1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية الروحية والدينية :

حث الشيعة على الورع والتقوى والارتباط بالله

المؤلف:  الشيخ / حسين الراضي العبد الله

المصدر:  التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع

الجزء والصفحة:  ص 226 ــ 231

2023-07-04

1112

فَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ:

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام): يَا إِسْحَاقُ، خَفِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ؛ وَإِنْ كُنتَ لَا تَرَاهُ (1) فَإِنَّهُ يَرَاكَ (2).

فَإِن (3) كُنتَ تَرى أَنَّهُ لَا يَرَاكَ فَقَدْ كَفَرْتَ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ يَرَاكَ ثُمَّ بَرَزُتَ (4) لَهُ بِالْمَعْصِيَةِ (5)، فَقَدْ جَعَلْتَهُ مِنْ (6) أَهْوَنِ النَّاظِرِينَ عَلَيْكَ (7)، (8).

وعَنْ أَبِي حَمْزَةَ (9)، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام): مَنْ عَرَفَ اللَّهَ خَافَ اللَّهَ، وَمَنْ خَافَ اللَّهَ سَخَتْ (10) نَفْسُهُ عَنِ الدُّنْيَا (11).

وعَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام)، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: قَوْمٌ يَعْمَلُونَ بِالْمَعَاصِي (12)، وَيَقُولُونَ: نَرْجُو، فَلَا يَزَالُونَ كَذلِكَ حَتَّى يَأْتِيَهُمُ الْمَوْتُ (13)؟

فَقَالَ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ يَتَرَجحُونَ (14) فِي الْأَمَانِيِّ، كَذَّبُوا، لَيْسُوا بِرَاجِينَ، إِنَّ (15) مَنْ رَجَا شَيْئاً طَلَبَهُ، وَمَنْ خَافَ مِنْ شَيْءٍ (16) هَرَبَ مِنْهُ (17).

ويبدو أن الخطاب كان للشيعة وإن لم يصرح باسمهم حيث كان الأئمة (عليهم السلام) يهتمون بتربية شيعتهم تربية روحية وحثهم على الورع والتقوى والارتباط بالله سبحانه في جميع الحالات، والشاهد على ذلك أن هذه الرواية رواها شخص آخر وصرح بالمقصود من هؤلاء القوم قال الكليني:

وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ، قَالَ:

قُلْتُ (18) لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام): إِنَّ قَوْماً مِنْ مَوَالِيكَ يُلِمُونَ بِالْمَعَاصِي، وَيَقُولُونَ: نَرْجُو؟

فَقَالَ (عليه السلام): كَذَبُوا لَيْسُوا لَنَا بِمَوَالٍ، أُولئِكَ قَوْمٌ (19) تَرَجْحَتْ بِهِمُ (20) الأماني؛ مَنْ رَجَا شَيْئاً عَمِلَ لَهُ، وَمَنْ خَافَ مِنْ شَيْءٍ (21) هَرَبَ مِنْهُ (22).

الجنة والنار

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة المتقين: عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ، فَهُمْ وَالْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُنَعَمُونَ، وَهُمْ وَالنَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُعَذِّبُونَ قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ، وَشُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ، وَأَجْسَادُهُمْ نَحِيفَةٌ، وَحَاجَاتُهُمْ خَفِيفَةٌ، وَأَنْفُسُهُمْ عَفيفَةٌ، صَبَرُوا أَيَّامَاً قَصِيرَةً أَعْقَبَتْهُمْ رَاحَةً طَوِيلَةٌ تِجَارَةٌ (23) مُرْبِحَةٌ يَسَّرَهَا لَهُمْ رَبُّهُمْ، أَرَادَتْهُمُ الدُّنْيَا وَلَمْ يُرِيدُوهَا، وَأَسَرَتْهُمْ فَفَدَوْا أَنْفُسَهُمْ مِنْهَا (24).

الأزمة الأخلاقية التي يعيشها العالم ومنها الأمة الإسلامية يقودها إلى الدمار الحتمي على مختلف الأصعدة ولا تفرق بين الصغير والكبير أو المستحق أو غيره فإن البلاء يأخذ البريء كما يأخذ المجرم لهذا على العقلاء من الناس أن يفكروا في نتائج هذه الأزمة قبل أن تحل الكارثة وتأكل الأخضر واليابس وما وقع من الزلازل في باكستان والفيضان والعواصف في أمريكا وغيرهما ليس منا ببعيد.

هذه الخطبة الشريفة من خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) في صفات المتقين وصفة ناجحة في علاج هذه الأزمة الأخلاقية الخانقة والمدمرة.

قوله (عليه السلام): (فَهُمْ وَالْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُنَعمُونَ، وَهُمْ وَالنَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُعَذِّبُونَ).

هذا تفريع ونتيجة طبيعية لمعرفة الله وعظم قدره في أنفس هؤلاء المؤمنين الذين اتصفوا بصفاة المتقين حيث إن الله في نظرهم أكبر من كل شيء وأعظم من كل عظيم، كما قد صغر ما دونه في أعينهم.

الأبحاث العلمية والعرفانية أثبتت أن الجنة والنار موجودتان بالفعل غاية الأمر أن الإنسان في دار الدنيا قد يتصورهما ويتصور ما في الجنة من النعيم الدائم ويتمنى أن يكون فيها، ويتصور النار وما فيها من العذاب الدائم ويستعيذ بالله منها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ في مرآة العقول: فإن لم تكن تراء بدل وإن كنت لا تراه

2ـ في نسخة (ب) / وإن كنت لا تراه فإنه يراك.

وفي مرآة العقول، ج 2، ص 32 – 33، واعلم أن الرؤية تطلق على الرؤية بالبصر وعلى الرؤية القلبية وهي كناية عن غاية الانكشاف والظهور، والمعنى الأول هنا أنسب أي خف الله خوف من يشاهده بعينه وإن كان محالا. ويحتمل الثاني أيضاً؛ فإن المخاطب لما لم يكن من أهل الرؤية القلبية ولم يرتق إلى تلك الدرجة العلية - فإنّها مخصوصة بالأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) قال: (كأنك تراه)، وهذه مرتبة عين اليقين وأعلى مراتب السالكين.

 وقوله: (فإن لم تكن تراه) إن لم تحصل لك هذه المرتبة من الانكشاف والعيان فكن بحيث تتذكر دائماً أنه يراك وهذه مقام المراقبة، كما قال تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [الرعد: 33]؛ {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، والمراقبة: مراعاة القلب للرقيب واشتغاله، به، والمثمر لها هو تذكر ان الله تعالى مطلع على كل نفس بما كسبت، وأنه سبحانه عالم بسرائر القلوب وخطراتها، فإذا استقر هذا العلم في القلب جذبه إلى مراقبة الله سبحانه دائماً وترك معاصيه خوفاً وحياءً والمواظبة على طاعته وخدمته دائماً.

وقوله: (وإن كنت ترى) تعليم الطريق جعل المراقبة ملكة للنفس، فتصير سبباً لترك المعاصي. والحق أن هذه شبهة عظيمة للحكم بكفر أرباب المعاصي، ولا يمكن التفضي عنها إلا بالاتكال على عفوه وكرمه سبحانه ومن هنا يظهر أنه لا يجتمع الإيمان الحقيقي مع الإصرار على المعاصي.

3ـ في نسخ (ب، ف، بر، بس، بف) ومرآة العقول والوسائل والبحار والفقه المنسوب للرضا (عليه السلام): (وإن).

4ـ في نسخة (ض): (برزت).

5ـ في الفقه المنسوب للرضا (عليه السلام) وثواب الأعمال: (ثم استترت عن المخلوقين بالمعاصي وبرزت له بها) بدل (ثم برزت له بالمعصية).

6ـ في الفقه المنسوب للرضا (عليه السلام): - (من). وفي ثواب الأعمال: (في حد) بدل (من).

7ـ في نسخة (بر) وحاشية نسخ (ج، د، بف) والفقه المنسوب للرضا وثواب الأعمال: (إليك).

8ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج3، ص 175، رقم 1600، وفي الطبع القديم ج 2، ص 68، ثواب الأعمال، ص 176، ذيل الحديث الطويل 1، بسنده عن إسحاق بن عمار. الفقه المنسوب للرضا (عليه السلام)، ص 382، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 288، ج 1957؛ الوسائل، ج 15، ص 220، ح 20324؛ البحار، ج 70، ص 355، ح 2.

9ـ في نسخة (ف): + (الثمالي).

10ـ (سخت) أي تركت: يقال: سَخت نفسي عن الشيء وسَخِيت، إذا تركته. راجع: الصحاح، ج 2، ص 2373؛ المصباح المنير، ص 270 (سخا).

11ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 3، ص 176، رقم 1602، وفي الطبع القديم ج 2، ص 68، تحف العقول، ص 362، الفقه المنسوب للرضا (عليه السلام)، ص 381، وفيه هكذا: من خاف الله سخت نفسه عن الدنيا، الوافي، ج 4، ص 288، ح 1959؛ الوسائل، ج 15، ص 220، ح 20325؛ البحار، ج 70، ص 356، ح 3.

12ـ في نسخة (ب): (المعاصي).

13ـ في نسخة (ز): (أجلهم).

14ـ في نسخة (ب): (يترججون) بالجيمين.

والترجح: الميل، وتذبذب الشيء المعلق في الهواء والتميل من جانب إلى جانب. ومنه الارجوحة، وهو حبل يشد طرفاه في موضع عال، ثم يركبه الإنسان ويُحرك وهو فيه سمي به، لتحركه ومجيئه وذهابه، أو هي التي يلعب بها، وهي خشبة تؤخذ فيوضع وسطها على تل، ثم يجلس غلام على أحد طرفيها وغلام آخر على الطرف الآخر فترجح الخشبة بهما ويتحركان فيميل أحدهما بصاحبه الآخر. و(في) للسببية، أو للظرفية أو بمعنى على؛ يعني مالت بهم عن الاستقامة أمانيهم الكاذبة، وبعبارة أخرى: يميلون عن الحق بسبب الأماني، أو فيها، أو عليها باعتبار أنها تميل بهم، كما تميل الأرجوحة بمن فيها، أو عليها، فكأنه (عليه السلام) شبه أمانيهم بأرجوحة يركبها الصبيان يتحرك بأدنى نسيم وحركة، فكذا هؤلاء يميلون بسبب الأماني من الخوف إلى الرجاء بأدنى وهم راجع: النهاية، ج 2، ص 198، لسان العرب، ج 2، ص 446، (رجح) شرح المازندراني، ج 8، ص 209؛ الوافي، ج 4، ص 289.

15ـ في نسخ (د، ز، ص، ف) والوسائل: - (إن).

16ـ في نسخة (بر): (شيئاً) بدل (من شيء).

17ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج3، ص 177، رقم 1603، وفي الطبع القديم ج 2، ص 68، تحف العقول، ص 362، الوافي، ج 1، ص 288، ح 1960، الوسائل، ج 15، ص 216، ح 20312، البحار، ج 70، ص 357، ح40.

18ـ في نسخة (ص): (قال).

19ـ في نسخة (ب): (أقوام).

20ـ في (ز): (لهم).

21ـ في نسخ (د، ز، ص، بس، بف) وحاشية نسخة (ض): (شيئاً) بدل (من شيء). وفي مرآة العقول، ج 8، ص 36، الأحاديث الواردة في سعة عفو الله سبحانه وجزيل رحمته ووفور مغفرته كثيرة جداً، ولكن لا بد لمن يرجوها ويتوقعها من العمل الخالص المعد لحصولها، وترك الانهماك في المعاصي المفوّت لهذا الاستعداد، فاحذر أن يغرك الشيطان ويثبطك عن العمل ويقنعك بمحض الرجاء والأمل، وانظر إلى حال الأنبياء والأولياء واجتهادهم في الطاعات وصرفهم العمر في العبادات ليلا ونهاراً، أما كانوا يرجون عفو الله ورحمته؟ بلى والله، إنهم كانوا أعلم بسعة رحمته وأرجى لها منك ومن كل أحد ولكن علموا أن رجاء الرحمة من دون العمل غرور محض وسفه بحت؛ فصرفوا في العبادات أعمارهم وقصروا على الطاعات ليلهم ونهارهم.

22ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 3، ص 177، رقم 1604، وفي الطبع القديم ج 2، ص 68، الوافي، ج 4، ص 289، ح 1961، الوسائل، ج 15، ص 216، ح 20313؛ البحار، ج 70، ص 357، ذيل ح 4.

23ـ وفي نسختنا الخطية المؤرخة 736 هـ وتجارة.

24ـ هذا النص متطابق مع النسخة الخطية لنهج البلاغة المؤرخة 494 هـ والتي تعود للدكتور فخر الدين النصيري. شرح نهج البلاغة ج 10، ص 132. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي