1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : مشاكل و حلول :

الفساد الأخلاقي

المؤلف:  الشيخ / حسين الراضي العبد الله

المصدر:  التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع

الجزء والصفحة:  ص 256 ــ 261

2023-06-17

1201

من أكبر عوامل انهيار الأسرة الفساد الأخلاقي من الطرفين بالأخص الزوجة فليس ممارستها للفحشاء والمنكر وخيانتها لزوجها فقط هي التي تدمر الحياة الزوجية بل إن شك الزوج في عفتها سوف يضعها على طريق المشاكل والانهيار.

أما الحل: فالإمام الصادق (عليه السلام) يذكر ثلاث قواعد أساسية لنجاح الحياة الزوجية وسعادة الزوجين:

القاعدة الأولى: صيانة المرأة نفسها من كل دنس.

وما يشوه سمعتها لتكون عند زوجها طاهرة نقية عفيفة وبذلك تضع القاعدة الأولى الرصينة لحياة سعيدة مع زوجها فإن الزوج المسلم لديه غَيْرَةٌ شديدة على زوجته ويحب دائماً أن يسمع عنها المدح والثناء وبالأخص في العفة والستر.

والمطلوب هو الجانب العملي التي تقوم به وتصرفاتها خصوصاً في العصر الحاضر الذي انتشرت وسائل الانحراف، بل تحاول المرأة أن لا يدخل الشك في قلب زوجها عليها، فإن مثل هذا يكون باباً من أبواب عدم الثقة بها ثم تتحول الحياة إلى جحيم لا تطاق، وفي كل مجتمع من المجتمعات سلوكياته وعادته وما يصلح في مجتمع لا يصلح في مجتمع آخر وما يكون أمراً حسناً في مجتمع يكون سيئاً لمجتمع آخر، فعلى الزوجة ملاحظة قلب زوجها وتتصرف بشكل لا يدخل الشك في قلبه عليها ولو دخل فعليها التعامل بحكمة لإزالة مثل هذه الأمور التي تعصف بحياتها الزوجية.

 

القاعدة الثانية: حياطته:

وأن تكون محيطة به في مختلف جوانب الحياة وتكون له كالأم الرحيم الحنون ولا تكلفه ما لا يطيق وعلل الإمام ذلك أنها إذا كانت محيطة به وأظهرت عطفها وحنانها على زوجها وسبقته بالمعروف فسوف يقابلها بالمعروف ويغفر زلاتها وتقصيراتها في حقوقه.

القاعدة الثالثة عشقها لزوجها:

والإمام (عليه السلام) يعلم النساء المتزوجات عشقهن لأزواجهن وأن تكون العلاقة الزوجية ليست مبنية على المحبة والمودة فقط بل على العشق وهو أعلى درجات المحبة فالإمام الصادق (عليه السلام) يذكر سببين من أسباب عشق الزوجة لزوجها:

1ـ استعمال الخِلَابة: وهي مخادعة الزوجة لزوجها بلسانها بالكلام الطيب المعسول والغنج والدلال والتحبب له حتى تتمكن أن تملك قلبه وتستولي على مشاعره وينقاد لها بكل شوق واندفاع ومحبة ويبادلها العشق والمحبة وهو ما يعبر عنه في زماننا بالمغازلة وهنا العشق من الزوجة لزوجها ينقسم إلى قسمين:

أـ العشق الصادق: أي قد يكون حب الزوجة لزوجها حباً حقيقياً وعليها أن تظهره وليس من الحكمة أن تخفيه بتصور أنه خلاف الدين أو خلاف الحياء أو خلاف الأدب كما تفعله بعض النساء الجاهلات من باب التدين وهذا خطأ فادح.

ب- وقد لا يكمن حبها له حباً حقيقياً وهنا أيضاً عليها أن تتظاهر له بالحب والعشق له وهو ما بات يعبر عنه في الأدب العربي بـ (الخلابة) والإمام الصادق (عليه السلام) عبر بإظهار العشق للزوج فقد لا تكون المرأة في قرارة نفسها معجبة بزوجها أو أنها لا تحبه ولكنه زوجها ولا تستغني عنه ولا بد أن تستمر معه في الحياة الزوجية فحينئذ ليس من السياسة الحكيمة ومصلحتها ومصلحة الأسرة أن تظهر عدم محبتها له، وقد تكون الأسباب التي أدت إلى عدم محبتها له تافهة قد تزول عند أدنى تعقل وتفهم فلو أبرزت له الكراهة فقد تفتح عليها باب الشقاء في الحياة الزوجية فحينئذ من السياسة الحكيمة في الحياة الزوجية أن تظهر له العشق ويتكرر منها ذلك في كل يوم وفي كل ساعة وهذه السياسة قد تغير حالها ووضعها ويتحول العشق الذي تتظاهر به إلى واقع معاش حقيقي بينها وبين زوجها.

وقد فسر علماء أهل اللغة الخلابة بالمعنى الثاني وهو أن تقوم المرأة باستمالة قلب زوجها بكلامها حيث قالوا:

الخلابة: الخداع يقال خلبه بمنطقه إذا أمال قلبه بألطف القول (1).

فهذه سياسة من المرأة في بناء حياتها الأسرية مع زوجها وعيشها معه عيشة سعيدة. وقالوا أيضاً:

وأما الخلابة: فهي الحب الخادع وهو الحب الذي وصل إلى الخلب وهو الحجاب الذي بين القلب وسواد البطن وسمي الحب خلابة لأنه يخدع ألباب أربابه.

والخلابة: الخديعة باللسان يقال خلبه يخلُبه بالضم واختلبه مثله وفي المثل (إذا لم تغلب فاخلب) أي فاخدع والخلبة الخداعة من النساء قال الشاعر:

أودى الشباب وحب الخالة الخلبة      وقد برئت فما بالقلب من قلبه (2)

معنى الخلب

الخلب مأخوذ من مخلب الحيوان أي إذا لم تتمكني أن تأخذِ حقكِ بالقوة فعليكِ
أن تأخذيه بالرفق والمدارات والسياسة وهي أن تخادعي زوجك بالكلام اللطيف الرقيق المعسول حتى تتمكني من استمالة قلبه إليك وتحقيق رغباتك، وقد ضرب العرب لذلك مثلاً سائراً فقالوا : (إذا لم تَغْلِبْ فَاخلُبْ) بالضم أي اخدع. وقيل (إذا لم تغلِب فَاخْلِب) بالكسر أي انتش حقك ومرادك ومطلبك قليلاً شيئاً يسيراً بعد شيء.

فقالوا في معنى المثل: معناه إذا لم تدرك الحاجة بالغلبة والاستعلاء فاطلبها بالرفق والمداراة.

وأصل الخلابة: الخداع ومنه قيل برق خلب إذا ومض من غير مطر كأنه يخدع الشائم وبه سميت المرأة خلوباً (3) أي تخدع الرجل وتستولي على عقله.

وقال ابن منظور:

وفي المثل (إذا لم تَغْلِبُ فَاخْلِب) بالكسر.

وحكي عن الأصمعي (فَاخْلُبُ) بالضم، أي أخدعه حتى تذهب بقلبه من قاله بالضم فمعناه فاخدع.

ومن قال (إخلِب) بالكسر، فمعناه فانتش قليلاً شيئاً يسيراً بعد شيء كأنه أخذ من مخلب الجارحة.

قال ابن الأثير معناه إذا أعياك الأمر مغالبة فاطلبه مخادعة.

وخلب المرأة عقلها يخلبها خلباً سلبها إياه وخلبت هي قلبه تخلبه خلباً واختلبته أخذته وذهبت به.

وعن الليث:

الخلابة أن تخلب المرأة قلب الرجل بألطف القول وأخلبه وامرأة خلابة للفؤاد، وخلوب

والخلباء من النساء: الخدوع.

وامرأة خالبة وخلوب وخلابة: خداعة، وكذلك الخلبة قال النمر:

أودى الشباب وحب الخالة الخلبة    وقد برئت فما بالقلب من قلبه

ويروى الخلبة بفتح اللام على أنه جمع وهم الذين يخدعون النساء

وفلان خلب نساء إذا كان يخالبهن أي يخادعهن.

وفلان حدث نساء وزير نساء إذا كان يحادثهن ویزاورهن.

 وامرأة خالة أي مختالة (4).

فهذه النصوص لعلماء اللغة كلها تنبي أن المرأة مدعوة إلى السياسة مع زوجها كما أن الرجل مدعو إلى السياسة مع زوجته ولكن المرأة قد تفوق سياستها على سياسة الرجل عندما تملك قلوب السياسيين فتصبح ملكة السياسة كما هي ملكة الأسرة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ المغرب في ترتيب المعرب، ج 1، ص264.

2ـ روضة المحبين، ج 1.

3ـ جمهرة الأمثال ج 1، ص 66.

4ـ لسان العرب ج 1، ص 364.