الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
رسالة على لسان ولد السلطان من مالقة
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة: مج6، ص: 344-345
2024-12-09
163
رسالة على لسان ولد السلطان من مالقة
وقال رحمه الله تعالى: ومن نثري ما خاطبت به السلطان على لسان ولده من مالقة ، وقد وصلت به إليه من المغرب مولاي الذي رضى الله تعالى مقرون برضاه، والنُّجحُ مُسبب عن نيته ودعاه ، وطاعته مرتبطة بطاعة الله ، أبقى الله تعالى علي بكم ظل رحماه ، وغمام نعماه ، وزادني من مواهبه هداية في توفية حقه الكبير فإن الهدى هدى الله : يقبل مواطئ أقدامكم التي ثراها شرف الخدود وفخر الجباه ، ويقرر من عبوديته ما يسجل الحق مقتضاه ، ويسلّم على مثابة رحمتكم السلام الذي يحبه الله تعالى وبرضاه ، ولدكم وعبدكم يوسف ، من منزل تأييدكم
344
بظاهر مالقة حرسها الله، والوجود السن بالعز بالله ناطقة، والأعلام والشجر
ألوية" بالسعد خافقة مصاحبة مرافقة
وأنواع التوفيق متوافقة، وصنائع اللطيف الخبير
وقد وصل يا مولاي لعبدكم المفتخر بالعبودية لكم ما بعث به علي مقامكم، وجادت به سحائب إنعامكم، ولمن تحت حجبة ستركم المسدول، وفي ظل اهتمامكم الموصول، ولمن ارتسم بخدمة أبوابكم الشريفة من الخدام، وأولي المراقبة والالتزام، ما يضيق عنه بيان العبارة ، ويفتضح فيه
لسان القول والإشارة، من عنايات سنية، ونعم باطنة وجلية، وملاحظة مولوية، ومقاصد ملكية، فما شئت من قباب مذهبة ، وملابس منتخبة ، وأسرة مرتبة ، ومحاسن لا مستورة ولا محجبة ، واللواء الذي نشرتم على عبدكم ظله الظليل ، ومددتم عليه جناح العز الجليل ، جعله الله تعالى أسعد لواء يسير في خدمتكم ، ومد علي وعليه لواء حرمتكم ، حتى يكون لجهادي بين يديكم شاهداً ، وبالنصر العزيز والفتح المبين عليكم عائداً ، ولطائفة الخلوص لأمركم قائداً ، ولأولياء بابكم هادياً ولأعدائكم كائداً واتفق
يا مولاي أن كان عبدكم قد ركب مغتنماً برد اليوم ، ومؤثراً للرياضة في عقب النوم ، والتف عليه الخدام ، والأولياء الكرام
، فلما عدنا تعرضت تلك العنايات المجلوة الصور، المتلوة السور ، وقد حشر الناس ، وحضرت الأجناس ، فعلا الدعا، وانتشر الثنا ، وراقت الأبصار تلك الهمة العليا ، فنسأل الله تعالى يا مولاي أن يكافئ مقامكم بالعز الذي لا يتبدل ، والنصر الذي يستأنف ويستقبل ، والسعد الذي مُحكمه لا يتأول ، والعبد ومن له على حال اشتياق للورود على أبوابكم الرفيعة المقدار ، وارتياح لقرب
المزار :
وأبرح ما يكون الشوق يوماً إذا دنتِ الديار من الديار
345
والعمل على تيسير الحركة متصل، والدهر لأوامر السعد محتفل، بفضل
الله تعالى، والسلام على مقام مولاي مقام الشفقة والرحمة، والمنة والنعمة، ورحمة الله تعالى وبركاته».