1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : مشاكل و حلول :

التحديّات والخطّة المعاكسة

المؤلف:  الشيخ حسن الجواهري

المصدر:  أوضاع المرأة المسلمة ودورها الاجتماعي من منظور إسلامي

الجزء والصفحة:  ص 183 ــ 186

2024-10-17

508

كلّ مسلم يشعر بوجود تحديّات تواجه العالم الإسلامي للاتجاه نحو العولمة، وفرض الثقافة الأجنبية ـ المخالفة للإسلام ـ على المسلمين، كما نشاهد إطلاق الشعارات البرّاقة التي يتستر خلفها أعداء الإسلام والإنسان لجرّ البشرية جمعاء إلى ما يقصده النمر الأحمر من فهم مادي للحياة والكون.

فجاءت دعوات حقوق الإنسان، وحقوق المرأة وتحريرها، والمساواة بينها وبين الرجل، والتنمية، فعقدت المؤتمرات والندوات العالمية والدراسات الشاملة لجرّ المرأة أوّلاً: إلى ما تخطط له الفئات المعادية للدين، فإن فسدت المرأة فسد المجتمع، وطمس الدين، وسيطرت الدول الكافرة على العالم الإسلامي، فاستغلّ موضوع المرأة وحقوقها والظلم الواقع عليها ووجوب مساواتها بالرجل في رفع أيّ تمييز بينهما لصالح المفاهيم التحلّلية واللاأخلاقية المنحطّة التي تجرّ إلى ترك كلّ ثقافة مستندة إلى الدين الذي يحفظ العدالة الإنسانية، ويقف في وجه الاستعمار الجديد للسيطرة على العالم سياسياً واقتصادياً وثقافياً.

فالخلاصة: إنّ المعركة دائرة بين الدين واللادين.

والثاني: (في هذا القرن الواحد والعشرين) مجهّز بأحدث الأجهزة الفتّاكة والفاسدة، فما هو العمل للوقوف في وجه هذا التحدّي الصارخ أمام الدين؟

أقول: يجب على المهتمّين بشؤون الإسلام والمسلمين من التركيز على عملين في وقت واحد:

العمل الأوّل: هو الصحوة الإسلامية من التخلّف الذي شمل جميع مناحي الحياة، خصوصاً قسم المرأة المسلمة التي لا تملك اليوم دورها المطلوب في الحياة.

العمل الثاني: تحسين حالة المرأة والعائلة.

وهذان العملان يتوقّفان على خطّة تنموية شاملة تعتمد على:

1ـ تعميم التوعية بين المسلمين ـ رجالاً ونساءً ـ بحقوق المرأة ودورها في الحياة (المادية والمعنوية)، والعمل على تغيير النظرة الاجتماعية للمرأة في حقّ العمل الذي تصاحبه العفّة والطهارة الروحية.

2ـ التركيز على تعليم المرأة، والارتقاء بها في مجال التخصّصات العالية في جميع العلوم.

3ـ توفير فرص العمل التي تنسجم مع المرأة، كالإدارة والتخطيط والتطبيب والتعليم والتربية والمهن التي تتفق مع تطلّعات المرأة المسلمة، وما شابه ذلك.

4ـ مشاركة المرأة الكفوءة في السياسية والثقافة والإدارة لتتسلّم مراكز عالية في الدولة، ولا تقتصر على المشاركة المتدنيّة في تلك الحقول إذا كانت عندها الكفاءة العالية لذلك.

5ـ إيجاد المؤسسات والمنظّمات النسوية الشعبية والحكومية، ودعمها لأجل تحقيق مطاليبها المشروعة في كلّ شعب الحياة.

6ـ العمل على تقوية المرأة وتخليصها من حالات الضعف والأوبئة، وتشجيع حصولها على كلّ ما من شأنه تقوية جسمها وصحتها وسلامتها، مثل: التربية البدنية والرياضة المناسبة لها بعيداً عن الاستغلال والتحلّل.

7ـ كما يجب الاهتمام الصحي بأُمور الولادة، وتنفيذ برامج صحيّة اجتماعية غير إجبارية لتنظيم النسل الذي يؤدّي إلى تحسين الحالة العائلية للزوجين، وتنظيم السكان.

8ـ الإشراف على الأُسرة من ناحية المشاورة الطبيّة، وحلّ مشاكلّ الزوجين.

9ـ العمل على محو الأُمّية للنساء، لتنعم المرأة بالقراءة والكتابة.

10ـ العمل على إشاعة النتائج الفاسدة والمدمّرة لثقافة الغرب اتجاه المرأة بحجّة تحريرها وإعطاء حقوقها، مع بيان النتائج المفيدة الحاصلة للمرأة الغربية من دخولها الحياة من أوسع أبوابها، حيث حصلت على العلم والمعرفة والمشاركة السياسية والادارية وغيرها، إلاّ أنّها فقدت في أكثر الأحيان إنسانيتها وكرامتها بسلبها الدين والأُمور المعنوية.

والدول الإسلامية هي المدعوّة لإيجاد الخطّة المعاكسة لهجمة الغرب اتجاه المرأة، لوجود خصوصيتين مشتركتين بينها تجعلها قادرة على مواجهة تحرير المرأة من الدين:

الخصوصية الأولى: خصوصية الانتساب إلى العقيدة الإسلامية، والتشريع الإسلامي (قرآناً وسنّة).

الخصوصية الثانية: خصوصية الأخلاق الإنسانية الإسلامية التي تدعوا إلى الفضائل والقيم وترك الفساد والصور اللاأخلاقية، والتي تلعب الغرائز دوراً مهماً فيها لإبداء الصورة غير صحيحة للمرأة.

ولهذا نرى أيضاً عدّة ضرورات يجب أن تقوم بها الدول الإسلامية بصورة جماعية:

أوّلاً: من الضروري جدّاً أن يصدر إعلان إسلامي يمثّل صنوف المرأة تتبّناه الدول الإسلامية تطبيقاً، يحقّق الآمال لنهضة المرأة، ويتسّم بالواقعية والأصالة الإسلامية مع التركيز على الفوارق الحقيقية بين الجنسين الموجبة لاختلاف بعض الأحكام والحقوق.

ثانياً: يجب على الدول الإسلامية رصد ما يصدر عن الاعلام الغربي حول موضوعات المرأة، وتحليل مضامينه بعناية، وبيان سلبياته وإيجابياته، لأجل أن لا يختلط الغث بالسمين في المعركة بين الفكر المادي وغير المادي.

ثالثاً: يجب على الدول الإسلامية أن تجعل لها هيئات خاصّة تكون مهمّتها التنسيق لتوحيد المواقف تجاه المؤتمرات العالمية حول المرأة والأُسرة، بحيث يكون لها حضور فعّال من المختصّين والمختصّات بشؤون المرأة والأُسرة، ليكون لها الأثر الفعّال والواضح اتّجاه المواثيق الدولية التي يراد إجراؤها.