1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاندلسي :

في تقليد الأمير سعد

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب

الجزء والصفحة:  مج6، ص:349-351

2024-12-10

112

في شأن تقليد الأمير سعد وكتب لسان الدين

المذكور الأصغر منه سنا ما صورته هذا ظهير جعل الله تعالى له الملائكة ظهيراً ، وعقد منه في سبيل الله تعالى

لواء منصوراً ، وأعطى المعتمد به باليمن كتاباً منشوراً وما كان عطاءُ ربك محظوراً (الإسراء : (20) وأطلع صبح العناية المبصرة الآية يبهر سفوراً ، ويسطع وأقر عيوناً للمسلمين وشرح صدوراً ، ووعد الأهلة أن تصير بإمداد شمس الهدى إياها بدوراً ، وبشر الإسلام بالنصر المنتظر ، والفتح الرائق الغرر ،

                                                    349

مواسط وثغوراً ، وأتبع حماة الدين لواء الإمارة السعيدة النصرية فأسعد" بها آمراً وأكرم بها مأموراً ، أمر به ، وأمضى العمل بمقتضاه وحسبه ، أمير المسلمين عبد الله محمد ابن أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين أبي الحجاج ابن أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين أبي الوليد ابن فرج بن نصر ، أعلى الله تعالى رايته وسدد رأيه ، وشكر عن الإسلام والمسلمين سعيه ، لقرية عينه، ومقتضى حقه من العدو ودينه ، وغصن دوحه ، وآية لوحه ، ودرة قلادته ، ودري أفلاك مجادته ، وسيف نصره ، وهلال قصره ، وزينة عصره ، و متقبل هديه ورشده ، ومظنة إشراق سعده ، وإنجاز وعده ، ولده الأسعد ، وسليل ملكه المؤيد ، الأمير الأجل الأعز الأسنى الأطهر الأظهر الأعلى: لابس أثواب رضاه ونعمته ، ومنحة الله لنصره وخدمته ، ومظهر عزه وبعد

،التقي الرضي العالم العامل الماجد حامي الحمى تحت ظل طاعته ، وكافي الإسلام الذي يأمن من إضاعته ، المحرز مزايا الأعمار الطويلة حظ الشهر في يومه وحظ اليوم في ساعته ، الموقر المهيب المؤمل المعظم أبي النصر سعد عرفه الله تعالى ببركة سعد بن عبادة جده ، خال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعظم بمجده ، ووزيره في حله وعقده ، وأجناه ثمرة النصر الذي كناه به ووصل سببه بسببه فما النصر إلا من عنده ، وأ وأنتج له الفتح المبين من مقدمتي نصره وسعده ، لما صرف وجه عنايته إليه في هذه البلاد الأندلسية التي خلص لله انفرادها ، وتمحض - لأن تكون كلمة الله العليا قراعها ، وصدق مصالها في سبيله جل وعلا ومصاعها ، إلى ما يمهد أرجاءها ، ويحقق رجاءها ، من سلم يعقد ، ولا يعدم الحزم معه ولا يفقد ، وعطاء ينقد ، ورأي لا يتعقب ولا ينقد ، وحرب تضمر له الجياد ، ويعتقل الأسل المياد ، وكان الجيش روض أمله الذي في جناه يسرح ، ومرمى فكره الذي عنه لا يبرح ، فدیوانه ديوان أمانيه الذي تسهب فيه وتشرح ، أسهمه من سياسته أوفى الحظوظ

                                               350

   وأسناها    وقصر عليه لفظ العناية ومعناها ، ووقف عليه موحدها ومثناها وأسناها

فازاح علله ، وأحيا أمله ، وأنشأ جدله ، ورفع عنه من لم يبذل الجد له ،

ولا أخلص لله فيه عمله

واختار لقيادة مقانبه المنصورة ، وإمارة غزواته المبرورة ، أقرب الناس إلى نفسه نسباً ، وأوصلهم به سبباً ، وأحقهم بالرتب المنيفة والمظاهر الشريفة ، ذاتاً وأباً ، وحداً وشباً ، وأمره على أشرافه ، و دل به الأنفال على أعرافه ، و صرف إليه آماله ، وا واستعمل في أسنته يمينه و في أعنته شماله ، وعقد عليه ألويته الخافقة لعزة نصره ، ورأى الظهور على أعداء الله تعالى جنى فهيأه لهصره، وأدار هالة قتام الجهاد عن قرب بالولادة على بدره ، ونبه نفوس المسلمين على جلالة قدره ، وقدمه على الكتيبة الثانية من عسكر الغزاة المشتملة على الأشياخ من أولاد يعقوب كبار بني مترين ، وسائر قبائلهم المكرمين ، وغيرهم من القبائل المحترمين ، ينوب عن أمره في عرض مسائلهم ، وقرى وافدهم ، وإجراء

وائدهم ، تقديماً تهلل له الإسلام واستبشر ، وتيقن الظفر فاستبصر ، لما علم بمن استنصر ، فليخلصوا له في طاعته الكبرى الطاعة ، وليعلقوا ببنان نداه بنان الطماعة ، ويؤملوا على يديه نجح الوسيلة إلى مقامه والشفاعة ، ويعلموا أن اختصاصهم به هو العنوان على رفع محالهم لديه ، وعزة شأنهم عليه ، فلو وجد هضبة أعلى لفرعها لهم وعلاها ، أو عزة أعز لجلاها ، أو قبلة أزكى لصرف وجوههم شطرها وولاها ، حتى تجنى ثمرة هذا القصد ، وتعود بالسعد حركة هذا الرصد ، وتعلو ذؤابة هذا المجد ، وتشهد بنصر الدين على يده ألسنة الغور والنجد ، بفضل الله سبحانه

وعليه - أسعد الله الدولة باستعماله مكافحاً بأعلامها ، وزيناً لأيامها ، وسيفاً في طاعة إمامها - أن يقدم منهم في مجلسه أهل التقديم ، ويقابل كرامهم بالتكريم ، ويستدعي آراء مشايخهم في المشكلات في أمور الحرب ، ويغضي جفون عزائمهم في موقف الصبر والضرب ، ويتفقدهم بإحسانه عند الغناء ، ويقابل حميد سعيهم              

                                                        351

بالثناء على هذا يعتمد وبحسبه يعمل وهو الواجب الذي لا يهمل  وقصده  بالأعظام  والإجلال  والانقياد  الذي يعود  بالآمال   وينجح  الأعمال  بحول  الله تعالى  متقبل  وكتب  في كذا.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي