1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المجتمع و قضاياه : آداب عامة :

النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل الكتاب

المؤلف:  الشيخ خليل رزق

المصدر:  نظام العلاقات الاجتماعية في نهج البلاغة

الجزء والصفحة:  ص108ــ110

2024-12-01

127

خلال الفترة الزمنية الأولى من بعثة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وبعد استقراره في المدينة قام النبي بعقد معاهدات كثيرة وكان الكفّار أنفسهم طرفاً فيها في بعض الأحيان، وحافظ عليها كل المحافظة، ولم يسمح بنقضها إلا بعد أن نقضها الطرف الآخر.

وأبرز هذه المعاهدات هي الوثيقة التاريخية بين النبي (صلى الله عليه وآله) وبين اليهود وبعد وصوله إلى المدينة بخمسة أشهر.

هذه الوثيقة حددت أساس العلاقة في المجتمع الإسلامي الجديد مع هؤلاء الناس، وقد أقرهم النبي (صلى الله عليه وآله) فيها على دينهم وأموالهم واشترط عليهم أن لا يعينوا أحداً، وان دهم أمر فعليهم النصر، كما أن على المسلمين ذلك في المقابل.. ولكن سرعان ما نقض اليهود العهد وعادوا إلى المكر والخداع، والغدر، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهله.

والملاحظة المهمة في هذه الوثيقة المشار إليها هي أنها لم تقتصر على تنظيم علاقات المسلمين مع غيرهم، وإنما تعرض جانب كبير منها إلى تقرير قواعد كلية، وأسس عملية للعلاقات بين المسلمين أنفسهم، كان لا بد منها لتلافي الأخطاء المحتملة قبل أن تقع.

ومما جاء في هذه الوثيقة:

بسم الله الرحمن الرحيم:

هذا كتاب من محمد النبي (صلى الله عليه وآله) بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم، إنهم أمة واحدة من دون الناس والمهاجرون من قريش على ربعتهم(1) يتعاقلون بينهم، وهم يفدون عانيهم(2)  بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو عوف على ربعتهم، يتعاقلون معاقلهم الأولى....

كل طائفة منهم تفـدي عـانيها بالمعروف والقسط بيـن المؤمنين.

وإن المؤمنين لا يتركون مفرحا(3) بينهم، أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل.

وإن المؤمنين المتقين على من بغى منهم أو ابتغى دسيعة(4) ظلم، أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين، وإن أيديهم عليه جميعاً، ولو كان ولد أحدهم.

ولا يقتل مؤمن مؤمناً في كافر، ولا ينصر كافراً على مؤمن.

وإن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم.

وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس.

وإن من تبعنا من يهود؛ فإن له النصر والأسوة، غيـر مظلومين، ولا متناصرين عليهم ...

لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم...

وليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف(5).

______________________________

(1) الربعة: الحال التي جاء الإسلام وهم عليها.

(2) العاني: الأسير والمعاقل: الديات.  

(3) المفرح: المثقل بالدين والكثير العيال.

(4) الدسيعة: الظلم.

(5) راجع الصحيح من سيرة النبي: السيد جعفر مرتضى ج3 ص70 نقلا عن سيرة ابن هشام ج2 ص147 ــ 150، والبداية والنهاية ج3 ص224 ــ 226. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي