x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
حب المال والأخطار الأخلاقية
المؤلف: محمد تقي فلسفي
المصدر: الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة: ص 228 ـ 229
2024-09-05
361
إذا استسلم عشاق المال دون قيد أو شرط لأهوائهم هذه فإنهم يتعرضون لأكبر المخاطر الأخلاقية والإنسانية. فهم للوصول إلى هدفهم ومبتغاهم، وهو المال، وجمعه أكثر فأكثر، يديرون ظهورهم للعدل والإنصاف والحق والفضيلة ويتنكرون لحب بني جنسهم، ويزيلون العواطف الإنسانية من أذهانهم.
{كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} [الفجر: 17 - 20].
إن حب المال أحياناً، وبفعل شدة التأثير على الإنسان يجعله لا يستحي من القيام بأي عمل، ولا يتورع عن ارتكاب أية جريمة، يرى الباطل حقاً، والقبيح جميلاً.
لقد حدث كثيراً، طوال تاريخ البشر أن عبيد المال، وفي سبيل الوصول إلى الثروة، قتلوا الكثيرين، وسفكوا الدماء، وداسوا الحرمات، وهتكوا الأعراض، وأحدثوا أضراراً لا يمكن تعويضها.
ولسوء الحظ فإن أمثال هؤلاء لشدة حبهم للمال، لا يشبعون منه أبداً، بل إنه كلما زادت ثرواتهم يشعرون بفقر ونقص، ويأملون في زيادة ثرواتهم، وبالتالي يكونون أكثر نهماً وحرصاً.
قال علي (عليه السلام): (الحريص فقير ولو ملك الدنيا بحذافيرها) (1).
عن أبي عبد الله (الصادق) (عليه السلام) أنه قال: (من تعلق قلبه بالدنيا تعلق قلبه بثلاث خصال: هم يفني، وأمل لا يدرك، ورجاء لا ينال) (2).
مرض نفسي:
إن عشاق اكتناز المال مصابون بنوع من الأمراض النفسية والعصبية، وهم في هذا المجال مسلوبو الإرادة، ينجذبون لأهوائهم، التي تنشط في وجودهم رغماً عنهم، ولكي يبقوا بعيدين عن الأخطار، ولا يعتدوا على حقوق الآخرين، ولا ينحرفوا عن جادة الحق والعدالة، من الضروري أن يذكروا الله عز وجل دائماً، ويكبحوا هذه الرغبات المتمردة بقوة الإيمان وبموازين القانون والأخلاق، ويراقبوا أنفسهم في أن لا يخطوا خطوة خارج حدود الحق في سبيل الحصول على المال والثروة، ولا يتمرغوا في الخطيئة والخيانة، لئلّا يقعوا في مهاوي السقوط والتعاسة. والقرآن الكريم يوصي أتباعه في هذا المجال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المنافقون: 9].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ غرر الحكم، ص 61.
2ـ الكافي، ج 2، ص 320.