1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الآباء والأمهات :

مرحلة الولادة ورعاية السنن / حسن اختيار الاسم للمولود

المؤلف:  محمد جواد المروجي الطبسي

المصدر:  حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)

الجزء والصفحة:  ص28ــ38

2024-08-26

328

من السنن التي ينبغي للأبوين العمل بها اختيار الاسم، فإن ذلك ليس بالأمر الهين؛ إذ على الأبوين أن يعلما بأن هذا الوليد سوف يكون إلى آخر عمره قريناً لما يُسمّى به، وأن الآخرين سوف ينادونه به وأنه سيكون عَلَماً له، ودليلاً على شخصيته، فإن كان الاسم قبيحاً فلا ريب في كونه داعياً للاستهزاء به والسخرية منه، وأنه سوف يكون سبباً في إيذائه وعذابه النفسي، ومن الطبيعي أن الطفل يعلم بأن السبب في كلّ ذلك هو أبواه.

ولذا فإنّ المستحسن جداً اختيار الاسم الحسن كما ورد في الروايات من التوصية باختيار أحسن الأسماء، وأحسنها ما فيه العبودية لله تعالى، والذي يذكر بالفضائل ومكارم الأخلاق، ومن هنا فمن المحبّة التسمية بأسماء الأنبياء والصلحاء والأئمة المعصومين (عليهم السلام)، وإن كان المولود أنثى سمّيت بفاطمة، ويكون بذلك قد أحيا جانباً من الثقافة والشعائر الإسلامية، ولذا كان الأئمة المعصومون (عليهم السلام) يسمّون مواليدهم باسم النبي (صلى الله عليه وآله) «محمد» إلى سبعة أيام ليأنس الطفل بهذا الاسم المبارك، كما يكون قد أنس بذلك من قبل عند سماعه الشهادتين في الأذان والإقامة حيث أيقظ ذلك فطرته وجوارحه بسماع الشهادة بالوحدانية والرسالة.

وإليك نبذة من الأخبار في ذلك:

1ـ سنة التسمية

عن الإمام جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: ((لا يولد لنا ولد إلا سميناه محمّداً، فإذا مضى سبعة أيام فإن شئنا غيرنا وإلا تركنا))(1).

2ـ اختيار الاسم الحسن حق الولد

عن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ((حق الولد على الوالد أن يُحسن اسمه ويُحسن أدبه))(2).

3ـ الاسم الحسن أفضل ما يهدى إلى الولد

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((إنّ أوّل ما ينحل أحدكم ولده الاسم الحسن، فليحسن أحدكم اسم ولده))(3).

وروى موسى بن بكر عن أبي الحسن (عليه السلام) أنه قال: ((أول ما يبر الرجل ولده أن يسميه باسم حسن، فليحسن أحدكم اسم ولده))(4).

4ـ أثر الاسم الحسن يوم القيامة

قال المحدّث النوري في المستدرك: وفي الخبر أنه ليؤتى بالرجل يوم القيامة واسمه محمد، فيقول الله له: ما استحييت أن عصيتني وأنت سمي حبيبي، وأنا أستحي أن أُعذِّبك وأنت سمي حبيبي(5).

5ـ سمي محمد يدخل الجنة

روى عطاء عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)، عن ابن عباس أنه قال: ((إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ألا ليقم كلّ من اسمه محمد فليدخل الجنّه لكرامة سميّه محمد صلى الله عليه وآله))(6).

6ـ يدعى الناس يوم القيامة بأسمائهم

عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أنه قال: ((استحسنوا أسماءكم فإنكم تدعون بها يوم القيامة: قم يا فلان بن فلان إلى نورك قم يا فلان بن فلان لانور لك))(7).

توضيح

مما لاريب فيه أن الأسماء لا تعدو كونها مجرد ألفاظ وإن كانت حسنة وجميلة وهي وحدها غير كافية في سعادة الإنسان والمقصود من الروايات هو أن للأسماء الحسنة آثاراً إيجابية في النفس والمجتمع بحيث يمكن للمتسمّى بها السموّ إلى أخلاق النبي والأئمة (عليهم السلام)، وتمهيد طريقه إلى الجنة.

