مصير أبناء المشركين اين ؟					
				 
				
					
						
						 المؤلف:  
						الشيخ ماجد ناصر الزبيدي					
					
						
						 المصدر:  
						التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )					
					
						
						 الجزء والصفحة:  
						ج 3، ص330-333.					
					
					
						
						2025-05-07
					
					
						
						510					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				مصير أبناء المشركين اين ؟
قال تعالى : {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } [هود : 105 - 108].
الجواب / قال عبد اللّه بن سلام مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فقلت : أخبرني أيعذّب اللّه عزّ وجلّ خلقا بلا حجّة ؟ فقال : « معاذ اللّه عزّ وجلّ ».
قلت : فأولاد المشركين في الجنّة أم في النّار ؟ فقال : « إنّ اللّه تبارك وتعالى أولى بهم ، إنه إذا كان يوم القيامة ، وجمع اللّه عزّ وجلّ الخلائق لفصل القضاء يأتي بأولاد المشركين ، فيقول لهم : عبيدي وإمائي ، من ربّكم ، وما دينكم ، وما أعمالكم ؟ - قال - فيقولون : اللهمّ ربّنا أنت خلقتنا ، وأنت أمتّنا ، ولم تجعل لنا ألسنة ننطق بها ، ولا أسماعا نسمع بها ، ولا كتابا نقرؤه ، ولا رسولا فنتّبعه ، ولا علم لنا إلّا ما علّمتنا ».
قال : « فيقول لهم عزّ وجلّ : عبيدي وإمائي ، إن أمرتكم بأمر أتفعلونه ؟
فيقولون : السّمع والطّاعة لك ، يا ربّنا . فيأمر اللّه عزّ وجلّ نارا يقال لها الفلق ، أشدّ شيء في جهنّم عذابا ، فتخرج من مكانها سوداء مظلمة بالسّلاسل والأغلال ، فيأمرها اللّه عزّ وجلّ أن تنفخ في وجوه الخلائق نفخة ، فتنفخ ، فمن شدّة نفختها تنقطع السماء ، وتنطمس النجوم ، وتجمد البحار ، وتزول الجبال ، وتظلم الأبصار ، وتضع الحوامل حملها ، وتشيب الولدان من هولها يوم القيامة ، ثم يأمر اللّه تبارك وتعالى أطفال المشركين أن يلقوا أنفسهم في تلك النار ، فمن سبق له في علم اللّه عزّ وجلّ أن يكون سعيدا ، ألقى نفسه فيها ، فكانت النار عليه بردا وسلاما ، كما كانت على إبراهيم عليه السّلام ، ومن سبق له في علم اللّه عزّ وجلّ أن يكون شقيا ، امتنع فلم يلق نفسه في النار ، فيأمر اللّه تبارك وتعالى النار فتلتقطه لتركه أمر اللّه ، وامتناعه من الدخول فيها ، فيكون تبعا لآبائه في جهنّم ، وذلك قوله عزّ وجلّ : { فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } « 1 ».
وقال عليّ بن إبراهيم ، في قوله تعالى : يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خالِدِينَ فِيها : فهذا في نار الدنيا قبل يوم القيامة : ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ قال : وقوله : وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها يعني في جنان الدنيا التي تنقل إليها أرواح المؤمنين ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ يعني غير مقطوع من نعيم الآخرة في الجنة يكون متّصلا به ، وهو ردّ على من ينكر عذاب القبر والثّواب والعقاب في الدنيا في البرزخ قبل يوم القيامة « 2 ».
وقال حمران : قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام : إنّه بلغنا أنّه يأتي على جهنّم حتى تصفق أبوابها . فقال : « لا واللّه إنه الخلود ».
قلت : خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ ؟ فقال : « هذه في الذين يخرجون من النار » « 3 » .
وقال محمّد بن مسلم : سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن الجهنّميّين .
فقال : « كان أبو جعفر عليه السّلام يقول : يخرجون منها فينتهى بهم إلى عين عند باب الجنّة . تسمى عين الحيوان ، فينضح عليهم من مائها ، فينبتون كما ينبت الزرع ، تنبت لحومهم وجلودهم وشعورهم » « 4 » .
وقال زرارة : سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه : {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ } إلى آخر الآيتين .
قال : « هاتان الآيتان في غير أهل الخلود من أهل الشّقاوة والسعادة ، إن شاء اللّه يجعلهم خارجين . ولا تزعم - يا زرارة - أنّي أزعم ذلك » .
 
_________________
( 1 ) التوحيد : ص 390 ، ح 1 .
( 2 ) تفسير القميّ : ج 1 ، ص 338 .
( 3 ) كتاب الزهد : ص 98 ، ح 265 .
( 4 ) كتاب الزهد : ص 95 ، ح 256 .
 
				
				
					
					
					 الاكثر قراءة في  سؤال وجواب					
					
				 
				
				
					
					
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة