1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الآباء والأمهات :

تعليم الأدب وتربية الأولاد / الاهتمام بأمر التربية

المؤلف:  محمد جواد المروجي الطبسي

المصدر:  حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)

الجزء والصفحة:  ص73ــ77

2024-08-24

296

إن من أهم المسائل في الحياة إحساس الوالدين وشعورهم بالمسؤولية تجاه أبنائهم فيما يرتبط بالتربية وتعليم الأدب، وهذا حق من حقوق الولد على الأبوين، وقد تواترت الروايات في الإشارة إلى هذا الأمر المهم، فقد روى درست عن أبي الحسن الكاظم (عليه السلام) أنه قال: ((جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله ماحق ابني هذا؟ قال: أن تُحسِن اسمه وأدبَه، وَضعهُ موضعاً حسنا))(1).

قيل: في تفسير قوله (صلى الله عليه وآله): ((وضعه موضعاً حسناً)): إنّ المراد بذلك هو اختيار الزوجة المناسبة والصالحة للولد، وقد تقدّمت الروايات في باب اختيار الاسم الحسن وحُسن تربية الأولاد.

ـ الاهتمام بأمر التربية

قال الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): ((وتجب للولد على والده ثلاث خصال: اختيارُه لوالدته وتحسينُ اسمه، والمبالغة في تأديبه))(2).

حسن التربية خير من الصدقة

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((لأن يؤدب أحدكم ولدَه خير له من أن يتصدق بنصف صاع كلّ يوم))(3).

خير ما نحل الوالد ولده حسن الأدب

عن أيوب بن موسى قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((ما نحن والد ولداً نحلاً أفضل مـن أدب حسن))(4).

الأدب خير ميراث

روى ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((ما ورّث والد ولده أفضل من الأدب))(5).

وقال امير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لولده الحسين (عليه السلام): والأدب خير ميراث))(6).

دور التربية في تكامل الإنسان

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يعرف المؤمن منزلته عند ربه بأن يربّي ولداً له كافياً قبل الموت))(7).

أفضل الأوقات في التربية

من أفضل المراحل التي ينبغي للأبوين تعليم أبنائهم الأخلاق والآداب الإسلامية فيها هي مراحل الطفولة والشباب؛ لأنّ الطفل في تلك المرحلة لا يعرف غير أُمه وأبيه وأسرته، وفي تلك المرحلة يكون شديد التأثر نفسياً وروحياً بما يدور حوله، فـهـو يسجّل في وجوده كلّ ما يجري حوله من تصرفات ويحاول تطبيق ذلك ولو على الأمد البعيد.

لو تساهل الأب والأم في تلك المرحلة - مرحلة الطفولة ـ في تربية الولد ولم يكونا لولدهما أُسوة حسنة في كلّ شيء، بأن كانا يحاولان الاكتفاء بالأمر والنهي الجافين فقط، فإنه سوف ينعكس ذلك على تصرّفات الأولاد انعكاساً سلبياً؛ لكون تلك الوصايا والتعليمات جوفاء؛ ولأن الطفل سوف يواجه خارج الأسرة نماذج سلبية خلقياً مما يجعله ذلك يتأثر بتلك النماذج بشدّة.

فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لولده الحسن (عليه السلام) قال: ((وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما أُلقي فيها من شيء قبلته، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبك))(8).

تعليم الأدب في الصغر

قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام): ((كان فيما أوصى به لقمان ولده أن قال: يا بني، إن تأدبت صغيراً انتفعت به كبيراً، ومن عنى بالأدب اهتم به، ومن اهتم به تكلّف علمه، ومن تكلّف علمه اشتدّ له طلبه، ومن اشتدّ له طلبه أدرك به منفعته، فاتخذه عادة، وإياك والكسل منه والطلب بغيره))(9).

نعم، إن الأدب رأس مال الحياة ما ناله نائل إلا واغتنم كنزاً عظيماً.

ألزمه نفسك سبع سنين

إن شجرة التربية تنمو وتتكامل تدريجاً، وتكون مثمرة على طول الزمان، كما أن ورق شجرة التوت لما تتبدّل إلى الحرير بواسطة دودة القز بحاجة إلى فرصة ووقت طويل، فإن بلغت تلك المرحلة تكامل وجودها وصار يرغبها الخاص والعام، وكذا الأمر في تربية الطفل، فإنّ ذلك بحاجة إلى الصبر والتحمّل والمراقبة المستمرة، ولها ثمر طيب، وحلو يفرح به الأبوان وتزول به عنهما الأتعاب.

روى يونس، عمّن حدثه عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: ((دع ابنك يلعب سبع سنين، وألزمه نفسك سبع سنين، فإن أفلح وإلا فإنه ممن لا خير فيه))(10).

وقد رويت هذه الرواية بطريقين آخرين ورد في كليهما ذكر مرحلة لعب الطفل وهي الست سنين، لكن في رواية أُخرى للطبرسي قسمت مرحلة الطفولة والشباب إلى ثلاث مراحل: الست الأولى للعب، والست الثانية مرحلة التعليم، ومن ثم سبع سنوات للتربية، وفي ضوء الروايتين الأوليين تكون التربية سبع سنين، ثم تبدأ المرحلة الثانية في السنة الثالثة عشر.

فوائد الأدب في مرحلتي الطفولة والشباب

لا حاجة إلى الإطناب في البحث عن فوائد الأدب في مرحلتي الطفولة والشباب لوضوح هذا الأمر تماماً إذ أنّ القسم الأعظم من النجاح أو الهزيمة التي يصاب بـهـا الإنسان في مرحلة ما بعد الشباب تتعلّق جذورها بالتربية الصحيحة أو بسوء التربية في مرحلة الطفولة والشباب، فما أحسن ما قيل: ((العلم في الصغر كالنقش عـلـى الحجر))، وقد تقدّم للقمان الحكيم كلام في ذلك، وأنّ الأدب رأس المال في الكبر، وله کلام آخر يوصي به ولده قال: ((فأتخذه (الأدب) عادةً، فإنّك تُخلَف في سلفك، وتنفع به خلفك، ويرتجيك فيه راغب ويخشى صولتك راهب))(11).

وقال سفيان الثوري: دخلت على الصادق (عليه السلام) فقلت: أوصني بوصيّة أحفظهما من بعدك. قال: ((وتحفظ يا سفيان))؟ قلت: أجل يا ابن بنت رسول الله، قال (عليه السلام): ((یا سفیان، لا مروّة لكذوب، ولا راحة لحسود، ولا إخاء لملول، ولا خلة لمختال، ولا سؤدد لسيئ الخُلق))، ثم أمسك. فقلت: يا ابن رسول الله زدني فقال (عليه السلام): ((يا سفيان، ثق بالله تكن عارفاً، وأرض بما قسم لك تكن غنيّاً، صاحب بمثل ما يصاحبونك به تزدد إيماناً، ولا تصاحب الفاجر، فيعلمك من فجوره، وشاور في أمرك الذين يخشون الله عزّ وجلّ))، ثم أمسك. فقلت: يا ابن رسول الله زدني. فقال: ((يا سفيان، من أراد عزّاً بلا سلطان، وكثرة بلا إخوان، وهيبةً بلا مال فلينتقل من ذلّ معاصي الله إلى عزّ طاعته))، ثم أمسك. فقلت: يا ابن رسول الله زدني فقال (عليه السلام): ((يا سفيان، أدبني أبي بثلاث، ونهاني عن ثلاث: فأما اللواتي أدبني بهنّ، فإنّه قال لي: يابني، من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن لا يقيد ألفاظه يندم، ومن يدخل مداخل السوء يُتّهم))، قلت: يا ابن رسول الله، فما الثلاث اللواتي نهاك عنهنّ؟ قال (عليه السلام): ((نهاني أن أُصاحب حاسد نعمة، وشامتاً بمصيبة، وحامل نميمة))(12).

_________________________________

(1) وسائل الشيعة، ج 15، ص 198 و123؛ کنز العمال، ج 6، ص 417 مع اختلاف يسير.

(2) بحار الأنوار، ج 75، ص 236.

(3) مكارم الأخلاق، ص222.

(4) كنز العمال، ج 16، ص 456.

(5) نفس المصدر، ص 460.

(6) تحف العقول، ص 85.

(7) كنز العمال، ج 16، ص 489.

(8) وسائل الشيعة، ج 15، ص 197.

(9) بحار الأنوار، ج 13، ص 419.

(10) وسائل الشيعة، ج 15، ص 193 و 195.

(11) بحار الأنوار، ج 13، ص 411.

(12) تحف العقول، ص 396.