في الحقيقة أن عنوان (أطفال صعبو المراس) له معانٍ كثيرة، فهذا العنوان يطلق على أطفال، بالدرجة الأولى، فوضويين، يعني الأطفال غير الهادئين الذين هم مصدر حيرة وتعجب للتربية والتعليم اليوم. إن هؤلاء الأطفال ولكي يصلوا إلى مقاصدهم يتوسلون القوة واللامبالاة، فيحدثون أضراراً ودماراً فيما يحيط بهم، وهذه الخسائر هي بمثابة ألعاب لهم (1).

إن هذا النوع من الأطفال، بالنسبة لرغباتهم النفسية والأخلاقية يختلفون بعضهم عن البعض، ولهذا السبب فإن العلماء، من وجهة نظر العلم، قسموا الأطفال إلى أقسام متعددة، وأوضحوا الحالات النفسية لكل قسم منها، فأحد أقسام الأطفال صعبي المراس هم اولئك الذين لديهم انحراف أخلاقي.

(إن الإنحرافات الفطرية، أو الفطرة المنحرفة، لها علاقات خاصة وأحياناً يطلق عليها عنوان (الجنون الأخلاقي) وأسماء أخرى من قبيل (اللاشعور الأخلاقي) (ومرضى الأخلاق) وفي جميع هذه الاصطلاحات يوجد عنصران يمثلان الفطرة المنحرفة والفاسدة. أحدهما عدم الإهتمام الأخلاقي الناتج عن فقدان الشعور الإنساني، والشخصية الفردية، والآخر الفساد الفطري، أي الرغبات المخالفة للرغبات الأخلاقية الطبيعية.

إن الفساد والانحراف الفطري يظهر بسرعة، لأنه منذ السنوات الأولى، يعرف لدى هؤلاء الأطفال عن طريق العصبية والغضب والصراخ اللاإرادي، ولأنهم غالباً حاقدون وغاضبون وعصاة فإنهم يتعرضون لحالات عدم الراحة، وبما أنهم متقلبون فإنهم يأنسون للتشرد والانحراف والاستجداء وربما شكلوا مجموعات خاطئة منحرفة وخطرة.

وفي فترة البلوغ، يكون غالباً ابتلاؤهم بالشهوات الناتجة عن العلاقات الغير اخلاقية المبكرة والتي من الممكن أن يرافقها التشرد، ويكون هذا الأمر في المرتبة الاوى لديهم.

إن أمثال هؤلاء الأشخاص، ولكسلهم وعدم ثباتِهم لا يمكنهم الحصول على المال، ولهذا ولكي يحصلوا على النقود من والديهم فإنهم يتوسلون القوة والتهديد وسوء الأخلاق وحتى السب والشتم، إن هذه المجموعة هي مأساة العائلة وربما قاموا ايضاً بارتكاب الجرائم إن الشخص الفاسد المنحرف فكرياً يكون بصورة خاصة معدوم الحساسية لا يتقيد بشيء، لأنه يحرر نفسه من أي نوع من أنواع العواطف الأخلاقية، التي هي معيار لقيمنا وأهدافنا، وإحساساتنا، وفي الحقيقة إن الفاسد والمنحرف هو ذلك الشخص الذي يقوم بالأعمال المنحرفة والمخالفة للمجتمع، والأسوأ من ذلك أن يضع قيمة أخلاقية لهذه الأعمال المخالفة للمجتمع) (2).

التربية الخاصة

والأطفال صعبو المراس، هم أولئك الذين لم يحظوا في طفولتهم بالرعاية العلمية والأساليب العلمية الصحيحة، وتربوا بصورة عادية ففي شبابهم يكونون منحرفين غير سالمين. إن هؤلاء بأخلاقهم السيئة وتصرفاتهم غير الصحيحة يصيبون جو العائلة بالاضطراب والاختلال، ويوجدون مفاسد، ويواجهون الوالدين وبقية أعضاء الأسرة بمشاكل مختلفة.

فواجب الوالدين مع أمثال هؤلاء الشبان، هو الصبر، والمداراة، مع التدبير. وكذلك فإن واجب بقية أعضاء الأسرة في مثل هذه الحالات هو المرونة والتساهل، يجب أن يعلموا الشباب عن طريق التلقين الملائم والأساليب الصحيحة، ويسعوا إلى ان تكون هذه التعاليم بالتدريج، وتصبح عادة يعتاد عليها، ثم يجعلوه ينسجم قدر الإمكان مع جو الأسرة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ماذا أعلم؟ تربية الأطفال الصعبين، ص 9.

2ـ المصدر السابق، ص 39. 

مواضيع ذات صلة

جلوس البنات على شاشة التلفزة وصفحات الأنترنت

أثر سوء الأخلاق على بدن الإنسان

سلبيات التلفاز والكومبيوتر والأنترنت

أثر الخوف والقمع على التربية

المعلم القاسي

التحديّات والخطّة المعاكسة

اهتزاز المبادئ الأخلاقية

الاحساس بالحقارة

سئمتُ من العناية بقريبي المريض

اللعن

طلاب المحبة العاجزون

موت الإنسان في الجرائم