والنكتة المستبطنة في التسمية هي أنّ اسم كلّ شخص وبأي مـعـنـى كــان يـجـدد للشخص نفسه - بالاستعمال المكرّر - ذكريات خاصة، ولا يخلو ذلك من فائدة قد تنعكس على سعادته أو شقاوته.

7ـ أفضل الأسماء للذكور

ذكرت الروايات أسماء كثيرة للذكور، لكن ورد التأكيد فيها على بعضها، وهي:

أ. عبد الله وعبد الرحمن

عن ابن عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: ((أحب الأسماء إلى الله: عبد الله، وعبد الرحمن))(8).

وقد استشار ابن حميد الإمام الصادق (عليه السلام) في تسمية ولده، فقال: ((سَمه اسماً من العبودية))، فقال: أيّ الأسماء هو؟ قال: ((عبد الرحمن))(9).

ب ـ اسم محمد

روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((من ولد له أربعة أولاد ولم يُسمّ أحدهم باسمي فقد جفاني))(10).

قال أبو هارون: كنت جليس جعفر بن محمد (عليه السلام) فأبطأت عليه أياماً، ثم ذهبت إليه، فقال لي: ((لم أرَك منذ أيام يا أبا هارون))؟ فقلت: ولد لي غلام، فقال: ((بارك الله لك، فما سمّيته))؟ قلت: سمّيته محمّداً، فأقبل بـخـده نحو الأرض وهو يقول: ((محمد، محمّد محمّد)) حتى كاد يلصق خدّه بالأرض، ثمّ قال: ((بنفسي وبولدي وبأهلي وبأبوي وبأهل الأرض كلّهم جميعاً الفداء لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، لا تسبّه، ولا تضربه، ولا تسيء إليه، واعلم أنه ليس في الأرض اسم محمد إلا وهـو يـقدّس كل يوم))(11).

وروى أبو أمامة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((من ولد له مولود ذكر فسماه محمّداً حبّاً وتبرّكاً باسمي كان هو ومولوده في الجنّة))(12).

وروى جابر عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: ((فما من بيت فيه اسم محمد إلا أوسع الله عليهم الرزق، فإذا سمّيتموه فلا تضربوه ولا تشتموه))(13).

وقال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): ((البيت الذي فيه محمّد يصبح أهله بخير ويمسون بخير))(14).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((إذا سميتم الولد محمّداً فأكرموه، وأوسعوا له في المجلس، ولا تقبحوا له وجهاً))(15).

وعن أنس أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((تسمّون أولادكم محمّداً ثم تلعنونهم!؟))(16).

توضيح

مما يلفت النظر في هذا الروايات هو أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عجب ممن يسمي ولده محمداً ولم يرع حرمة هذا الاسم، فيلعن ويطعن سميّه في حال أنه لا يليق ذلك بمن يتسمّى بهذا الاسم الكريم.

ج . بورك لبيت فيه محمد

روى أبو رافع عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((إذا سمّيتم محمّداً فلا تقبحوه، ولا تجبّهوه، ولا تضربوه بورك لبيت فيه محمّد، ومجلس فيه محمّد، ورقعة فيها محمد))(17).

قال إسحاق بن عمار: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)، فأخبرته بأن الله تعالى قد رزقني ولداً ذكراً، فقال (عليه السلام): ((ألا سمّيته محمّداً))، قلت: قد فعلتُ قال: ((فلا تضرب محمّداً ولا تشتمه، جعله الله قرة عين لك في حياتك، وخلف صـدق بعدك))(18).

وروى أبو رافع عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((إذا سميتم محمّداً فلا تضربوه، ولا تحرموه))(19).

وعن علي بن همام بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ((إذا سميتم الولد محمّداً فأكرموه، و وسعوا له المجالس، ولا تقبّحوا له وجهاً، فما من قوم لهم مشورة حـضـر معهم من اسمه أحمد أو محمّد فأدخلوه في مشورتهم إلا خير لهم، ومـا مـن مـائدة نصبت وحضر عليها من اسمه أحمد أو محمد إلا قُدّس ذلك البـيـت فـي كـل يـوم مرتين))(20).

