائل آب، والطعم لا يزال قابضا. ولو أن بعض الاصناف تخلو من هذه المادة القابضة. وقد يطلق على هذا الطور اسم بلح أخضر ( مصر )، خلال ( البحرين والاحساء واعمان )، عمق أو عمك في ( ليبيا ) وفي تونس أغمك وفي السودان دقيق وفي اليمن نقص.
3- الطور الثالث خلال: وهي نفس التسمية في شط العرب، ويتميز هذا الطور بحالة بطء الزيادة في الوزن ويزداد تراكم السكر وتصبح الثمار حلوة المذاق، ولكنه مشوب بطعم عفصي عادة ويستمر من 3 - 5 أسابيع وتختلف المسميات ففي الاحساء ونجد يسمى بسر وفي الحجاز زهو وفي مصر بلح ويكون لونه غالبا اللون الاصفر البرتقالي وكثيرا ما تباع ثمار النخيل في هذا الطور المعروف باسم بسر وهو البلح قبل أن يرطب وفي حديث عن الرسول انه قال: « أحببت أن تنتقوا من يسره ورطبه ».
4- الطور الرابع الرطب: وهي كلمة تكاد تكون عامة وشائعة الاستعمال في مناطق زراعة النخيل، ويبدأ الارطاب عادة من قمة الثمرة في خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع من نهاية الطور السابق ويبدأ الارطاب من ذنب الثمرة ويستمر حتى قمعها وتصبح الثمرة لينة، عسلية اللون، وتترسب المادة العفصية، وتصبح حلوة سكرية الطعم، وقد لا تمر الثمار في هذا الطور خاصة ثمار الاصناف نصف الجافة والجافة، انما يتغير لون الثمار إلى لون تبني أو محمر.
قال تعالى: « وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا » مريم (25)
وقال عليه الصلاة والسلام: من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر.
5- الطور الخامس التمر: ويعتبر الطور النهائي لنضوج التمرة، وكلمة تمر تكاد تكون عامة ما عدا مصر حيث يطلق على هذا الطور « بلح » ويكون قوام اللحم في هذا الطور غالبا لينا متماسكا معتم اللون مجمد القشرة في الاصناف نصف الجافة وفاتح اللون ، صلب القوام في الاصناف الجافة.
التغيرات الطبيعية والكيميائية في الثمار خلال أطوار النمو
تتلخص هذه التغيرات فيما يلي:
1- زيادة بسيطة في الوزن الطازج للثمار ابتداء من العقد، كما أن الزيادة في المواد الصلبة الذائبة قليلة 16 - 17 اسبوع ( الكمري ).
2ـ بدأت النواة بالتصلب، وقلت الزيادة في الوزن والحجم لكل من الثمرة والنواة، وازدادت نسبة المواد الصلبة الذائبة 18 اسبوع ( الخلال أو البسر ).
3- زالت المادة القابضة، وأصبحت الثمار لينة، واللون أصبح داكنا وازدادت نسبة السكريات المختزلة عن السكروز 22 اسبوع ( الرطب ).
4- تقل نسبة الرطوبة في الثمار، وترتفع نسبة المواد الصلبة الذائبة ويصل السكر الى أقصاه وتكون نسبة السكروز أعلى ما يمكن ( التمر ).
5- كان منحنى النمو بشكل حرف (S) وهذا يتفق مع النتائج التي تم الحصول عليها من سلوك النمو.
الاكثر قراءة في النخيل والتمور
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة