1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاندلسي :

في تولية الأمير يوسف

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب

الجزء والصفحة:  مج6، ص: 346-349

2024-12-10

120

في تولية الأمير يوسف

ومن إنشاء لسان الدين في تولية الأمير يوسف المذكور مشيخة الغزاة على لسان السلطان والده ما نصه :

هذا ظهير كريم فاتح بنشر الألوية والبنود، وقود العساكر والجنود، وأجال في ميدان الوجود ، جياد البأس والجود ، وأضفى ستر الحماية والوقاية بالتهائم والنجود ، على الطائفين والعاكفين والركع السجود ، عقد للمعتمد به عقد التشريف ، والقدر المنيف ، زاكي الشهود ، وأوجب المنافسة بين مجالس السروج ومضاجع المهود ، وبشر السيوف في العمود ، وأنشأ ريح النصر آمنة من الخمود ، أمضى أحكامه ، وأنهد العز أمامه ، وفتح من زهر السرور والحبور كمامه ، أمير المسلمين عبد الله محمد ابن مولانا أمير المسلمين أبي الحجاج ابن مولانا أمير المسلمين أبي الوليد ابن فرج بن نصر - أيد الله تعالى أمره وخلد ذكره - لكبير ولده ، وسابق أمده ، وريحانة خلده ، وياقوتة الملك على يده ، ، الأمير الكبير الطاهر الظاهر الأعلى ، واسطة السلك ، وهلال سماء الملك ، ومصباح الظلم الحلك ، ومظنة العناية الأزلية من مدير الفلك ومجري الفلك ، عنوان سعده ، وحسام نصره وعضده ، وسمي جده ، وسلالة فضله ومجده ، السعيد المظفر الهمام الأعلى الأمضى ، العالم العامل الأرضى ، المجاهد المؤمل المعظم أبي الحجاج يوسف ، ألبسه الله تعالى من رضاه عنه حللاً لا تخلق جدتها الأيام ، ولا تبلغ كنهها الأفهام ، وبلغه في خدمته المبالغ التي يسر بها الإسلام ، وتسبح في بحار صنائعها الأقلام ، وحرس معاليتها الباهرة بعينه التي لا تنام ، وكنفه بركنه الذي لا يضام ، فهو الفرع الذي جرى بخصله على أصله ، وارتسم ه في نصله ، واشتمل حده على فصله ، وشهدت ألسن خلاله ، برفعة            346

جلاله ، وظهرت دلائل سعادته ، في بدء كل أمر وإعادته ، لما صرف وجهه إلى ترشيحه ، لافتراع هضاب المسجد البعيد المدى وتوشيحه ، بالصبر والحلم والبأس والندى ، وأرهف منه سيفاً من سيوف الله تعالى لضرب هام العدا

وأطلعه في سماء الملك بدر هدى ، لمن راح وغدا ، وأخذه بالآداب التي

تقيم من النفوس أودا ، وتبذر في اليوم فتجني غدا ، ورقاه في رتب المعالي طوراً فطوراً ، ترقي النبات ورقاً ونوراً ، ليجده بحول الله تعالى يداً باطشة بأعدائه ، ولساناً مجيباً عند ندائه ، وطرازاً على حلة علائه ، وغماماً من عمائم آلائه ، وكوكباً وهاجاً بسمائه ، وعقد له لواء الجهاد على الكتيبة الأندلسية من جنده ، قبل أن ينتقل عن مهده ، وظلله بجناح رايته ، وهو على کند دابته ، و استركب جيش الإسلام ترحيباً بوفادته ، وتنويهاً بمجادته ، وأثبت في غرض الإمارة النصرية سهم سعادته، رأى أن يزيده من عنايته ضروباً أثره ناساً فناساً ، قد اختلفوا لساناً ولباساً ، واتفقوا ابتغاء لمرضاة

وأجناساً، ويتبع الله والتماساً، ممن كرم انتماؤه، وزينت بالحسب العد سماؤه، وعرف غناؤه،

وتأسس على المجادة بناؤه، حتى لا يدع من العناية فناً إلا وجلبه إليه ، ولا

مقادة فخر إلا جعلها في يديه، ولا حلة عزّ إلا أضفى ملابسها عليه.