د. اسم عليّ وأسماء الأئمة المعصومين (عليهم السلام)

قال سليمان الجعفري: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: ((لا يدخل الفقر بيتاً فـيـه اســم محمد، أو أحمد، أو عليّ، أو الحسن، أو الحسين، أو جعفر، أو طالب، أو عبد الله، أو فاطمة من النساء))(21).

وقال عبد الرحمن بن محمد العرزمي: استعمل معاوية مروان بن الحكم على المدينة وأمره أن يفرض لشباب قريش، ففرض لهم، فقال علي بن الحسين (عليه السلام): ((فأتيته، فقال: ما اسمك؟ فقلت: علي بن الحسين فقال: ما اسم أخيك؟ فقلت: عليّ. فقال: عـلـيّ وعلي، ما يريد أبوك أن يدَعَ أحداً من ولده إلا سمّاه عليّاً! ثم فرض لي، فرجعت إلى أبي فأخبرته، فقال: ويلي على ابن الزرقاء دبّاغة الأدم، لو ولدلي مائة لأحببت أن لا أُسمّي أحداً منهم إلا عليّاً))(22).

فائدة التسمية باسم علي وأبنائه (عليهم السلام)

قال ربعي بن عبد الله: قيل لأبي عبد الله - جعلت فداك ـ إنا نسمّي بأسمائكم وأسماء آبائكم، فينفعنا ذلك، فقال: ((إي والله، وهل الدين إلا الحب والبغض! قال الله: {إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم}(23).

هـ أسماء الأنبياء

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((إذا كان اسم بعض أهل البيت اسم نبي لم تزل البركة فيهم))(24).

وروى الأصبغ بن نباته عن علي (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: ((ما من أهل بيت فيهم اسم نبي إلّا بعث الله عزّ وجلّ إليهم ملكاً يقدسهم بالغداة والعشيّ))(25).

وعن أبي وهب عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ((تسمّوا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن، وأقبحها: حرب ومرة))(26).

8ـ أفضل الأسماء للإناث

عن السكوني قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وأنا مغموم مكروب، فقال لي: ((يا سكوني، ما غمّك))؟ فقلت: ولدت لي ابنة. فقال: ((يا سكوني، على الأرض ثقلها وعلى الله رزقها، تعيش في غير أجلك، وتأكل غير رزقك)) فسرّى والله عـنـي، فقال: ((مـا سمّيتها))؟ قلت: فاطمة. قال: ((آه آه آه ثمّ وضع يده على جبهته. ـ إلى أن قال: ((أمّا إذا سمّيتها فاطمة فلا تسبّها ولا تلعنها ولا تضربها))(27).

9ـ لا تتّسموا بأسماء الفراعنة

روي عن عمر أن الله عزّ وجل رزق أخا أمّ سلمة زوجة النبي ولداً ذكراً فسماه الوليد، فلما سمع النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ((سمّيتموه باسم فراعنتكم، غيّروا اسمه)). فسموه عبد الله(28).

وروى أبو هريرة في ذلك عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((سميتموه بأسـامي فـراعـنتكم، ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له: الوليد وهو شر على هذه الأمة من فرعون على قومه))(29).

10ـ لا تسموا أولادكم بأسماء أعداء أهل بيتكم (عليهم السلام)

عن جابر، عن الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) أنه قال لغلام: ((ما اسمك))؟ قال: محمد. قال: ((بم تكنى))؟ قال: بعلي. فقال أبو جعفر: ((لقد احتظرت من الشيطان احتظاراً شديداً، إن الشيطان إذا سمع منادياً ينادي: يا محمد أو يـا عـلـي ذاب كما يذوب الرصاص حتى إذا سمع منادياً ينادي باسم عدوّ من أعدائنا اهتز واختال))(30).

وروى محمد بن سنان عن يعقوب السراج، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وهو واقف على رأس أبي الحسن موسى (عليه السلام)، وهو في المهد، جعل يساره طويلاً، فجلست حتى فرغ، فقمت إليه، فقال (عليه السلام): ((ادنُ إلى مولاك، فسلّم عليه))، فدنوت، فسلمت عليه، فردّ عليّ بلسان فصيح، ثمّ قال لي: ((اذهب فغيّر اسم ابنتك التي سميتها أمس، فإنه اسم يبغضه الله))، وكانت ولدت لي بنت وسمّيتها بالحميراء، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ((انته إلى أمر تر شد))(31).

11ـ تغيير النبي (صلى الله عليه وآله) للأسماء

نقل العلامة الطريحي في المنتخب في خبر طويل أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لرسول ملك الروم: ((ما اسمك؟ فقال: اسمي عبد الشمس. فقال له: ((بدل اسمك فإني سميتك عبدالوهاب))(32).

وعن سهل بن سعد، قال: كان رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) اسمه أسود فسماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبيض(33).

وقال عتبة بن سلمى: كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا أتاه الرجل وله اسم لا يحبه حوّله(34).

وعن ابن عمر أنه قال: إن كثير بن الصامت كان اسمه قليلاً، فسماه النبي (صلى الله عليه وآله) كثيراً، وأن مطيع بن الاسود كان اسمه العاص، فسماه النبي (صلى الله عليه وآله) مطيعاً، وأن أُمّ عاصم بن عمر كان اسمها عاصية، فسماها رسول الله (صلى الله عليه وآله) سهلة، وكان لا يتفأّل بالاسم(35).

توضيح

لعل سر تفؤّل رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالاسم هو أن النبي كان يحمل أسماءهم على معان جميلة لئلا يكون ذلك سبباً في الاستهزاء والتحقير لهم من قبل الآخرين.

وعن الحسين بن علوان عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: ((إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يغيّر الأسماء القبيحة في الرجال والبلدان))(36).

12ـ إحياء ذكرى الشهداء في التسمية بأسمائهم

عن ابن القداح عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: ولد لي غلام فماذا أُسَمّيهِ؟ قال: ((أحب الأسماء إليَّ حمزة))(37).

13ـ إحياء ذكرى الأبرار في التسمي بأسمائهم

عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((ما من قوم يكون فيهم رجل صالح فيموت فيخلف فيهم مولوداً فيسمون باسمه إلّا أخلفهم الله تعالى بالحسنى))(38).

خلاصة وتحليل

يستفاد من مجموع الروايات المتقدمة ما يلي:

1. أن الاسم الحسن من الحقوق المسلّمة للولد، كما أشارت إلى ذلك الروايات المتواترة عن الشيعة والسنّة، والنكتة الظريفة التي يمكن الإشارة إليها هي ما تستبطنه كلمة «نحلة» و «بر» من معنى، فإنّ الاسم الحسن في نظر المعصومين (عليهم السلام) هو الهدية والإحسان في حق الطفل الذي سوف يكون ذخراً باقياً.

2. استقرار سيرة المعصومين على تسمية المولود محمّداً إن كان ذكراً، وتغيير اسمه بعد سبعة أيام إن أراد أبوه ذلك وإلّا أبقاه.

ولعلّ الغرض من هذه السنة هو أنّ الله تعالى ينظر إلى المولود المسمّى بـ «محمد» وإلى أبويه وأهل بيته بعين الرحمة واللطف، ويزيد إلى فضله عليهم فضلاً، ويذهب بالفقر المادي والمعنوي عن ساحتهم.

3. أنه ينبغي اختيار أسماء الأنبياء والأئمة المعصومين (عليهم السلام) التي تشير أسماؤهم إلى العظمة والعزة والعبودية، كما ورد في الروايات، والتحرز عن التسمّي بأسماء الفراعنة والظلمة والملوك الجائرين، فإنّ في التسمّي بأسمائهم ترويج الظلم، وإحياءً لمظاهر الباطل، وإدخالاً للسرور على الشيطان وقلوب الأعداء.

4. أن التسمّي بأسماء الأولياء (عليهم السلام)- كاسم (علي وفاطمة) عليهما السلام ـ يترك أثره على صاحبه في الدنيا والآخرة، فلا ينبغي سباب أو تحقير المتسمّي باسم محمد، وكذا لا ينبغي ضربه، وليس معنى ذلك جواز ضرب أو تحقير أو سباب غـيـره مـن ســائر الأبناء، بل هذا هو احترام يفوق ذلك الاحترام للتسمية بالاسم المبارك لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة (عليهما السلام) وأيضاً ورد التأكيد على استشارة من اسمه محمد، كما قرأنــا فـي الروايات، وليس معنى ذلك ترك استشارة غير المتسمّى بهذا الاسم من الأولاد الآخرين، بل ذلك ـ وكما أشرنا - هو بسبب ما لهذا الاسم من قداسة خاصة، فمن الطبيعي أن يكون لهذا الاسم الأثر المبارك في نفوس المتسمين به، بحيث يحاول المتسمّى به الاستزادة من العقل والتدبير والتقوى والاتصاف بكل ما يليق بهذا الاسم.

5ـ أن من دواعي الفخر والاعتزاز لكل شعب هـو إحياء ذكرى المجاهدين وأصحاب الجهاد من الأبطال وتخليد ذكراهم، وأن أحد السبل في ذلك هو التسمي بأسماء هؤلاء المجاهدين، فإنّ ذلك يحيي ذكراهم ويكون سبباً في إحياء روح الجهاد في نفوس أبنائنا.

6. أنه يستفاد من الروايات أنّ التسمية باسم شخص علامة الولاء والمحبة لذلك الشخص، لذا فإنّ من المسؤوليات الأولية للأبوين هو حسن انتخابهما للاسم الذي يتجسّد في إحياء الأُسوة والقدوة لصاحب الاسم الحقيقي.

________________________________

(1) مستدرك الوسائل، ج 15، ص 127.

(2) كنز العمال، ج 16، ص 477.

(3) وسائل الشيعة، ج 15، ص 122.

(4) نفس المصدر، ص 126.

(5) مستدرك الوسائل، ج 15، ص 130.

(6) وسائل الشيعة، ج 15، ص 128.

(7) عدة الداعي، ص78.

(8) كنز العمال، ج16، ص 417.

(9) وسائل الشيعة، ج15، ص 125.

(10) عدة الداعي، ص77.

(11) وسائل الشيعة، ج15، ص 126.

(12) كنز العمال، ج 16، ص 422.

(13) مجموعة ورّام، ص 26.

(14) وسائل الشيعة، ج 15، ص 127.

(15) نفس المصدر؛ كنز العمال، ج 16، ص 418.

(16) نفس المصدر الأول.

(17) مكارم الأخلاق، ص 25.

(18) وسائل الشيعة، ج 12، ص 19.

(19) كنز العمال، ج 16، ص 418.

(20) مستدرك الوسائل، ج 1، ص 130؛ درر الأخبار، ج 2، ص 103.

(21) وسائل الشيعة، ج 15، ص 129.

(22) نفس المصدر، ص 128.

(23) مستدرك الوسائل، ج 15، ص 129.

(24) نفس المصدر.

(25) وسائل الشيعة، ج 15، ص 125.

(26) كنز العمال، ج 16، ص 420.

(27) وسائل الشيعة، ج 15، ص 200.

(28) كنز العمال، ج 16، ص 592.

(29) نفس المصدر، ص 430.

(30) وسائل الشيعة، ج 15، ص 126.

(31) مستدرك الوسائل، ج 15، ص 128؛ بحار الانوار، ج 48، ص 19 و 48.

(32) نفس المصدر الأول.

(33) كنز العمال، ج 16، ص 596.

(34) نفس المصدر، ص 591.

(35) نفس المصدر.

(36) وسائل الشيعة، ج 15، ص 124.

(37) نفس المصدر، ص 129؛ كنز العمال، ج 16، ص 423.

(38) كنز العمال، ج 16، ص 419.