الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
من سلا الى الغني بالله
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة: مج6، ص: 352-353
2024-12-10
147
من سلا الى الغني بالله
ومما اشتمل على نظم لسان الدين ونثره ما كتب به من سلا الى سلطانه الغني بالله تعالى وقد بلغه ما كان من صنع الله سبحانه له (وعودته الى سلطانه):
هنيئا بما خولت من رفعة الشان وإن كره الباغي وإن رغم الشاني
وأن خصك الرحمن جل جلاله بمعجزة منسوبة لسليمان
أغار على كرسيه بعض جنه فألقت له الدنيا مقالد إذعان
فلما رآها فتنة خر ساجدا وقال إلهي امنن علي بغفران
وهب لي ملكا بعدها ليس ينبغي تقلده بعدي لإنس ولا جان
فآتاه لما أن أجاب دعاءه من العز ما لم يؤت يوما لإنسان
وإن كان هذا الأمر في الدهر مفردا فأنت له لما اقتديت به الثاني
فقابل صنيع الله بالشكر واستعن به واجز إحسان الإله بإحسان
وحق الذي سماك باسم محمد لو أن الصبا قد عاد منه بريعان
لما بلغ النعمى عليك سروره ألية واف لا ألية خوان
فإني أنا العبد الصريح انتسابه كما أنت مولاي العزيز وسلطاني
إذا كنت في عز وملك وغبطة فقد نلت أوطاري وراجعت أوطاني
مولاي الذي شأنه عجب والإيمان بعناية الله تعالى به قد وجب وعزه أظهره من برداء العزة احتجب إذا كانت الغاية لا تدرك فأولى أن تسلم
وترك ومنه الله تعالى عليك ليست مما يشرح قد عقل العقل فما يبرح وقيد
اللسان فما يرتعي في مجال العبارة ولا يسرح اللهم ألهمنا على هذه النعمة شكرا
352
ترضاه وإمداد من لدنك نتقاضاه يا الله يا الله سعود أنارت بعد أفول
شهابها وحياة كرت بعد ذهابها وأحباب اجتمعت بعد فراقها وأوطان
دنت بعد بعد شامها من عراقها وأعداء أذهب الله تعالى رسم بغيهم
ومحاه وبغاة أدار عليهم الدهر رحاه وعباد أعطوا من كشف الغم ما
سألوه ونازحون لو سئلوا في إتاحة القرب بما في أرماقهم لبذلوه وسبحان
الذي يقول ( ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه)
( النساء :66) فليهن الإسلام بياض وجهه بعد اسوداده وتغلب إيالة من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر على بلاده وعودة الملك المظلوم الى معتاده واستواء الحق النائي جنبه فوق مهاده ورد الإرث المغصوب الى مستحقه عن آبائه وأجداده والحمد لله الذي غسل عن وجه الامة الحنيفية العار وانقذ عهدها وقد ملكها الذعار فرد المعار واعيد الشعار نحمدك اللهم حمدا يليق بقدسك لا بل لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
والعبد يامولاي قد بهرت عقله آلاء الله تعالى قبلك فالفكر جائل واللسان
ساكت والعقل ذاهل والطرف باهت فإن أقام رسما للمخاطبة فقلم مرح
وركض وطرس هز جناح الارتياح ونفض ليس هذا المرام مما يرام
ولا هذه العناية التي تحار فيها الأفهام مما تصمي غرضه الأيام من المعتبرين
الله تعالى أن يجعل مولاي من الشاكرين وبأحكام تقلبات الأيام من المعتبرين
حتى لا يغره السراب الخادع والدهر المرغم للأنوف الجادع ولا يرى في
الوجود غير الله من صانع ولا معط ولا مانع ويمتعه بالعز الجديد ويوفقه
للنظر السديد ويلهمه للشكر فهو مفتاح المزيد والسلام.