و لما كان جيش الإسلام في هذه البلاد الأندلسية – أمن الله سبحانه خلالها، وسكن زلزالها، وصدق في رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء آمالها - كلف همته ، ومرعى ذمته ، وميدان اجتهاده ، ومتعلق أمل جهاده ، ومعرج إرادته ، إلى تحصيل سعادته ، وسبيل خلاله ، إلى بلوغ كماله ، فلم يدع له علة إلا أزاحها ، ولا طليبة إلا أجال قداحها ، ولا عزيمة إلا أورى اقتداحها، ولا رغبة إلا فسح ساحها ، آخذا مدونته بالتهذيب ، ومصافه بالترتيب ، وآماله بالتقريب ، محسناً في تلقي الغريب ،       347

و تأنيس المريب ، مستنجزاً له و به وعد النصر العزيز والفتح القريب ، ورفع عنه لهذا العهد نظر من حكم الأغراض في حماته ، واستشعر عروق الحسائف لتشذيب كماته ، واشتغل عن حسن الوساطة لهم بمصلحة ذاته ، وجلب جباته، وتثمير ماله وتوفير أقواته ، ذاهباً أقصى مذاهب التعمير بأمد حياته ، فانفرج الضيق ، وخلص إلى حسن نظره الطريق ، وساغ الريق ، ورضي الفريق ، رأى - والله الكفيل لنجح رأيه ، وشكر سعيه ، وصلة حفظه ورعيه - أن لهم اختياره ، ويحسن لديهم آثاره ، ويستنيب فيما بينه وبين سيوف جهاده ، وأبطال جلاده ، وحماة أحوازه ، وآلات اعتزازه ، من يجري مجرى نفسه

النفيسة في كل مبنى ، ويكون له لفظ الولاية وله - أيده الله تعالى – المعنى فقدمه على الجماعة الأولى كبرى الكتائب ، ومقادة الجنائب ، وأجمة الأبطال ، ومزنة الودق الهطال ، المشتملة من الغزاة على مشيخة آل يعقوب نسباء الملوك الكرام ، وأعلام الإسلام ، وسائر قبائل بني مرين ، ليوث العرين ، وغيرهم من أصناف القبائل ، وأولي الوسائل ، ليحوط جماعتهم ، ويعرف بتفقده إطاعتهم ، ويستخلص لله تعالى ولأبيه - أيده الله تعالى – طاعتهم ، ويشرف

بإمارته مواكبهم ، ويزين بهلاله الناهض إلى الإبدار على فلك سعادة الأقدار كواكبهم ، تقديماً أشرق له وجه الدين الحنيف وتهلل ، وأحس باقتراب ما أمل ، فللخيل اختيال ومراح ، وللأسل الشمر اهتزاز وارتياح ، وللصدور انشراح، وللآمال مغدى في فضل الله تعالى ورواح فليتول ذلك - أسعده الله تعالى تولي مثله ممن أسرة الملك أسرته ، وأسوة النبي صلوات الله تعالى عليه أسوته ، والملك الكريم أصل لقرعه ، والنسب العربي منجد لطيب طبعه ، آخذاً أشرافهم بترفيع المجالس بنسبة أقدارهم مغرياً حسن اللقاء بإيثارهم ، شاكراً غناءهم ، مستدعياً ثناءهم ، مستدراً لأرزاقهم ، موجباً المزية بحسب استحقاقهم ، شافعاً لديه في رغباتهم المؤملة ، المتحملة ، مسهلا الإذن لو فودهم المتلاحقة   منفقا  لبضائعهم النافقة              348

مؤنساً لغرمائهم ، مستجلياً أحوال أهليهم وآبائهم ، مميزاً بين أغفالهم ونبهائهم . وعلى جماعتهم - رعى الله تعالى جهادهم ، ووفر أعدادهم – أن يطيعوه في طاعة الله تعالى وطاعة أبيه ، ويكونوا يداً واحدة على دفاع أعداء الله تعالى ، ويشدوا في مواقف الكريهة أزره ، ويمتثلوا نهيه وأمره ، حتى يعظم ، ويشهر الدفاع ، ويخلص المصال الله تعالى والمصاع ، فلو وجد ـ أيده الله تعالى - غاية في تشريفهم لبلغها ، أو موهبة لسوغها ، لكن ما بعد ولده العزيز عليه مذهب ، ولا وراء مباشرتهم بنفسه معزب ، والله تعالى منجح الأعمال ، ومبلغ الآمال ، والكفيل بسعادة المآل

الانتفاع فمن وقف على هذا الظهير الكريم فليعلم مقدار ما تضمنه من أمر مطاع. وفخر مستند إلى إجماع، ووجوب اتباع، وليكن خير مرعي الخير راع، بحول الله تعالى وأقطعه - أيده الله تعالى - ليكون بعض المواد الأزواد سفره، وسماطه، في جملة ما أولاه من نعمه، وسوغه من موارد كرمه، جميع القرية المنسوبة إلى عرب عنان، وهي المخلة الأثيرة، والمنزلة الشهيرة، تنطلق عليها أيدي خدامه ورجاله، جارية مجرى صريح ماله، محررة من كل وظيفة

لاستغلاله، إن شاء الله تعالى، فهو المستعان سبحانه، وكتب في كذا»

 

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي